Site icon IMLebanon

نصرالله: مصير العدوان الهزيمة

أدان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، العدوان السعودي ــ العربي ــ الأميركي على اليمن، داعياً إلى وقفه واستعادة مبادرات الحل السياسي قبل فوات الأوان و«هزيمة العدوان»، ووجه خطاباً نارياً ضد المملكة العربية السعودية.

بدأ نصر الله كلمته المتلفزة، بالحديث عن مواقف اللبنانيين من العدوان، مشيراً إلى أن موقفه جاء متأخراً بالنسبة إلى الموقف الذي أصدره الرئيس سعد الحريري، والذي أعلن تأييده للعدوان على اليمن بعد نصف ساعة على إعلان بدء الضربات الجوية السعودية. وأشار إلى أنه «كنا نحلم بهبة أو نسمة حزم عربية (نسبة إلى التسمية السعودية للعدوان على اليمن «عاصفة الحزم»)، سواء تجاه فلسطين أو تجاه اجتياح لبنان، أو في الحرب الأخيرة على غزة».

ووجّه كلامه إلى الحكم السعودي قائلاً: «كل ما جرى في منطقتنا من حروب لم يستدع تدخلاً سعودياً، فما الذي جرى؟ ولماذا تركتم الشعب الفلسطيني لا بل تآمرتم عليه وخذلتموه عند الأميركي؟ وإذا كان هدفكم إعادة السلطة إلى الرئيس اليمني، فلماذا لا تستعيدون أرض فلسطين؟ وإذا كما قلتم إنكم استشعرتم الخطر فلماذا لم تستشعروا خطر إسرائيل وهي على أبواب موانئكم ومياهكم؟ كل هذا يعني أن إسرائيل لم تكن عدواً لكم».

وفنّد نصر الله المواقف والحجج التي يطرحها المسؤولون والإعلام الخليجي لتبرير العدوان على اليمن، مشيراً إلى «الحجة الأولى التي تتعلق بموقف الرئيس اليمني الذي انتهت ولايته، لنعتبر أنه شرعي وطلب مساعدتهم، فهل هذه حجة كافية لشن حرب؟ ولماذا عندما هرب الرئيس التونسي إلى السعودية بعد ثورة الشعب التونسي لم يقيموا تحالفاً عربياً ضد تونس لإعادة السلطة الشرعية؟ وأيضاً بالنسبة إلى مصر وكلنا يعرف موقف السعودية من حسني مبارك فلماذا لم تقيموا وتضربوا هؤلاء المتمردين على حسني مبارك؟».

الذي يمنع الحل في

سوريا هي السعودية لأن هدفها لم يتحقق بعد

وعن الحجة الثانية حول أن الثورة اليمنية تهدد أمن السعودية، قال إن «ما يحصل هو محاسبة على النيات». وأشار إلى «اتصالات سابقة بين أنصار الله والسعودية انقطعت عشية وفاة الملك عبدالله»، لافتاً إلى «لغة الود التي تحدث بها أنصار الله تجاه السعودية، فما الذي جرى كي يقال إنهم باتوا يهددون أمن باب المندب؟».

أما الحجة الثالثة، «الأكثر إعلاناً وتسويقاً في الإعلام العربي والخليجي، ومفادها أن اليمن باتت محتلة من إيران ويجب استعادتها، مع أنهم لم يدخلوا اليمن في دول التعاون الخليجي. وهذه الحجة اكبر الأكاذيب». وسأل: «هل هناك جيوش إيرانية في اليمن؟ وهل هناك قواعد عسكرية في اليمن؟».

وقال الأمين العام لحزب الله: «لأنهم أمراء ومقتدرون ينظرون إلى الشعوب كرعايا، وفي حال تمرُّد هذه الشعوب فإنها تصنف على أنها في المحور المعادي. هذا العقل يؤدي إلى فشل متراكم، وهذه السياسات تجعل المنطقة مفتوحة أمام إيران». وتحدث عن عام 1982، عندما احتلت إسرائيل أجزاءً من لبنان وصولاً إلى بيروت، مؤكّداً أن «العرب الذين يملكون المال تخلوا عن لبنان باستثناء سوريا، لكن إيران ساعدت اللبنانيين ونقلت السلاح والتقنيات والخبرة، والمقاومة في لبنان كانت لبنانية في رجالها ونسائها وقضيتها وحركتها وقرارها وكذلك في شهدائها». وتابع: «أنتم دول الخليج خذلتم الشعب الفلسطيني وتركتموه لاعتداءات إسرائيل ومفاوضات أميركا، التي لن تؤدي إلى نتيجة. لديكم مليارات الدولارات فلماذا يعيش الشعب الفلسطيني كل هذا البؤس؟ لا نريد جنودكم وضباطكم بل بعض أموالكم لمساعدة الشعب الفلسطيني»، مذكراً بأن «إيران قدمت المساعدات من المال والسلاح ونقل الخبرة والتدريب والموقف السياسي العالي والحازم إلى الشعب الفلسطيني».

