IMLebanon

نصرالله: هزيمة السعودية انفراج في المنطقة

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن السعودية ستهزم في اليمن، وأن هزيمتها ستنعكس على بيتها الداخلي، وأن انتصار اليمنيين سيكون باب الفرج لكثير من دول المنطقة

رأى الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ان «الصراع في المنطقة سياسي ولكن البعض يستغل الدين والشعارات الدينية». وأشار في حديث الى «الاخبارية السورية» أمس، الى ان «أول من تحدث عن أن هناك احتلالاً ايرانياً لسوريا هو وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، عندما رأى أن المشروع غير ماشي. مشكلتهم أنهم لا يستطيعون أن يروا شعوباً حرة، وهو أما يكذب أو أن العقلية هكذا، والمشكلة هي في العقل السعودي»، لافتاً الى ان «الذي صمد في سوريا هم السوريون أنفسهم، وليست هناك قوات إيرانية في سوريا. وبالنسبة إلى حزب الله، لو ذهب كل اللبنانيين الى سوريا لا يستطيعون احتلال سوريا والكلام عن هذا الموضوع هدفه التقليل من أهمية سوريا ودورها، وشرعنة دعم المجموعات المسلحة».

وأكّد نصرالله ان «الدخول في الحرب السورية كان خيارنا، ولم نخبر حلفاءنا في لبنان كي لا نحرج احداً». وأضاف: «منذ البداية، كنا نتوقع أن سوريا أمام معركة قاسية وطويلة. وكنا نتوقع أن نبقى في سوريا إلى الآن وأن تكون المعركة مفتوحة حتى الآن». وقال إن «ما دعانا إلى الدخول إلى سوريا هو حجم المعركة، لأن خسارة سوريا هي خسارة للبنان ولفلسطين وسيحسم مستقبل الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لذلك قلنا منذ البداية إننا ذاهبون إلى سوريا للدفاع عن سوريا وعن لبنان وفلسطين، ويمكن القول إنها اليوم دفاع عن الأردن والعراق». وشدّد على ان «المعركة في سوريا هي معركة المقاومة ومعركة استقلال سوريا». ورأى ان «الحرب على سوريا فشلت، وسبب فشل الحرب كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والاحتضان الشعبي الكبير». ولفت الى ان «حزب الله ليس قوة إقليمية أو جيشا نظامياً، بل حركة مقاومة قد يكون لها في بعض الميادين تأثير نوعي، ولا سيما في مواجهة حرب العصابات، وعلى ضوء الحاجة والإمكانات نتواجد في سوريا، وحيث يجب أن نكون نكون وليس هناك اعتبارات سياسية أو غير سياسية لذلك».

لا قرار بإقفال باب المندب أو ضرب أهداف في الداخل السعودي رغم توافر القدرة

وقال ان «معركة القلمون حاجة سورية ولبنانية مشتركة، وحيث تدعو الحاجة ولدينا القدرة نكون، وفي بعض الأماكن نكون بأعداد معقولة وفي بعض الأحيان نقدم المشورة»، مؤكداً ان «القرار العسكري في سوريا سوري ونحن عامل مساعد». وشدد على أن «سقوط قرية أو مدينة لا يشكل تحولاً جذرياً في مسار الحرب».

وأوضح السيد نصرالله انه «لم يكن هناك أي مانع من الرد على غارة القنيطرة من الجنوب السوري، لكننا أردنا إرسال رسالة أدركها العدو والصديق، والرد في لبنان كان له دلالة مهمة، ولو رددنا من سوريا لكانت قيمة الرد على المستوى الاستراتيجي أقل بكثير».

في سياق آخر، لفت السيد نصرالله الى ان «السعودية تريد استعادة الهيمنة على اليمن، والحديث عن هيمنة إيرانية غير صحيح، واليمنيون كانوا يسعون إلى أخذ بلادهم إلى دولة مستقلة إلى جانب قضايا المنطقة وحركات المقاومة»، موضحاً ان «خروج اليمن عن هيمنة السعودية يعني خروجه عن هيمنة أميركا، ولذلك العدوان على اليمن هو عدوان أميركي ــــ سعودي». واشار الى ان الرئيس الاميركي باراك أوباما قال إن «مشكلة الدول الخليجية ليست مع إيران، بل مع الشباب الذي تربى على الفكر الداعشي، وداعش هي تعبير عن المذهب الوهابي»، مضيفاً: «السعودية خلال الفترة الماضية كانت تدفع أموالاً في أكثر من دولة وهي لديها الأموال والإعلام والمشايخ الذين يصدرون الفتاوى، والسعودية في كل حروبها بالواسطة في المنطقة فشلت، لكن في اليمن الذي أجبرها على الدخول بشكل مباشر إلى هذه الحرب هو أن القوى الداخلية التي تدفع لها الأموال غير قادرة على القيام بأي أمر». ورأى ان «المطلوب من السعودية أن توقف الحرب وتترك اليمنيين يتحاورون». وأكد انه «حتى الآن لم يتحقق أي شيء من الأهداف التي وضعت عبر القصف الجوي، وهذا يؤكد الفشل الكبير للعدوان، والإنجاز الوحيد أنهم جعلوا الأغلبية المطلقة من الشعب ضد السعودية». وقال إن القيادة التي تدير المعركة في اليمن «حتى الآن لم تأخذ قرار اقفال باب المندب أو ضرب أهداف في الداخل السعودي بالرغم من أن لديهم القدرة»، لافتاً الى ان «العمى أوصل السعودية إلى حماية القاعدة وداعش وارسال السلاح لهما بالرغم من أنهما يشكلان خطراً على أمنها». وقال: «منذ البداية توقعت الهزيمة السعودية وهذا سيكون له انعكاس على كل أحداث المنطقة». وشدد على أن «الهزيمة السعودية واضحة والانتصار اليمني واضح، وسيكون باب الفرج لكثير من دول المنطقة». وأضاف: «انا على يقين ان السعودية ستلحق بها هزيمة في اليمن وهذا الامر سينعكس على بيتها الداخلي»، ولفت الى ان «السعودية دولة لا قانون فيها ولا ديمقراطية ولا حقوق انسان ولا تداول سلطة»، واشار الى ان «الردود على الخطاب الأخير فيما يتعلق بالحديث عن السعودية والعدوان على اليمن كانت عبارة عن شتائم وهذا دليل على انني كنت على حق».

من جهة اخرى، رأى السيد نصرالله ان توقيع اتفاق الاطار «ستكون له نتائج كبيرة على المنطقة» وهو «انجاز كبير واذا نفذ سيعزز من قوة ايران وحلفائها»، لافتاً الى انه «حتى الآن لم يتم الحديث عن اتفاق نهائي. ويكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي الإسرائيلي نفهم أهمية هذا الاتفاق». واوضح ان «الاتفاق إن حصل سيبعد شبح الحرب الإقليمية، ومن نتائجه أن كل الذين كانوا ينتظرون الفشل وسيعملون عليه حتى شهر حزيران كان هدفهم إضعاف ومحاصرة إيران». وشدد السيد نصر الله على ان «حزب الله حريص على علاقة جيدة مع أغلب الفصائل الفلسطينية وما بيننا من خلافات في وجهات النظر نستطيع أن نعالجه بالحوار»، واكد ان «حركات المقاومة لن تتخلى عن فلسطين وسوريا ونحن لن تتخلى عن فلسطين حتى لو كان لديها بعض العتب على فصائل معينة».