أعلن حزب القوات اللبنانية أمس اسم مرشحه عن المقعد الأرثوذكسي في عكار وسام منصور، ماضياً في تشكيل لائحة مكتملة في دائرة الشمال الأولى، في غياب الرافعة الحريرية المعتادة والصعوبات التي قد تواجه اللائحة المحسوبة على «الوكيل الحصري» للسعودية في لبنان.
ففي محافظة عكار التي أعطت زعيم المستقبل سعد الحريري تفويضاً بأصواتها بلا منازع بين 2005 و2018، يعدّ الناخبون السنّة القوة التجييرية الأساسية (186 ألفاً من 203 آلاف ناخب مسلم). وقد تمكّنت القوات للمرة الأولى في الدورة الماضية، بفضل تحالفها مع المستقبل، من حصد مقعد للنائب وهبي قاطيشا الذي نال نحو 8 آلاف صوت تفضيلي، لم تكن لتوصله الى ساحة النجمة لولا رافعة الحريري التي أمّنت له الحاصل الانتخابي (19 ألف صوت).
اليوم تبدّلت الموازين، فالحليف القوي لم يعد موجوداً، والنقمة كبيرة على من أعرب عن رغبته في وراثة جمهور الحريري، كما أن لائحة نواب المستقبل التي يتقدمها النائب وليد البعريني (وتضم: النائب محمد سليمان ــــ سني، إبراهيم المصومعي ــــ سني، النائب هادي حبيش ــــ ماروني، سجيع عطية وجوليا حنا ــــ روم أرثوذكس، وأحمد رستم ــــ علوي)، باتت جاهزة لمواجهة القوات بكل الأسلحة الممكنة. وهي ستعتمد، بحسب مصادر متابعة، «بشكل أساسي على شد العصب ضد القوات، مذكّرة بكل المحطات التي غدر فيها سمير جعجع بالحريري، وسنذكّر بأفعال حزب القوات، بدءاً من حاجز المدفون حتى حلم وراثة السنّة وتزعّمهم».
منصور، وهو من بلدة رحبة، أعلن ترشحه عن أحد مقعدي الروم الأرثوذكس بدعم من القوات اللبنانية، ونفى لـ «الأخبار» كل الاشاعات التي تطاوله عن مقاطعة قواتية له، لكونه محسوباً على الحزب الشيوعي،
مؤكداً أنه ليس «حزبياً ولا أنتمي إلى أي حزب سياسي، ولديّ صداقات مع مختلف الأطراف»، وأن حزب القوات «لم يملِ عليّ أيّ شروط، وإنما تم الاتفاق على الخطوط العريضة لجهة الالتزام بالخطاب السيادي».
ومن المفترض أن يلي خطوة أمس إعلان الترشيح من معراب، وأن يعمد رئيس القوات الى دعم منصور علناً والطلب من المحازبين التصويت له. وبحسب المعلومات، فإن لائحة القوات باتت جاهزة، وهي تضم الى جانب منصور : إيلي سعد (روم)، ميشال خوري (ماروني)، فواز محمد (علوي). كما يجري تداول أسماء كل من: النائب السابق طلال المرعبي، محمد عجاج، العميد خالد ضاهر من بلدة أكروم، وسيّدة من بلدة أكروم (المقاعد السنية الثلاثة). وتقول مصادر متابعة إن «بورصة المرشحين السنّة ترتفع وتنخفض، وهناك صعوبة كبيرة في حسم الأسماء»، مؤكدة «عدم رغبة كثيرين منهم في استفزاز الشارع السني، لأن أي مرشح على لائحة القوات اللبنانية سيُتّهم بالخيانة، كما أن القوة التجييرية للقوات لا تتجاوز في أفضل الأحوال 7 آلاف صوت، وهي لم تنجح بعد في ضمّ مرشح سني قوي الى اللائحة لرفع الحاصل بهدف تأمين وصول منصور».