Site icon IMLebanon

السنيورة أمام المحكمة: اختبار جديد للحوار

يدلي الرئيس فؤاد السنيورة بشهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اليوم. الرجل الذي يتحيّن الفرص لإطلاق النار على حوار حزب الله وتيار المستقبل، يوفّر له منبر المحكمة «فرصة ذهبية» لإفراغ ما في صدره

ميسم رزق

هل ينجح الرئيس فؤاد السنيورة في ضرب الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله من لاهاي بعدما أخفق في ضربه من بيروت؟

إفادة رئيس الحكومة السابق أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، اليوم، ستشكّل، بحسب أوساط في المستقبل، «الاختبار الحقيقي الأول… وربما الأخير للحوار»!

ومعلوم أن شهادة السنيورة كانت مقررة مطلع السنة الجارية، لكنه طلب إرجاءها بسبب «وعكة صحية» ألمّت به، علماً بأن طلب الإرجاء يومها تزامن مع بدء حوار عين التينة. مع ذلك، ترى المصادر المستقبلية، التي لا يتوافق رأيها مع رأي الجناح الذي يقوده السنيورة، أن توقيت إدلائه بشهادته «لافت جداً»، إذ «يأتي في مرحلة دقيقة، وفي ظل إرادة محلية وإقليمية على الاستمرار في الحوار الذي لم ينفك الرجل عن وضع المطبّات في طريقه». كما أنه توقيت «لافت جداً»، أيضاً، في ظل الحديث عن «اقتراب توقيع الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وطهران، والذي يعلم الجميع انعكاساته على الملفين اللبناني والسوري، مع ما قد تحمله الشهادة من تصعيد يطال الحزب وسوريا»، وخصوصاً في ظل ما يروّج عن أنه «سيكشف معلومات للمرة الأولى، إذ إنه كان أول من اتصل به الرئيس رفيق الحريري والتقاه في فقرا بعد عودته من اجتماعه الشهير في دمشق».

وتكاد المصادر تجزم بأن مضمون الشهادة «هو نفسه ما كان الرئيس السنيورة قد حضّره منذ ما قبل انطلاق الحوار ولم يعدّل فيه. وبالتالي، ستكون الشهادة الأكثر تشويقاً، لأنها سترفع الغطاء عن الكثير من المعلومات الخاصة بتلك المرحلة، في ما يتعلق بعلاقة الرئيس رفيق الحريري بحزب الله وسوريا».

ليس في تيار المستقبل من هو على اطلاع على ما ينوي السنيورة قوله أمام المحكمة، باستثناء قلة من المقربين منه. يُستفزّ هؤلاء من السؤال عن مضمون الشهادة وما يمكن أن تحدثه من تداعيات على الساحة المحلية، وعلى حوار عين التينة. يرى هؤلاء أن «الهجمة الأخيرة لحزب الله ضد الرجل كانت نوعاً من التحذير لما يمكن أن يدلي به، كما كانت خطوة استباقية للشهادة بما يتيح للحزب بعدها اتهام رئيس الحكومة السابق بالعمالة»! لا يجزم هؤلاء بأن إجابات رئيس كتلة المستقبل ستكون «مدوزنة» أو «محدودة تحت سقف الحوار». ويرون أن «خروج عبد اللطيف الشماع وباسم السبع وغيرهما من المستقبليين عن صمت طويل، مع ما نعرفه عن مدى التزامهم بتوجيهات الرئيس سعد الحريري، يعني أن الرئيس السنيورة لن يتأخر في الكشف عن كل ما ادخره منذ عشر سنوات، علماً بأنه في مرحلة ما كان رئيساً للحكومة ويملك من المعطيات ما لا يملكه أحد آخر في التيار».

مضمون الشهادة هو نفسه ما كان السنيورة قد حضّره قبل الحوار

كما أنه «لا يمكن لمن فعل المستحيل لتشكيل المحكمة أن يكون أسيراً لبعض المصالح الداخلية والسياسات الضيقة»!

شهادة السنيورة تأتي بعد أيام من إطلاقه النار على حوار عين التينة، ما عرّضه لهزة هي الأقوى منذ بدئه، في وقت لا يزال فيه تيار المستقبل وحزب الله يحاولان محو آثار «فعلته»، ويشددان على استكمال الحوار لما فيه من مصلحة للطرفين وحمايته من المتربصين به. ورغم أن بعض مصادر التيار الأزرق تستبعد أن يكون تأثير السنيورة تحت قوس المحكمة أكبر من تأثيره تحت «قوس البيال»، إلا أن أحداً غير قادر على ضمان نوايا رئيس الحكومة السابق و»زلّاته»، وخصوصاً أن موقفه الرافض للحوار منذ انطلاقه لم يتغيّر ولم تخفّ وتيرته. وإذا كان منبر البيال قد شكّل فرصة أمام السنيورة لإبلاغ فريقه بأنه غير معني بالحوار مع حزب الله ولا يريده، فإن منصّة المحكمة الدولية قد تكون فرصة لن تتكرّر، لتكرار مواقفه مع إعطائها هذه المرة أبعاداً عاطفية عبر ربط رفض الحوار بدم الرئيس الشهيد!