لليوم الثاني على التوالي، جال مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، على المسؤولين اللبنانيين، تحت عنوان البحث عن حلّ لأزمة الشغور الرئاسي. وزار جيرو أمس رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ورئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، والرئيس أمين الجميّل والنائب وليد جنبلاط. وعلى الرغم من الحماسة الفرنسية لإصدار موقف في اجتماع مجلس الأمن الأسبوع الماضي يدين عملية المقاومة الأخيرة في مزارع شبعا، زار جيرو مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي، للحديث عن ملفّ الرئاسة، من دون الإدلاء بأي تصريح.
من جهته، أكد الجميّل بعد لقائه الموفد الفرنسي أنه «في محاولة للخروج من المراوحة، قدمت مبادرة استناداً إلى إجماع القيادات على وجوب انتخاب رئيس قادر وقوي، تقضي بترشيح الأقطاب الموارنة لرئاسة الجمهورية، والوقوف بجانب أحدهم، من دون إقفال الباب أمام المرشحين الآخرين».
غير أن مصادر فريقي 8 و14 آذار، تشير إلى أن المبعوث الفرنسي لم يحمل أي جديد على صعيد حل أزمة الرئاسة. ولا يقارن الإصرار الفرنسي لتحقيق اختراقٍ ما في ملفّ الرئاسة بمعزلٍ عن التأثير الأميركي، مع «فشل جيرو في تحقيق أي تقدّم أو اتفاق الحدّ الأدنى بين الأطراف لبدء البحث في ملفّ الرئاسة».
من جهة ثانية، أكد الرئيس نبيه برّي أن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل «مستمر ولن يتأثر بأي تشويش أو مواقف مسعورة للعرقلة»، في إشارة إلى مواقف صدرت عن بعض رموز تيار المستقبل أمس، كالنائب أحمد فتفت. ونقل النواب عن رئيس المجلس النيابي قوله خلال لقاء الأربعاء أن «هناك إجماعاً داخلياً وخارجياً على سلوك هذا النهج ودعمه». وفي السياق، لفت النائب سمير الجسر، إلى أن «الجلسة الخامسة من الحوار جرت بمنتهى الهدوء والحكمة والصراحة». وأوضح الجسر، الذي يشارك في جلسات الحوار أن «الحوار حقق الغاية الأساسية منه، وهي خلق نوع من الاسترخاء السياسي في الشارع، والناس قابلته براحة نفسية»، مشيراً إلى أن «الخطة الأمنية التي انطلقت من طرابلس من المفترض أن تعمّ كل لبنان من دون استثناء».
بدوره، عقد مجلس الوزراء جلسة وصفها وزراء بـ«العادية»، اتخذ فيها سلسلة قرارات، وتمّ تأجيل البحث في ملفّ الزواج المدني الذي طرحه الوزير نهاد المنشوق بناءً على طلب الوزراء إلى وقت لاحق.