IMLebanon

بالأرقام، تشتّت أصوات السنّة والقوى التغييرية .. عنوان المعركة على الزعامة السنّية في عكار

 

 

في عام 2018 بلغت نسبة المشاركة في دائرة الشمال الأولى (عكار) 48.26 % توزعت على 6 لوائح بعدد أصوات معول عليها 133412 صوتاً.

 

يبلغ عدد الناخبين المسجّلين حاليًا 309083 ناخباً منهم 8415 ناخباً في الاغتراب، وهذا المؤشر يعني أنّ أصوات الاغتراب لن تكون مؤثرة في هذه الدائرة.

 

تتنافس في هذه الدائرة حاليًا 8 لوائح، وتأتي الزيادة في ارتفاع عدد اللوائح إلى عاملين رئيسيين هما:

 

1- الفراغ السنّي الذي تركه انسحاب تيار “المستقبل” من المعركة الانتخابية.

2- تأثير الحراك الذي انطلق في 17 تشرين الأول من العام 2019 على وجود تخمة في المرشحين توزعوا على لوائح عدة.

 

الناخب الأقوى

 

يُعتبر تيار “المستقبل” هو الناخب الأقوى في هذه الدائرة، حيث يمتلك كتلة صلبة لا تقلّ عن 30 ألف صوت، ما زالت إلى اليوم معتكفة عن المشاركة في هذه المعركة، في إطار القرار السياسي لـ”المستقبل”، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على اصوات بعض المرشحين الذين حصدوا اصوات هذه الكتلة الصلبة في العام 2018.

 

التحالفات الانتخابية في الدائرة

 

أبرز التحالفات الانتخابية في هذه الدائرة أتت على الشكل الآتي:

 

1- لائحة “النهوض لعكار” والتي ضمّت شخصيات سنّية عكارية لم تكن بعيدة من أجواء تيار “المستقبل”.

 

2- لائحة “الوفاء لعكار” والتي تضمّ الدكتور هيثم عزالدين (مرشح محسوب على “تيار العزم”) وهو منسق “تيار العزم” في عكار، بالإضافة إلى شخصيات سنّية ليست بعيدة عن أجواء تيار “المستقبل”.

 

3- “لائحة عكار” وهي تحالف النائب السابق خالد الضاهر، والنائب السابق طلال المرعبي الى جانب “القوات اللبنانية”.

 

4- لائحة “عكار التغيير” وهي إحدى اللوائح التغييرية.

 

5- لائحة “عكار اولاً” وتضمّ النائب السابق محمد يحيه وتحالفه مع “التيار الوطني الحر” و “الحزب السوري القومي”.

 

6- عكار تنتفض وهي احدى اللوائح التغييرية.

 

7- “الاعتدال الوطني” وتضمّ تحالف النواب عن لائحة “المستقبل” في العام 2018: وليد البعريني، محمد سليمان، هادي حبيش بالإضافة الى شخصيات عكارية.

 

8- لائحة “نحو المواطنة” وهي إحدى اللوائح التغييرية.

 

 

 

حجم الكتل الصلبة في الدائرة

 

يأتي تقدير الكتل الصلبة بناءً للعديد من العوامل المرتبطة بشكل رئيسي بالمتغيرات التي تمّت دراستها في الدائرة وأهمها:

 

1- حجم القوى السياسية في الدائرة.

 

2- تبدّل المزاج الشعبي بسبب معايير متعددة أهمها (الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، الخطاب السياسي، الوعود الإنتخابية السابقة).

 

3- شرذمة الفريق الواحد على لوائح عدة مثل (اصوات الناخب السنّي، اصوات المجتمع المدني).

 

 

 

مضمون المعركة الانتخابية في عكار يرتكز بشكل رئيسي على قدرة الماكينات الانتخابية في جميع اللوائح على جذب الناخب الى صناديق الاقتراع، وهذا ما يفسّر وجود 28% من الأصوات المجهولة الوجهة والتي يمكن لجميع اللوائح ان تستفيد منها بنسب متفاوته.

 

أما بالنسبة الى الـ24% من أصوات السنّة الموزعة، فهي قد تكون السبب الرئيسي في ضرب نسبة الاقتراع وخفضها في هذه الدائرة، في حال لم تستطع اللوائح ذات التوجّه السياسي الأقرب الى جذبها، وبحسب الاستطلاعات حتى الآن فإنّ جزءاً كبيراً من هذه النسبة هو مقاطع.

