IMLebanon

«النصرة» ترد على المقاومة في دمشق

مرح ماشي

«الدم اللبناني يجري، للمرة الثانية، على الأراضي السورية، وخلال أسبوع واحد»، يقول سائق سيارة الأجرة. الحدث السوري أمس كان مختلفاً عن يوميات الحرب. تفجير يستهدف حافلة لبنانية تقل زواراً من حملة «عشاق الحسين «إلى مقام السيدة رقية بنت الإمام الحسين في محيط قلعة دمشق. حصيلة التفجير الارهابي ستة شهداء، هم: علي عباس بلوق، محمد أحمد المقداد، الشيخ مهدي يوسف المقداد، قاسم حاطوم، شادي حوماني ومحمد حسن أيوب، فيما جرح 22 آخرون.

تناثر زجاج الحافلة المستهدفة، فيما تطايرت بين مقاعدها أطعمة لم يتِح الموت للزوار تناولها.

القوى الأمنية فرضت طوقاً حول المنطقة، ومنعت التصوير لساعات عدة، وفرضت إجراءات أمنية غير مسبوقة أدت الى ازدحام خانق وسط العاصمة، بعد تحويل طريق الكلاسة إلى طرق فرعية، ما أثر في حركة المرور في كل شوارع دمشق. الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حاضر في الشارع السوري بقوة، وتتكرر مفرداته على ألسنة أهل المنطقة، بعدما استقبله الدمشقيون بحماسة كبيرة. يقول أحد المتجمهرين: «يا خجلتنا.

حزب الله: الارهابيون يخدمون الكيان الصهيوني

كل هالقتل قدام عيوننا وع أرضنا يا سيد حسن»، فيما يقول صاحب أحد المحالّ التجارية في المنطقة إن «هذا ردّ إسرائيلي في قلب العاصمة السورية، وبأدوات داخلية». وتروي إحدى العاملات في محل لبيع الألبسة: «انتهى الزوار نساءً ورجالاً من زيارتهم وخرجوا من المقام ليصعدوا إلى الحافلة، فجأة حصل الانفجار وتطاير الزجاج وانتشر الذعر في الشارع. فهرع بعض المارة والجنود باتجاه الحافلة لتبدأ عملية الإنقاذ».

مصادر أمنية قالت لـ»الأخبار» إن انتحارياً استغل عودة الزوار إلى الباص، واندسّ بينهم، ليفجّر نفسه في مقدمة الحافلة»، ونفت أن تكون فرق الهندسة السورية قد فكّكت عبوة ناسفة لم تنفجر، فيما أعلنت «جبهة النصرة» في بيان تبنّيها العملية الإرهابية، وأشارت مواقع إلكترونية قريبة من التنظيم الارهابي إلى أن الانتحاري الذي فجّر نفسه يُدعى «أبو العز الأنصاري».

في بيروت، وبعد انتشار خبر التفجير، توجه أهالي الزوار الى منطقة المشرفية حيث مقر حملة «عشاق الحسين»، وانتظروا أي خبر ينقله اليهم المسؤولون عن الحملة. مرّ الوقت ثقيلاً على الامهات اللواتي انتظرن أي خبر عن أبنائهن. لحظات حتى خرج مسؤول في الحملة ليلقي بياناً أعلن فيه عن عدد الشهداء وأن الجرحى في طريقهم الى بيروت، وسيتوجهون مباشرة الى مستشفيي الرسول الأعظم وبهمن، على أن تتم إجراءات دفن الشهداء بالتنسيق مع أهاليهم.

وقد أدان حزب الله في بيان التفجير الإرهابي، ووضعه في إطار «سلسلة تفجيرات استهدفت الزوار في سوريا والمدنيين في العراق والمصلين في باكستان»، وهو دليل على مدى الهمجية التي تعتمل في نفوس هؤلاء الإرهابيين الذين يخدمون في أعمالهم الإجرامية الكيان الصهيوني ويحققون مشروعه التفتيتي لأمتنا وشعوبها». وأضاف أن «ما يقوم به هؤلاء المجرمون في أنحاء العالم من تفجيرات وقطع للرؤوس وتدمير للمقدسات وانتهاك للحرمات يجب أن يكون حافزاً لجميع القوى العاقلة والحيّة في الأمة والعالم لتركيز الجهود على محاربتهم والقضاء عليهم».

كذلك استنكر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في بيان أصدره التفجير، معتبراً أنه «عمل إجرامي وإرهابي موصوف وضد الانسانية». وطالب «بمعالجة شاملة لملف الارهاب والارهابيين، هذا الملف الذي يجب معالجته بشكل شامل بما يؤدي الى القضاء عليه وعلى مسبّباته».