صرخة تربوية أطلقها وزير التربية السابق النائب اكرم شهيب يؤمل ان تلقى صداها سريعاً، لا أن تكون بمثابة صرخة في وادٍ، وهي دعوة الى اعلان خطة مواجهة، علّها لا تذهب أدراج الرياح.
وأكد شهيب لـ”نداء الوطن” ان “الصرخة التي اطلقناها في الحزب التقدمي الاشتراكي أتت بعدما لاحظنا ان موضوع الجامعة اللبنانية يتهاوى على حساب الجامعات الخاصة. ودرسنا كل الوقائع الموجودة وخرجنا بالورقة وفي الوقت نفسه ننظم وضعنا في مناطقنا في الجبل في حال عجزت الدولة، حتى لا يبقى طالب خارج التعليم خصوصاً واننا ندرك ان هذا العام سيكون هناك تدفق من الطلاب من التعليم الخاص الى التعليم الرسمي، وأعتقد انه بعد احصاءات دقيقة في الشوف وعاليه والمتن الاعلى وحاصبيا وراشيا، اي في المناطق التي نتواجد فيها بشكل اساسي، استطعنا تأمين مقاعد لكل الطلاب حتى ولو كان عددهم بالآلاف لاننا نرى حالة عجز هذه الحكومة”.
وأوضح: “مع الانهيار الاقتصادي اليوم وتراجع المداخيل وجائحة كورونا لم تقرر الدولة بعد ماذا ستفعل، هل ستكون هناك في الخريف صفوف عادية أي حضور وتعليم عادي؟ أم التعليم عن بعد في حال حصول موجة جديدة من كورونا؟ هناك مشكلة كبيرة بالتعليم عن بعد، إذ لا يمكن ان تكون هناك طبقية في التعليم، مدارسنا الرسمية غير مؤهلة، معظم الاساتذة غير مدربين اضافة الى توافر الانترنت وسعره واجهزة الكمبيوتر وكلفتها، وتبقى مشكلة الكهرباء التي يبدو أنها طويلة في لبنان”.
وإذ أضاء شهيب على التخبط الحكومي في ظل “الخلافات الداخلية بين افراد الحكومة حول دور المستشارين الذين هم بالمئات في الوزارات ورئاسة الحكومة، وكل واحد منهم برأي ومن موقع سياسي معين ومن حقد سياسي معين”، تابع: “لم نرَ من هذه الحكومة الا الاجتماعات واللجان وهم يتلهون بالقشور، واضعين فكرة المؤامرة وهم اصلاً مؤامرة على البلد، بشكلهم وبوضعهم وبامكانياتهم وبانتقائهم، اجتماعات فاشلة، لجان عقيمة، مفاوضات خائبة مع كل الاطراف في الخارج ودائماً هناك نبرة التخوين، في الماضي كانت النبرة: “ما خلّونا نشتغل”، اما اليوم “فهناك مؤامرة علينا”.
بالنسبة الى التعليم الجامعي، “طرح التقدمي الاشتراكي افكاراً عدة لكن لا بد من فتح شعب جديدة من الآن، والعمل على تأمين الابنية المدرسية واعادة فتح مبان مقفلة وامكانية تأمين الدوامين، لكن يبقى هناك موضوع اساسي مع اليونيسف و”الوورد بنك”، فهناك اموال موجودة في الدولة اللبنانية منها قروض ومنها هبات نحو 104 ملايين دولار، يجب اجراء مفاوضات مباشرة مع البنك الدولي لتحويل هذه الاموال الى موضوع حماية التعليم في لبنان”. وقال: “ما نقوم به هو جرس انذار لكن يبدو ان هناك حكومة طرشاء في البلد لا تسمع”. وفي موضوع الجامعة اللبنانية، اشار شهيب الى ان “في لبنان للاسف 22 جامعة خاصة، على غرار العدد في بريطانيا ربما، فهناك دولة ومساحة وسكان ومستوى مختلف. معظم هذه الجامعات هي خارج اطار الجامعات التقليدية العريقة التي قدمت للبنان ما قدمته سواء الجامعة الاميركية، والتي تواجه اليوم صعوبات كبيرة، الى جانب وضعها المالي والاقتصادي المتعب جداً وهي قيمة تربوية خرّجت آلاف القادة، وهناك الجامعة اليسوعية والبلمند والحكمة وغيرها، فتأتي الحكومة وتقرّر لإحدى الجامعات الخاصة، ولأسباب سياسية الترخيص لفروع اضافية. اتُّهمنا بأنّ لدينا جامعة، نحن ليس لدينا جامعات ولن يكون لنا جامعات، نحن نعتبر جامعتنا هي الجامعة اللبنانية جامعة الوطن”.