تضغط المصارف والهيئات الاقتصادية على الرئيس سعد الحريري لتطيير السلسلة خوفاً من إجراءات ضريبة تطالها للمرة الأولى، فيما بدأ رئيس الحكومة ضغوطاً لمنع إجراء الانتخابات الفرعية هرباً من انكشاف ضعف تيار «المستقبل» في طرابلس
انعكس اللقاء الإيجابي بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، في عين التينة أمس، على النقاشات حول سلسلة الرتب والرواتب. وفيما أكّد كنعان أن اللقاء مع رئيس المجلس كان مهمّاً لناحية التوافق على أمور عدة في ما خصّ السلسلة، قال برّي لـ«الأخبار» إن «السلسلة يجب أن توضع على نارٍ حامية لأنها يمكن أن تكون من أهم إنجازات العهد الجديد»، مؤكّداً أنه «مصرّ على ضرورة الوصول إلى نتيجة في جلسة الهيئة العامة المقبلة».
غير أن الإيجابية التي عبّر عنها برّي وكنعان تقابلها، بحسب ما علمت «الأخبار»، ضغوطٌ كبيرة بدأت تمارسها المصارف والهيئات الاقتصادية على القوى السياسية، لا سيّما الرئيس سعد الحريري، لمحاولة التهرّب منها، سيّما أنها المرّة الأولى التي يجري البحث فيها جديّاً بفرض إجراءات ضريبية على المصارف والشركات المالية والعقارية وتخفيف الأعباء عن الشرائح الفقيرة. وفي وقت لم تعد فيه القوى السياسية تحتمل التأجيل والمماطلة في السلسلة، يحاول «لوبي» المال والأعمال تحويل الأمر إلى إجراءات ضريبية تمس عموم المواطنين.
وفي وقت نفى فيه كنعان أن تكون الحكومة في وارد سحب السلسلة من الهيئة العامة، يجري الحديث عن سيناريو محتمل يقوده الحريري لأخذ الأمر «في صدره» والرضوخ لضغوط المصارف والشركات الكبرى.
من جهة أخرى، وبعد أن حدّد وزير الداخلية نهاد المشنوق، خلال زيارته رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، إطاراً زمنياً «ممكن» أن تجري فيه الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس قبل 24 أيلول المقبل، علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة يمارس ضغوطاً لعدم إجراء هذه الانتخابات، وهو سيلتقي عون لهذه الغاية اليوم أو غداً، من دون ذريعة قانونية أو منطقية لذلك. ويخشى الحريري من إجراء الانتخابات في طرابلس، وما يمكن أن يصدر عنها من نتائج قد تؤثّر في نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً بعد استطلاعات الرأي الأخيرة التي كشفت تقدّماً واضحاً للوزير السابق أشرف ريفي والتسليم الواضح من قبل جهات بارزة في تيار المستقبل بقوّة ريفي في المدينة. ورغم تشكيك مصادر بارزة في التيار في إمكانية أن يكتسح ريفي الانتخابات في المدينة، باتت تعترف بقوّته وبنيله حصّة وازنة من مقاعد المدينة كانت حتى الأمس القريب من حصّة تيار المستقبل. في المقابل، يصرّ رئيس الجمهورية على إجراء الانتخابات في موعدها، أوّلاً ليمنح العهد جديّة في العمل على تنفيذ الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وثانياً لتثبيت مقعد العميد المتقاعد شامل روكز في كسروان، استباقاً لأي تحالفات قد يعقدها خصوم التيار الوطني الحرّ مع القوات اللبنانية، بما يؤثّر على وصول روكز إلى المجلس النيابي أو إيصاله «ضعيفاً»، بما يحمل الأمر من رمزية.
«جبران معه!»
في الخلاف على آلية التعيينات، وقع الحريري في «سهوة» خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، حين قال أمام الوزراء إن الآلية المعتمدة حالياً جرى الاتفاق عليها في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ما قبل الأخيرة. وقد جرت بعدها ردود تحمل رسائل سياسية، إذ ذكّر الوزير علي حسن خليل الحريري بأن هذا الاتفاق جرى في عهد حكومته في ربيع 2010، وكانت «الحكومة جامعة»، فما كان من باسيل إلّا أن قال للحريري «انتبه يا دولة الرئيس، عم يوقعك معالي الوزير»، فردّ خليل على باسيل بالقول: «هذه الحكومة التي أسقطتموها من الرابية»، وتذكّر الحريري عندها أن الاتفاق حصل في حكومته، مؤكّداً أنها كانت «جامعة» والدليل «أنني تخرّجت بعد سنة واحدة». عندها نصح الوزير يوسف فنيانوس الحريري بعدم الذهاب إلى أميركا (أسقطت حكومته وقتها فيما كان يزور البيت الأبيض للقاء الرئيس باراك أوباما)، فردّ باسيل على فنيانوس مطمئناً الحريري: «روح وما تهكل هم»، وعندما سأل أحد الوزراء عن سبب الطمأنينة، قالت الوزيرة عناية عزّ الدين لأن «جبران معه»!