من المُنتظر أن يجتمع رئيس «الموساد»، ديفيد بارنياع، غداً في روما، مع رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، وذلك في إطار المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية. ولا يُتوقع أن تتخلل الاجتماع مفاوضات مفصّلة حول نقاط الخلاف المتبقية بين الطرفين، لكنه «سيركّز بشكل أساسي على استراتيجية المضيّ قدماً»، بحسب ما نقل موقع «واللا» العبري، عن مصدر مطّلع. كما قال مسؤول إسرائيلي كبير، للموقع، إنه «لا توجد دلائل على أن ضغط الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتخفيف مطالبه الصارمة الجديدة، والتي تظلّ جزءاً من الاقتراح الإسرائيلي المحدّث الذي سيتم إرساله إلى حماس». لكن الاقتراح الإسرائيلي هذا، لم يتسلّمه الوسطاء بعد. وبحسب «كان»، فإن «الوسطاء ينتظرون ورقة الموقف الإسرائيلي لمناقشتها خلال اجتماع الوفد المرتقب الأسبوع المقبل (…) لكن نتنياهو لم يمنح الضوء الأخضر لإرسال الورقة». وبحسب مصدر سياسي، فإن نتنياهو «يريد الضغط أكثر من أجل انتزاع تنازلات أكبر من حماس، مثل زيادة عدد المختطفين الأحياء الذين سيتمّ إنقاذهم من أسر حماس»، وهو «يدّعي أنه لم يضف شروطاً إضافية، رغم وجود خلاف حول هذا الأمر». وعليه، يقول مسؤول إسرائيلي رفيع، إن «نتنياهو لا يزال متشدداً في موقفه، ولا يريد إنجاز الصفقة، لذا لا يُتوقع حدوث انفراجة، وعليه نحن فى الطريق إلى أزمة في المفاوضات وليس صفقة». ولإدراكهما توجّهات نتنياهو الفعلية، رفض رئيس «الشاباك»، رونين بار، ومسؤول ملف الأسرى في الجيش، نيتسان ألوني، المشاركة في اجتماع الغد في روما، فيما تقرّر سفر رئيس «الموساد» وحيداً، و«السبب هو عدم اكتمال ردّ إسرائيل على مقترح الصفقة»، بحسب «القناة 12».
في المقابل، يعوّل الوسطاء على أن تعقب اجتماع روما، لقاءات في الدوحة والقاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن «الاجتماع سيكون على غرار اجتماعات باريس السابقة، وسيكون التركيز فيه على التعديلات الإسرائيلية المقترحة، بالإضافة إلى تصوّرات تفصيلية بشأن اليوم التالي». وبحسب هذه المصادر، «يحضّر الوسطاء مقترحات للتعامل مع الثغرات التي لم يجرِ التوصّل إلى حلول بشأنها بعد». وبحسب مسؤولين مصريين، «سيحمل رئيس المخابرات المصرية معه، نتائج لقاءات واتصالات جرت مع مسؤولين خليجيين في الأيام الماضية، ولا سيما من الإمارات والسعودية، بشأن ما يمكن تقديمه لدعم السلطة التي ستكون في غزة في اليوم التالي».
يعوّل الوسطاء على أن تعقب اجتماع روما، لقاءات في الدوحة والقاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل
وفي الوقت عينه، لا يزال المستوى الأمني يمارس ضغوطه للدفع نحو الصفقة، حيث قال رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، أمس، إن «الاتفاق على إطلاق سراح المختطفين، هو أمر نضغط من أجل التوصّل إليه وتحقيقه في ظروف جيدة، وهذه مهمة عُليا»، بينما يتسبب هذا التوجّه لدى المستوى الأمني بمزيد من المشاكل والضغوط لنتنياهو، الذي كشفت «القناة 12»، أمس، أنه «سيحسم أمره بخصوص عزل وزير الأمن يوآف غالانت، وإسناد الوزارة الى غدعون ساعر بعد عودته، من واشنطن يوم (غد) الأحد».
والتقى نتنياهو، أمس، المرشّح الرئاسي الأميركي، دونالد ترامب، بعدما كان قد التقى، أول من أمس، الرئيس جو بايدن، ونائبته – المرشّحة الديمقراطية الأوفر حظاً – كاملا هاريس. وكان واضحاً احتفاء نتنياهو بترامب، بعدما كان لقاؤه بهاريس باهتاً وخرجت عنه انطباعات سلبية. وفي بداية اللقاء، قال “بيبي”: «والآن إلى الجزء الأفضل». وبحسب وسائل إعلام أميركية، أعرب ترامب لنتنياهو في لقائهما المنفرد عن «التضامن مع إسرائيل بعد السابع من أكتوبر». وأضاف: «عندما أصل إلى البيت الأبيض، سأبذل قصارى جهدي لإحلال السلام في الشرق الأوسط»، في حين قال نتنياهو عقب اللقاء، إن «الوقت سيُظهر ما إذا كنّا قريبين من التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار»، معلناً أنه سيرسل «وفداً إلى محادثات روما الأحد»، معبّراً عن اعتقاده بوجود «بعض التقدم في المحادثات بسبب الضغط العسكري».
وبدت لافتة إشارة كل من بايدن وهاريس وترامب، إلى ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى في أسرع وقت، مع علمهم الأكيد بأن هذا غير ممكن من دون صفقة تبادل، تنهي أو تمهّد لإنهاء الحرب. وبينما قال بايدن لعائلات بعض الأسرى الإسرائيليين إنه يسعى لصفقة، و«إن تبيّن أن إسرائيل تماطل فسيعلن ذلك على الملأ»، بدت هاريس أكثر وضوحاً عندما أشارت بشكل مباشر إلى ضرورة «إنهاء الحرب فوراً». كذلك، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن «نتنياهو تلقّى رسالة واضحة من الزعماء الديمقراطيين والجمهوريين، بأنه يتعيّن عليه إنهاء الحرب».