IMLebanon

الأخبار: السيّد صفيّ الدين… شهيداً على طريق القدس

 

 

نعى حزب الله، أمس، رئيس مجلسه التنفيذي السيّد هاشم صفي الدين، «قائداً كبيراً وشهيداً عظيماً (…) ارتحل إلى ‏ربّه مع ‌‏خيرة ‏من إخوانه المجاهدين راضياً مرضياً صابراً محتسباً، في غارة ‌‏صهيونية إجرامية عدوانية»، في 4 تشرين الأول الجاري. وكان العدو، طوال الفترة السابقة منذ الاستهداف، يمنع فرق الإسعاف والدفاع المدني من الاقتراب من مكان الغارات في محلة الليلكي في الضاحية الجنوبية لبيروت. واستهدف المسعفين والجرافات، أكثر من مرة، لدى الاقتراب من المكان. ورغم نواصل الصليب الأحمر مع «اليونيفل مرات عدة، لإدخال طواقمه الى المكان، إلا أن العدو كان يصرّ على المنع. وفي الأيام القليلة الماضية، أعادت فرق الدفاع المدني محاولاتها للوصول الى المكان والعمل على انتشال جثامين الشهداء، وتمكّنت من ذلك أول من أمس، حيث وُجدت مع صفي الدين، جثامين عدد من الشهداء، من بينهم قياديون في المقاومة.

 

وقال الحزب في بيان النعي إن الشهيد صفي الدين «التحق بأخيه شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة الأمين العام ‌‏لحزب الله السيد حسن نصر الله، ‌‏ولقد كان نعم الأخ المواسي لأخيه (…) ومحلّ ثقته، ‌‏ومعتمده في الشدائد ‏والكفيل في المصاعب، مضى على ما ‏مضى ‌‏عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، ‏مدبّراً، مديراً، قائداً ‌‏وشهيداً». ‏وأضاف: «لقد قدّم سماحة السيد هاشم صفي الدين جلّ حياته في خدمة حزب الله ‌‏والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار ‏على مدى ‏سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية ‌‏واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسّساته المختلفة ووحداته ‌‏العاملة ‌‏في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة، قريباً من مجاهديها، لصيقاً بجمهورها محبّاً ‏لعوائل ‏شهدائها حتى حباه الله ‌‏بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانيّة».‏ وعاهد حزب الله «شهيدنا الكبير وإخوانه الشهداء على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى تحقيق أهدافها في الحرية ‏والانتصار».‏

ووُلد الشهيد صفي الدين في بلدة دير قانون النهر الجنوبية (قضاء صور)، عام 1964. وتلقّى علومه الدينية في حوزات النجف الأشرف في العراق، وقمّ المقدّسة في إيران، خلال ثمانينات القرن الماضي. قبل أن يعود إلى لبنان عام 1994 ليتولّى مسؤوليّات عديدة في حزب الله، بينها العسكري والتنظيمي والسياسي، فتولّى بدايةً مسؤولية منطقة بيروت في الحزب، ثم في العام 1995 رئاسة «مجلس المقاومة»، قبل أن يُصبح في العام 1998 عضواً في مجلس شورى الحزب. بعدها ترأّس المجلس التنفيذي، وصار مسؤولاً عن تنفيذ السياسات الداخلية، وتطوير الهيكل الإداري، والإشراف على المؤسّسات المرتبطة بالحزب. ومن محطّاته البارزة، قيادته جهود إعادة الإعمار، في لبنان عموماً، وفي الضاحية الجنوبية خصوصاً، بعد عدوان تمّوز عام 2006. أدرجته الولايات المتحدة في قوائم «الإرهاب» الخاصّة بها عام 2017، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية بعد ذلك بعام. ويعتبُر السيد صفي الدين، الشخصية الثانية في الحزب، بعد أمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله. وبعد اغتيال السيد نصر الله، تردّد أنه سيكون خليفته، فيما أعلن رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، عند اغتيال صفي الدين، أن «إسرائيل اغتالت خليفة نصر الله». وتمتّع الشهيد السيد صفي الدين بشخصية محبوبة في أوساط المقاومين وعائلاتهم، وباحترام واسع لدى جمهور المقاومة الذي كان قريباً منه ومطلعاً على يومياته، عاملاً على تجاوز أزماته، من خلال مؤسّسات الحزب الاجتماعية وغيرها، وآخرها في الأزمة الاقتصادية قبل عدة سنوات، ثم خلال جائحة «كورونا».