 

 

 

إنطلاقاً من العاملين أعلاه، نجد بأنّ معركة عكار مرتبطة بشكل مباشر بنسبة الاقتراع، والتي يشكّل انخفاضها خدمة للائحتي “عكار اولاً” ولائحة “الاعتدال الوطني” التي قد تتقاسم المقاعد بحسب ما تحصده من اصوات، مع تقدّم للائحة “عكار اولاً” على لائحة “الاعتدال الوطني” خصوصاً بعد الفراغ السنّي الذي اصاب لائحة “الاعتدال الوطني”، بالإضافة الى بروز مرشحين عدة على مختلف اللوائح يتقاسمون حصة الناخب السنّي مع مرشحي اللائحة، مقابل كتلة صلبة للنائب السابق محمد يحيه، حيث ستكون معركة الزعامة العكارية محتدمة بينه وبين المرشح النائب الحالي وليد البعريني.

 

أما لائحة تحالف (القوات اللبنانية مع النائبين السابقين خالد الضاهر وطلال المرعبي) فهي تعتمد بشكل رئيسي على حصد كمية وازنة من الصوت السنّي، من أجل ضمان مقعد لها، وستكون وجهته لمرشح “القوات اللبنانية” التي تمتلك كتلة صلبة في هذه الدائرة. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإنَّ عمل ماكينة اللائحة في الساحة السنّية فاعل.

 

ويشكّل أي تحريك للماكينات الانتخابية في اللوائح التي لا تمتلك كتلاً صلبة ضمن دائرة عكار، تغييراً في موازين القوى في هذه الدائرة. على سبيل المثال لا الحصر، لائحة “الوفاء لعكار”، حيث منسق “تيار العزم” في الدائرة، ولكن إمكانية حصول هذه اللائحة على حاصل يحتاج الى حيوية كبيرة خلال المعركة الانتخابية، خصوصاً انها تنافس على الصوت النسبي.

 

توزيع المقاعد

 

في توزيع المقاعد على المرشحين، ونظرًا لعدم وجود دوائر صغرى ضمن الدائرة، فإنّ المقاعد السنّية ستُحسم بحسب الترتيب الأفقي للمرشحين في اللوائح التي حصدت حواصل انتخابية، نظرًا لأنّ الثقل السنّي مرجح في هذه الدائرة، ومن المرجح ان تكون موزعة بين لائحتي “الاعتدال الوطني” و”عكار اولًا” (مقعدان للاعتدال الوطني ومقعد لعكار اولًا) إذا لم تحصل اي مفاجأة انتخابية في الدائرة، بالتزامن مع تشتت اصوات السنّة على مختلف الجغرافيا العكارية.

 

أما المقاعد المسيحية الثلاثة (2 روم ارثوذكس ومقعد ماروني) فالمنافسة عليها ستكون محتدمة داخل اللوائح كما خارجها، وهي على الشكل التالي:

 

• سيسعى مرشح لائحة “الاعتدال الوطني” هادي حبيش لتخطّي مرشح لائحة “عكار اولًا” جيمي جبور، لكي يقتنص هذا المقعد، وذلك بالتزامن مع افتقاد حبيش لدعم تيار “المستقبل” الذي رجح له الكفة بجدارة في انتخابات العام 2018.

 

• أما معركة مقعدي الروم، فهي مفتوحة بين مرشح “القوات اللبنانية” وسام منصور ومرشح لائحة “عكار اولًا” اسعد درغام ومن خلفهما مرشح “القومي” شكيب عبود الذي ترتبط حظوظه بشكل مباشر بقدرة لائحة “القوات اللبنانية” على حصد حاصل بالإضافة الى عدم قدرة جيمي جبور على نيل المقعد الماروني.

 

بالنسبة للمقعد العلوي، قد يكون نتيجة الصراع على الكسر الأكبر من جهة، وما يتبقّى من مقاعد لأي لائحة تكتفي بمقاعدها من جهة اخرى، وهو ممكن ان يكون لأي لائحة تحصد الحاصل الانتخابي، ولكن حظوظه ضمن لائحة “القوات اللبنانية” ضئيلة جدًا، وترتفع ضمن لائحة “عكار اولًا” في حال حصد هادي حبيش المقعد الماروني عن لائحة “الاعتدال الوطني” (مع اكتفاء هذه اللائحة بثلاثة مقاعد)، ستأتي خسارة جيمي جبور لمقعده كهدية للمرشح العلوي ضمن لائحة “عكار اولًا”، والتي متوقع ان تحصل على 3 حواصل ايضاً.