IMLebanon

طاولة حوار مصغرة… بعد الحكومة المؤجلة!

 

 

تتعامل كلّ القوى السياسية، مع أيلول بوصفه «الشهر المُنتظر» لتطورات ما في الملّف الحكومي. علماً أنّ أية إشارات إيجابية، لم تُرصد بعد، في وقت لا يزال الجمود يُسيطر على حركة المشاورات في انتظار عودة الرئيس المكلف

 

قبل إنجاز تحرير جرود عرسال من الجماعات الإرهابية، كانت غزوة ومعارك وسقط شهداء للجيش اللبناني وحزب الله وكذلك من المواطنين الأبرياء من أبناء عرسال والقاع ورأس العين وبقية بلدات البقاع الشمالي. قيل الكثير عن معارك عرسال، التي امتدت منذ الـ2013 حتّى تحرير الجرود في الـ2017، وإقفال آخر الصفحات السوداء من تلك الفترة مع إعلان نبأ انتشال رفات العسكريين الستّة الذين كان تنظيم «داعش» قد احتجزهم. احتُلّت الأرض، وقع بين الجنود شهداء وأسرى وجرحى، سيطر الإرهابيون على الجرود. سقطت مواقع عدة، ضُربت معنويات العسكر، فيما تحجّجت القيادة العسكرية، بغياب الغطاء السياسي للردّ على اعتداءات الإرهابيين، فكانت النتيجة تقاعساً عن القيام بالواجب. أما الحكومة اللبنانية، برئاسة تمام سلام، فكانت أسيرة الجوّ السياسي الإقليمي والدولي المؤيد لـ«الثورة السورية»، والرافض لأي معركة سياسية تُخلّص الجرود اللبنانية. الكثير من أسرار هذه المعارك، بات معروفاً، إلا أنّه لم تحصل محاسبة لأي مسؤول سياسي أو عسكري جرّ البلاد والعسكر إلى المقصلة.

بعد 4 سنوات على «غزوة عرسال الثانية»، وسنة على تحرير الجرود، يُنظّم حزب الله مهرجاناً بعنوان «شموخ وانتصار». ومن الهرمل، سيطلّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله غداً الأحد مُتحدّثاً عن الذكرى ودروسها وأبعادها المستقبلية.

على الصعيد الحكومي، علمت «الأخبار» أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يُعدّ لطاولة حوارٍ مُصغّرة، تضمّ سياسيي «الصفّ الأول» تكون مهمتها نقاش كلّ الملفات السياسية الأساسية. ولكن عون سيدعو إليها بعد تأليف الحكومة. وينتظر رئيس الجمهورية، بعد المواقف التي أطلقها في شأن التأليف وبعد انتهاء العطلة، أن يُقدم رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري على خطوة «مُتقدّمة»، فيرفع إليه تشكيلة حكومية في وقت قريب.

وكان مُطلعون على أجواء رئيس الجمهورية، قد جدّدوا القول إنّه في الأول من أيلول ستدخل عملية تشكيل الحكومة مرحلةً جديدةً، بمعنى مغادرة الجمود، وذلك بعد أن تكون قد انتهت إجازات الصيف والأعياد. وأكدّ المُطلعون أنّه لا قطيعة أو انقطاع بين الرئاستين الأولى والثالثة، لا بل هناك اتصال يومي بينهما، هاتفياً أو عبر موفدين، ولكن يقول المُطلعون إنّه لا يوجد داعٍ للإعلان عن ذلك كلّما حصل أي اتصال.

 

عون يرد على كلام جعجع… برسالة حمّلها إلى رياشي

 

ما يُريده الرئيس عون، بحسب المُطلعين، هو تشكيل الحكومة قبل المؤتمرات والمناسبات الخارجية. أولى هذه المناسبات، ستكون افتتاح البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في 12 أيلول، حيث يحلّ الرئيس عون ضيف العام وستكون له كلمة مهمة. ثمّ سيترأس وفد لبنان إلى أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في 24 أيلول، وسيلقي كلمة لبنان يوم 26 أيلول. بالتالي، «من المهمّ أن يذهب عون وتكون الحكومة قد تشكلت، لما لذلك من انعكاس إيجابي على وحدة الموقف اللبناني من القضايا المطروحة».

أما إذا استمر التأخر في تشكيل الحكومة، فيقول المُطلعون إنّ أحد خيارات رئيس الجمهورية هو مُصارحة اللبنانيين حول أسباب تعثر الحكومة. إلا أنّ ذلك لن يحصل قبل التحدّث مع سعد الحريري، ومعرفة التوجّه الذي سيسلكه. من الخيارات أيضاً، والتي حُكي عنها سابقاً، توجيه رسالةٍ إلى مجلس النواب، مع تأكيد المُطلعين احترام عون للدستور وما ينص عليه من صلاحيات، لا سيّما أنّه المسؤول الوحيد الذي تبدأ ولايته بقسم اليمين للحفاظ على الدستور. ويُضيف المطلعون أنّه يوجد هامش للتحرّك ضمن الأطر الدستورية، مُشدّدة على أنّ أحداً لم يتحدّث عن سحب التكليف، ولا يُعدّ جدياً كلّ كلام يُطلق حول هذا الموضوع، أو حول تحديد مُهلٍ ملزمة للرئيس المكلف.

 

عون يستقبل رياشي

من ناحيةٍ أخرى، وردّاً على سؤال حول كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع عن الرئاسة والحكومة خلال حلقته الأخيرة على قناة الـ«أم تي في»، قال المُطلعون إنّ عون لا يريد الدخول في أي سجال، وإنّ ردّه على جعجع نقله إلى الوزير ملحم رياشي خلال زيارته أمس قصر بعبدا. وفي هذا الإطار، قالت مصادر أخرى مُطلعة على فحوى الاجتماع بين عون ورياشي إنّ اللقاء كان جيداً، «ومُخصَصاً أساساً لنقل الدعوة للرئيس عون من أجل حضور قداس الشهداء الذي تقيمه القوات اللبنانية، لكنهما ناقشا موضوع النأي بالنفس وأهمية ابتعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية، إضافةً إلى موضوع الحكومة».

وأكدّ مصدر بارز في «القوات» لـ«الأخبار» أنّ عرقلة تشكيل الحكومة «تأتي من جانب الوزير جبران باسيل»، «فهو يُصرّ على اعتقال التشكيلة الحكومية لمصالح ومكاسب ضيقة وخاصة، ويُصر على محاولة زرع الخلاف بين رئيس الجمهورية والقوات اللبنانية، ليشدّ عصباً سياسياً ورأياً عاماً إلى جانبه، على حساب سيّد العهد». وأضاف المصدر أنّ باسيل «يُصرّ على الاختباء خلف العهد كلّما تعرض للانتقاد، وصولاً إلى اعتبار أنّ من ينتقد أداءه الجشع إنما ينتقد العهد». وأوضح المصدر أنّ «المشكلة ليست في حصة العهد، ولن تكون لأنها كانت جزءاً أساسياً في اتفاق معراب، إنّما المشكلة في احتساب باسيل لحصته أكثر من مرّة، ممّا يسيء إلى العهد وإلى اتفاق معراب».

ومن المنتظر أن يكون الملّف الحكومي، مادّة رئيسية في خطاب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في ذكرى تغييب الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في 31 آب الجاري، إضافةً إلى تناوله ملف العلاقات اللبنانية ـــ السورية.