كانت جلسة الحوار الثامنة في عين التينة أمس «جلسة تأكيد أهمية الحوار». بـ «جدية» و»بعيداً عن التشنّج»، أكّد الطرفان على أن الحوار «أساسي وخيار وضرورة» وأنهما «ماضيان فيه»، في ما بدا أنه تجاوز للأزمة الأخيرة التي أشعل شرارتها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة
«حوار حول أهمية الحوار»، هكذا يمكن اختصار جلسة يوم أمس في عين التينة بين حزب الله وتيار المستقبل، التي عقدت في أجواء سادتها «الصراحة والجدية، وغاب عنها أي تشنّج». بحسب أوساط المتحاورين، احتلت الحرب الكلامية التي استعرت بين الطرفين نهاية الأسبوع بعدما أشعل شرارتها الرئيس فؤاد السنيورة الحيّز الأكبر من الجلسة وكانت موضوع النقاش الوحيد.
وفي بداية الاجتماع الذي حرص المنظمون على أن يكون غنياً «بلطائف الرئيس نبيه برّي»، في إشارة إلى «كرم الضيافة»، طرح وفد حزب الله موضوع التصريحات التي تناولته، مؤكداً أنها لا تخدم أهداف الحوار وتعيد أجواء التشنج الى الشارع، فرد وفد المستقبل، معتبراً أن الكلام الذي قيل «عابر، وموضوع الحوار بالنسبة إلى التيار خيار استراتيجي، قد يمر بمطبات، ولكن يمكن تجاوزها». وقالت مصادر التيار إن «المجتمعين تحدثوا عموماً عن تطورات المنطقة وضرورة الحفاظ على لبنان بعيداً عن الحرائق وعن المحاور». وفي النهاية، كان تأكيد من الطرفين أن الحوار «أساسي وخيار وضرورة» وأنهما «ماضيان فيه». وجرى البحث في أن اللهجة التي سادت في الأيام القليلة الماضية لا تخدم أهداف الحوار في تنفيس الاحتقان الذي قطع فيه الطرفان شوطاً لا بأس به. وبحسب الأوساط نفسها، «عادت الجسور لتمتد بين حزب الله وتيار المستقبل»، وأن «مخاوف الطرفين من العواقب السلبية التي يُمكن أن تنتج من فرط الحوار دفعتهما إلى إظهار التعاون والعمل على تجنب هذا الخيار، بعدما أثبتت اللقاءات الدورية قدرتها، في الحدّ الأدنى، على ضبط الاحتقان، وتنفيذ إجراءات ما كانت لتمر لولا الغطاء السياسي الذي وفّره الحوار منذ انطلاقه». وأكّدت أن لحزب الله وتيار المستقبل «مصلحة في الوصول إلى أرضية مشتركة في شأن مسائل حاسمة كملف الاستحقاق الرئاسي، ولو أن النتائج المرجوّة منه لم يتحقّق منها حتى الآن سوى القليل». ومن هنا يأتي «حرصهما على التصرف بحذر كلما واجهتهما عراقيل، لم يكُن تصويب شخصيات مستقبلية على الحوار أولها، ولن يكون آخرها». لذلك يمكن القول إن الطرفين تخطّيا ارتدادات الهزة الأخيرة بأقل قدر ممكن من الأضرار، واتفقا على استكمال البحث في بقية البنود الأساسية مطلع الشهر المقبل «بإيجابية وبما يسهم في تنفيس التشنج».
وكانت الجلسة الثامنة قد انعقدت في حضور المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن حزب الله، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسرعن تيار المستقبل. وأكد المجتمعون، في بيان عقب الجلسة التي استمرت ساعتين ونصف ساعة، «جدّية الحوار واستمراره، باعتباره ركيزة أساسية للحفاظ على استقرار لبنان وحمايته مما يجرى في المنطقة. واتفقوا على استمرار البحث في المواضيع المقررة بنفس الزخم والاندفاع اللذين سادا الجلسة الأولى».
يذكر أن الجلسة انعقدت على وقع استمرار التراشق الاعلامي بعد ردّ النائب علي فياض على حديث صحافي للوزير أشرف ريفي زعم فيه «تورط عدد من أفراد حزب الله في قضايا فساد وتبييض أموال كبرى على مستوى العالم». ووصف فياض اتهامات ريفي بأنها «تجنيات رخيصة وافتراءات خالصة، وإذا كانت لدى الوزير اتهامات جنائية بحق أفراد ينتمون إلى حزب الله أو يحسبون عليه، فليخبر القضاء عنها وتكشف الحقائق وتأخذ العدالة مجراها».
من جهة أخرى، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري إشارته خلال لقاء الأربعاء إلى أن «اجتماع هيئة مكتب مجلس النيابي سيعقد في 24 من الشهر الحالي لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية التي ممكن أن تعقد في أوائل شهر نيسان المقبل». ورأى بري أن «الاتفاق الأميركي – الإيراني النووي إذا ما حصل سيكون له انعكاسات مهمة على مستوى المنطقة، ومن بينها عودة فتح القنوات بين طهران والرياض، ما سيترك نتائج إيجابية على لبنان». وفي شأن سلسلة الرتب والرواتب، شدّد بري على «دعوة اللجان النيابية المشتركة لمتابعة درسها، آملاً إنجازها لوضعها على جدول أعمال الجلسة العامة المقبلة»، لافتاً إلى أن «وزير المال علي حسن خليل رفع موازنة 2015 لمجلس الوزراء بالمهلة القانونية، إلا أننا ننتظر إحالتها لمجلس النواب لدرسها وإقرارها».
وفي سياق آخر، ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر أمس في السرايا الحكومية اجتماعاً للخلية الوزارية لشؤون النازحين، في حضور وزير الخارجية جبران باسيل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير العمل سجعان قزي، وجرى البحث في أوضاع النازحين السوريين في لبنان.