Site icon IMLebanon

المستقبل يُعدّ لـ «عملية محسوبة» في جلسة الحوار

شهداء التفجير الانتحاري الذي استهدف حافلة زوار لبنانيين في دمشق أول من أمس، شيّعوا أمس في ضاحية بيروت والبقاع والجنوب. الصورة من تشييع الشهيد قاسم حاطوم في منطقة برج البراجنة (هيثم الموسوي)

تمكّن الرئيس فؤاد السنيورة من إحداث خرق في شأن التشويش على الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، بحجة “تفرّد الحزب بقرارات الحرب والسلم”. وفي السياق الأمني، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، أن الإرهابي المطلوب شادي المولوي لا يزال متوارياً في مخيم عين الحلوة، ولم يغادره إلى عرسال كما أعلن سابقاً

يبدو أن تيار الصقور في تيار المستقبل قد حقق خرقاً في صفوف تيار الحمائم، في ما يخص ملف الحوار مع حزب الله. وعلمت “الأخبار” أن تداعيات ردّ المقاومة على الاعتداء الإسرائيلي الأخير ستكون حاضرة في اجتماع اليوم بين الفريقين. وقالت مصادر قريبة من التيار إن الرئيس فؤاد السنيورة أجرى “اتصالات ناجحة” مع الرئيس سعد الحريري تتعلق بفتح النقاش من جديد حول ملف سلاح الحزب لناحية “لجوء الحزب إلى التفرد بقرارات تخصّ كل اللبنانيين”. وبحسب المصادر، فإن البحث سيتناول المسألة من زاوية لا تقود إلى تفجير الحوار.

أوساط حزب الله، من جهتها، لا تشهر بأن هناك مقدمات لمثل هذه الخطوة. لكنها تعيد التذكير بأن جدول الأعمال الذي اتفق عليه يوم انطلق الحوار لا يشمل النقاط الخلافية. وهذا لا يعني أنه لا يمكن التطرق إليها، لكنه لن يحوّلها مادة للحوار بقصد التفاهم أو الخلاف.

وأوضح عضو في وفد المستقبل إلى الحوار أن الأحداث الأخيرة، “خصوصاً ما حصل في شبعا”، إضافة إلى كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة، “وما رافقها من إطلاق رصاص في بيروت”، ستكون مطروحة للنقاش. وأشار إلى أن “حرص طرفي الحوار على النتائج والأجواء الإيجابية، لن يمنع وفد المستقبل من رفع سقف المناقشة، على عكس الهدوء الذي تحلّى به في الجلسات السابقة التي بقي النقاش فيها محصوراً في التدابير الواجب اتخاذها لتنفيس الاحتقان المذهبي”. وتابع أن وفد التيار “سيحمل انتقادات كثيرة وتساؤلات يريد أجوبة واضحة عنها، تتعلق بالقرار الدولي 1701، وتعمّد حزب الله كسر حالة الهدوء والاستقرار التي فرضها هذا القرار منذ عام 2006”.

وقال المصدر إنّ «من غير المقبول أن يذهب الحزب إلى تنفيذ عملية بهذا الحجم، وهو لا يناقش أحداً بحقه في موضوع مقاومة إسرائيل الذي يدخل ضمن الاستراتيجية الدفاعية التي لم ننته منها، ولكن إذا لم نتفاهم حول هذه النقطة، فما هي فائدة هذا الحوار إذاً؟». وتطرّق إلى «ساعات الرعب التي مرت على بيروت وعدد من المناطق نتيجة إطلاق الرصاص والقذائف عشوائياً بالتزامن مع كلمة السيد نصرالله»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «سيطرح على جدول أعمال الجلسة الحوارية». ورأى أن «الوضع هيك مش ماشي، وما يحصل تجاوزات لا يُمكن السكوت عنها». كذلك سيكون لكلمة السيد نصرلله حيز واسع من النقاش، بعد أن «أرسى نصرالله في كلمته الأخيرة معادلات جديدة».

المولوي في عين الحلوة

من جهة أخرى، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ«الأخبار» أن الإرهابي المطلوب شادي المولوي لا يزال داخل عين الحلوة، متراجعاً عمّا سبق أن قاله سابقاً عن خروجه من المخيم ووصوله إلى عرسال. وقال المشنوق إنه استند في موقفه السابق إلى «تقرير أمني».

وتساءلت مصادر أمنية في الجنوب عمّن “يقف خلف التقرير الذي ضلل وزير الداخلية، وعمّا إذا كان التشويش مقصوداً لإشاحة النظر عن مخطط آخر. وما هي صحة محاولة أجهزة أمنية محلية ودولية إصدار جواز سفر للمولوي يمكنه من السفر خارج البلاد”.

وبحسب مصادر أمنية داخل المخيم، فإن المولوي فضل «الانتقال من مكان إقامته الأخير في حيّ متفرع من الشارع التحتاني باتجاه حطين حيث يتجمع عدد من المطلوبين، بينهم أنصار الشيخ أحمد الأسير وعناصر الموقوف نعيم عباس الذي كان يقيم في الحيّ وعناصر من كتائب عبدالله عزام».

وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية مواكبة لتحركات المولوي أنّ الأخير ينتظر مولوداً خلال الأيام المقبلة. وكشفت المعلومات أنّ زوجته الحامل بشهرها التاسع وصلت إلى المخيم بعده برفقة نجله البالغ من العمر أربع سنوات، لكنها لم تمكث معه في المنزل نفسه، بل كانت تتنقل من منزل إلى آخر. وأكّدت المعلومات أن زوجته لا تزال داخل المخيم، فيما أوقفت القوى الأمنية قبل يومين والدته وابنه على حاجز المدفون قبل أن تُعاود إطلاق سراحهما.

في سياق آخر، أفادت معلومات بأن الجيش اللبناني استهدف المسلحين في منطقة المخيرمة في جرود رأس بعلبك بعد إطلاقهم النار على تلة الحمرا.