IMLebanon

إقليموس رئيساً لـ«المارونية» بالتزكية.. والمقاعد للصناديق

تُفتح اليوم، اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً ولغاية الرابعة بعد الظهر، الصناديق أمام أصوات الموارنة من المنتسين الى «الرابطة المارونية». في زمن التمديد لكل شيء وخصوصاً للأزمات، ما زالت هذه المؤسسة العريقة قادرة على تقديم نموذج صحي في الديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي والتنافس.

في اليوم الأخير قبل الاستحقاق انحصرت المنافسة على منصب نائب الرئيس والعضوية. شهد أمس اختراقان للمشهد: فوز أنطوان إقليموس بالتزكية ووضع المرشح إبراهيم جبور المدعوم من الوزير سليمان فرنجية ترشحه بتصرف رئاسة الرابطة. كان إقليموس يشارك في القداس قبيل تبلغه فوزه. فقرابة التاسعة مساء وقّع آخر المرشحين على مقعد الرئيس مارون يونس كتاب انسحابه في مكاتب الرابطة ليبدأ إقليموس بتقبل التهاني بفوزه والأمنيات بفوز لائحته. جدول الانسحابات لم يسجل أي اسم آخر ليشرّع المنافسة على مصرعيها في انتخابات اليوم وفق الأرقام التالية: 984 ناخباً، 22 مرشحاً على العضوية (15 مقعداً)، مرشحان على منصب نائب الرئيس هما توفيق معوض (لائحة التجذر والنهوض) وغسان خوري (منفرد).

في الساعات الأخيرة الفاصلة عن اليوم الكبير برزت محاولة قام بها رئيس الرابطة سمير أبي اللمع والرؤساء السابقون لها (ميشال إده، جوزف طربيه وحارس شهاب) وقوامها التمني على النقيب أنطوان إقليموس إعادة النظر بلائحته التي أطلق عليها صفة «التوافقية» عبر ضم العميد جبور إليها. لكن المحاولة لا يبدو أنها لاقت آذانا صاغية. وفي الأساس، أوساط أصحاب المبادرة تؤكد لـ «السفير»: «لقد قمنا بواجبنا وبما اعتبرنا أنه علينا القيام به من أجل الوفاق، ولكن في النهاية لا يمكننا أن نقرر عن أحد». خصوصاً في ظل الحرص على «الوقوف على مسافة واحدة من جميع المتنافسين ضمن اللوائح وخارجها خدمة للرابطة وللموارنة».

من كان يشجع على تلبية طلب «الموارنة القدامى» من قبل لائحة إقليموس، كان يعوّل على ما يعتبرها «النية الحسنة التي تخدم تسهيل الأمور». مرت الساعات ولم يصدر أي موقف عن اللائحة، فأصدر جبور بيانه بعد ظهر أمس حيث وضع ترشحه «بتصرف رؤساء الرابطة»، متمنياً أن تستطيع الرابطة «الحفاظ على قدرتها في جمع شمل أبناء الطائفة بكل فئاتهم ومناطقهم»، مؤكداً أن «ذلك لن يزيدني إلا تجذراً مارونياً وزخماً في السعي الى الخدمة العامة خارج المناصب والمواقع أم داخلها». وفي متن البيان، لفت جبور الى أنه «منذ انتخابي عضواً في المجلس التنفيذي للرابطة المارونية عام 2013، قمت بما يمليه عليّ واجبي، متعاوناً مع أعضاء المجلس على اختلاف انتماءاتهم السياسية والمناطقية، مقدماً سياسة التقارب والتفاهم على أي اعتبار آخر على الرغم من تمثيلي فريقاً سياسياً وازناً في المجتمع اللبناني والماروني ولمنطقة عريقة في مارونيتها ولبنانيتها هي منطقة زغرتا الزاوية».

وأضاف جبور «كان هدفي يتمثل في العمل كفريق واحد لتحقيق أهداف الرابطة وطنياً، مسيحياً ومارونياً وكانت لي إسهامات في تقريب المسافات بين الأفرقاء المتباعدين على قاعدة المصلحة الوطنية والمارونية المشتركة». وفي هذا الاستحقاق الانتخابي ما كنت لأترشح مجدداً لعضوية المجلس التنفيذي للرابطة، لو لم أجد تأييداً من مرجعيات مارونية هامة ومن زملائي أعضاء الرابطة المارونية. تابع «لمّا دارت الأمور بين الذين تولوا تشكيل اللائحة على النحو الذي تمت فيه، ولمّا فشلت المساعي الآيلة الى حل هذا الموضوع بما يكفل تحقيق التوافق الشامل وآخرها النداء الصادر عن الرؤساء السابقين للرابطة وتمنيهم على رئيس اللائحة النقيب أنطوان إقليموس إدراج إسمي في لائحته نظراً لأهمية وثقل المرجعية الوطنية والمارونية التي طرحت إسمي».

البعض يترجم خطوة جبور على أن «المردة» قدم «تضحية» وبالتالي لا يريد الصدام. وآخرون يضعونها في خانة الإحراج الذي تأخر كثيراً. أما أوساط لائحة إقليموس فتقول لـ«السفير»: «نحن غير معنيين بهذا الموضوع والكلمة الأخيرة للصناديق».