وتحدّث عن العراق والكلام عن النفوذ الإيراني فيه، مشيراً إلى أن «السعودية جزء من الاحتلال الأميركي للعراق، وعندما بدأ الشعب العراقي يستشعر ضرورة الخلاص من هذا الاحتلال، أطلقتم (الحكم السعودي) عليه أفراد القاعدة». وأكد أن «من كان يمول عمليات القتل والسيارات المفخخة في كل أنحاء العراق هي المخابرات السعودية». وأكّد أن «داعش هي آخر اختراعات السعودية بتمويل من بندر (بن سلطان)، لكن السحر انقلب على الساحر وخرج داعش عن سيطرتكم كما فعلت القاعدة من قبل». وأشار إلى أن «أول من أرسل مساعدات إلى العراق كانت إيران للكرد والجنوب والوسط وأهل العراق في حين ماذا فعلتم أنتم وماذا فعلت أميركا بطائراتها؟»، واصفاً غارات التحالف الدولي ضدّ «داعش» بـ«اللعب».

وحول سوريا، قال نصر الله إن «هدفهم الحقيقي إسقاط سوريا وجعلها تابعة للسعودية أو قطر أو تركيا، لكن سوريا صمدت في حين أنكم جمعتم الدنيا لإسقاط بشار الأسد وكانت النتيجة تدمير سوريا»، لافتاً إلى أن «الذي يمنع الحل في سوريا هي السعودية لأن هدفها لم يتحقق بعد». واعتبر أن «عقلية التجاهل هذه، لا ترى في سوريا وجود شعب يمثّل حاضنة شعبية للرئيس الأسد والنظام»، وأن «اتهام حزب الله بالتواجد في كل سوريا تلفيق». وأكد نصر الله «أن إيران لم تبلغنا بأي قرار، ونحن قيادة مستقلة»، متمنياً «على الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل، أن يقولوا عما إذا كانت إيران قد طلبت منهم يوماً ما أي أمر أو فرضته».

وتوجّه نصر الله إلى حكام الخليج بالقول: «تحاربون إيران، لأن إيران دولة الشعب المسلم، وليست إيران الشاه، سيّدكم، لذلك أنتم ضدها». وختم نصر الله بالحديث عن اليمن، مشيراً إلى أن «السعودية تهيمن على اليمن منذ عشرات السنين، وتتدخل بكل شيء حتى في المذاهب، ودفعت أموالاً لتغيير بعض القبائل مذاهبها، أين الاقتصاد في اليمن؟ أين الأمن والاستقرار؟».

وتابع: «رفضتم ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، وتعاطيتم مع الشعب اليمني باستعلاء. ثم ألم تهجموا على الحوثيين وانهزمتم؟ ماذا قدمتم لليمن غير إنفاق المليارات لشراء الذمم وتغيير المذاهب؟»، ورأى أن «سياسة السعودية تدفع الشعب اليمني إلى أحضان إيران، كما حصل مع دول أخرى، لأنكم كسالى وتنابل (متوجهاً إلى الحكم السعودي)… واستعادة اليمن ليس بعاصفة الحزم وإنما بالعاطفة والمحبة». وجزم نصر الله بأن السبب الحقيقي خلف العدوان، هو أن «السعودية فشلت في اليمن وشعرت بأنه بات ملكاً لشعبه». وتوجّه بكلامٍ قاسٍ إلى آل سعود، مشيراً إلى أنهم «من اجل استعادة سيطرتهم، يريدون ذبح الشعب اليمني».

وأعرب عن مفاجأته من موقف السلطة الفلسطينية، مخاطباً الرئيس محمود عباس بالقول: «كيف تؤيد حرباً على شعب؟ اذهب إلى بيتك، هذا سيفقدك منطقك عندما ستشن إسرائيل حرباً عليك، وإذا ما حصل عدوان إسرائيلي على الضفة وغزة، كيف ستجد تعاطفاً معك؟».

وفي الوقت الذي دعا فيه نصر الله إلى «وقف العدوان واستعادة مبادرات الحل السياسي وهو أمر ممكن»، لفت إلى مصير الجيش الأميركي والإسرائيلي في البلدان التي احتلوها، وقال: «لا يزال أمام الحكام في السعودية فرصة كي لا تلحق بهم هزيمة، وعليهم الذهاب إلى الحوار». وخاطبهم قائلاً: «القصف الجوي لا يصنع نصراً»، داعياً إلى «مبادرة عربية وإسلامية لوقف العدوان على اليمن، وإلا فمصير العدوان الهزيمة».