IMLebanon

الأخبار: الجولاني أعلن والكل يلتزم: قائد الجيش مرشحاً أوّلَ للرئاسة | كلمة السر الرئاسية من دمشق مجدّداً

 

 

قبل أيام، التقى قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع إعلاميين سوريين وعرباً حضروا إلى دمشق لتغطية الأحداث بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. ووجّه هؤلاء أسئلة متنوعة إلى الشرع، بينها سؤال عن رأيه في الوضع في لبنان والعلاقة معه، فأجاب بكلام عام، قبل أن يفاجئ سائليه بالقول: «نحن ندعم التوافق على انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية».

عودة إلى عام 1995، عندما دارت معركة حول الانتخابات الرئاسية مع انتهاء ولاية الرئيس الراحل الياس الهراوي واندلاع الجدال حول التمديد له أو انتخاب العماد إميل لحود رئيساً، إلى أن حسم الرئيس الراحل حافظ الأسد الأمر في مقابلة مع صحيفة مصرية، وأجاب على سؤال حول الانتخابات الرئاسية في لبنان قائلاً: «يبدو أن اللبنانيين سيتوافقون على التمديد للرئيس الهراوي».

أمس أعلن، اللقاء الديمقراطي، الكتلة النيابية للحزب التقدمي الاشتراكي، دعمه انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، بعدَ يوميْن على عودة النائب السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط من زيارة خاطفة لباريس التقيا خلالها بعيداً من الإعلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولدى زيارته الرئيس نبيه بري في عين التينة أولَ أمس، أبلغ جنبلاط الأب رئيس المجلس بأن فرنسا «لا تُعارض التوجه الأميركي والعربي لانتخاب العماد عون رئيساً»، ناصحاً إياه بـ«التفاعل إيجاباً مع الأمر». كما تردّد أن جنبلاط أرسل إلى قائد الجيش ناصحاً إياه أيضاً بالانفتاح على معارضيه، وأن «يفتح» مع بري وحزب الله، ولا يقِف كثيراً عند رأي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. وقالت مصادر مطّلعة إن جنبلاط أعرب عن ثقته بأن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع لن يعارض انتخاب عون وسيُبرّر موقفه بأنه لم يضع عليه فيتو سابقاً، وبأنه يمثّل بالنسبة إليه رئيس مواجهة مع حزب الله والتيار الوطني، كما عون يحظى بدعم البطريركية المارونية. فيما نُقل عن باسيل قوله بأنه «مش الوزير وليد جنبلاط يلّي بيرشّح عن المسيحيين. هيدا هنري حلو تاني».

في هذه الأثناء كان النواب السنّة الحائرون في موقفهم يتقصّون الأنباء الواردة من مصر والسعودية. وقال قسم منهم إن الرياض على وجه التحديد لا تُعارض انتخاب العماد عون، وهذا يكفي برأيهم للسير به، وهو ما يراه أيضاً عدد من النواب المستقلين. أما بالنسبة إلى بري، فهو لم يظهر حماسة لقائد الجيش، لكنه حافظ مع حزب الله على كل خيوط العلاقة معه، وإن كانا قد تركا لمرشحهما رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إيجاد الآلية التي تناسبه، سواء بالاستمرار في الترشح أو الانسحاب، علماً أن المشاورات بين الثنائي وفرنجية ركّزت على تحويل انسحاب فرنجية إلى ورقة رابحة في الانتخابات. والحصيلة الأكيدة حتى الآن هي أن الجولاني قال إنه يدعم عون، وأميركا أصلاً تدعمه، وعليه ستكبر قائمة الداعمين بمجرد أن تبدأ الرسائل بالوصول إلى هواتف غالبية النواب.

 

من جهتهم، لم يُعلن نواب قوى المعارضة الذين اجتمعوا في ضيافة حزب «الكتائب» في بكفيا أمس تبنّيهم لأي اسم حتى الآن، وقد حضر الاجتماع النواب أشرف ريفي وفؤاد مخزومي ومارك ضو والياس حنكش ونديم الجميل وغسان حاصباني ووضاح الصادق وبلال الحشيمي وميشال معوض وميشال الدويهي.

وقال بيان المعارضة الذي تلاه حاصباني إنها تقارب جلسة التاسع من كانون الثاني «بجدية مطلقة، وتعتبر أن التعاطي مع الاستحقاق بما يستلزم من إرادة، يجب أن يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقدّمة لإنقاذ لبنان شرط الابتعاد عن النهج الذي كان سائداً طوال فترة التعطيل والذهاب إلى اختيار شخصية قادرة على قياس متطلبات المرحلة». وحول ترشيح اللقاء الديمقراطي لقائد الجيش، قال حاصباني: «لم نرشّح أحداً لأننا ما زلنا في مرحلة البحث والتشاور، وقائد الجيش من الأسماء التي نتناقش فيها».

وفي موازاة المواقف السياسية الداخلية، كانَ الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني الموجود في بيروت في إطار المساعي المبذولة لدفع الاستحقاق الرئاسي قدماً، يواصل لقاءاته التي بدأها مساء أول أمس مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل. وعلمت «الأخبار» أن الموفد الذي سبقه إلى لبنان وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، سيلتقي كل القوى السياسية من دون استثناء، إلا أن هذه الجولة فقدت أهميتها، بحسب مصادر مطّلعة، قالت إن «التطورات المتصلة بملف الرئاسة أدخلت البلاد في مرحلة احتساب الأصوات التي قد يحصل عليها قائد الجيش في جلسة 9 كانون الثاني، إلى جانب المشكلة الدستورية التي قد تواجهه في ما يتعلق بالمادة 49 من الدستور» التي تنص على أنه «لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد»، وبالتالي قد يعتبر البعض هذا الأمر مخالفة دستورية، أما كل كلام آخر فهو تفاصيل.

في كل الأحوال، وفي انتظار الجلسة «المنشودة»، يُمكن القول إن ما حصل من متغيّرات في سوريا كشف مرة جديدة عن أن الفريق الذي ينتحل صفة السيادة زوراً، هو فريق «بلسانين» ويبدّل ولاءه من «الأسدين» إلى الجولاني بثوبه الجديد والباب العالي الذي صارَت طريق الشام تمرّ منه، وهو الطريق الذي سيسلكه قريباً جنبلاط على رأس وفد من طائفة الموحّدين الدروز ومن كتلة «اللقاء الديمقراطي» قبل الانتقال إلى دمشق لتهنئة أحمد الشرع بـ«انتصار الشعب السوري وانتصار الحرية في لبنان وسوريا». وقد سبقه إليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للقاء الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان وعقد محادثات موسّعة تناولت ملفات التعاون المشترك بين البلدين.

 

فرنجية: مستمر بالترشح

على عكس التوقعات والتسريبات التي تحدثت عن موقف سيُعلن فيه انسحابه لمصلحة قائد الجيش العماد جوزف عون، أكد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أنه مستمر في ترشيحه. وقال: «حينما سأتراجع عن ترشيحي لرئاسة الجمهورية فإنه لا يمكننا الذهاب إلى جلسة 9 كانون الثاني الرئاسية من دون اسم»، مضيفاً في كلمة له خلال العشاء التكريمي لخلية أزمة النازحين «لن أختلف مع أصدقائي وليست لدينا رفاهية الاختلاف خصوصاً في هذه المرحلة حتى وإن لم نلتقِ على اسم للرئاسة». وأضاف «أنا مستمر وإذا اتفقنا على اسم في جلسة 9 الشهر فأنا منفتح على ذلك ولكن نريد اسماً على قدر المرحلة».