صفقة لإطلاق أسرى «جبهة النصرة»
المستقبل لتأجيل الحوار بسبب الغضب السعودي
تسلك قضية العسكريين المختطفين لدى إرهابيي «جبهة النصرة» طريق الحلّ، بعد اتفاق على عملية تبادل ومبالغ مالية ضخمة ستدفعها قطر للخاطفين. وفي الوقت الذي يستمر فيه الاشتباك الإعلامي بين حزب الله وتيار المستقبل، يبدو مصير جلسة الحوار يوم الثلاثاء ضبابياً، في ظلّ رغبة مستقبلية في التأجيل
ميسم رزق
بعد أشهر من المعاناة والابتزاز، تبدو قضية العسكريين المختطفين لدى إرهابيي «قاعدة الجهاد في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» في طريقها إلى الحل، من دون أن يتضحّ أفق المفاوضات حول المختطفين لدى إرهابيي تنظيم «داعش». وعلمت «الأخبار» أن المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم يغادر اليوم إلى تركيا لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة التبادل مع «النصرة»، يلتقي خلالها مسؤولين أمنيين قطريين وأتراكاً.
ويقضي الاتفاق شبه النهائي بإطلاق عددٍ من الموقوفين في السجون اللبنانية ممن لم تصدر بحقّهم بعد أحكام جرمية ولا يحتاجون إلى مراسيم عفو، إضافة إلى دفع القطريين مبالغ مالية طائلة لـ«النصرة»، في مقابل إطلاق العسكريين. وفي الوقت نفسه، تتضارب الأنباء حول مصير العسكريين المختطفين لدى «داعش»، ويتوقّع أن يبدأ التفاوض حول مصيرهم في المرحلة المقبلة. وعلمت «الأخبار» أن قيادياً في «النصرة» سيكون حاضراً في تركيا لمتابعة مجريات اللقاءات، من دون لقاء إبراهيم والحضور في «الغرف المغلقة».
نحو إرجاء الحوار
في سياق آخر، يُدخِل التراشق الإعلامي بين حزب الله وتيار المستقبل، والسجال حول العدوان السعودي على اليمن والحملات الإعلامية المتبادلة، جلسة الحوار المرتقبة بين الفريقين الثلاثاء المقبل «في المجهول»، في ظلّ نية مستقبلية لتأجيل الجلسة ريثما تتضح الصورة. إذ استدعى تعليق الرئيس سعد الحريري على مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة، والذي اعتبر فيه المقابلة «حفلة شتائم بحقّ المملكة»، ردّاً من رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب محمد رعد، قال فيه: «نتفهم حراجة وضع الشيخ سعد (الحريري) وضيق صدره في هذه اللحظة الزمنية، لكن إدانة تدخل السعودية في اليمن وعدوانها العسكري هي التزام وطني ودستوري وإنساني وإخلاقي»، مشيراً إلى أن «تباين استراتيجي ومنهجي بين حزب الله وحزب المستقبل ينعكس دائماً في مواقف الفريقين وأدائهما تجاه الأحداث والتطورات المحلية والإقليمية، ومن ضمنها الحدث اليمني». ودعا «الحريري وكل فريقه والمتعاونين معه إلى وقفة ضمير…»، وأن يلتفتوا إلى «أهمية عدم تخريب لبنان وإثارة النعرات المذهبية والتحريض لمصلحة المعتدين…».
وعلمت «الأخبار» أن تيار المستقبل يعمل لتأجيل الجلسة المقبلة مدة أسبوع على الأقل، على أن يكون مخرج التأجيل التذرع بوجود مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، خارج البلاد. وبرّرت مصادر بارزة في تيار المستقبل هذا المسعى بقولها إن «التوتّر المتصاعد والبيانات المتبادلة لا تسمح بعقد جلسة حوارية، ولقاءنا في ظل هذه الأجواء غير منطقي، ولا أحد يضمن ضبط إيقاع الجلسة وعدم تفلت المداخلات عن الإطار المقبول». وقالت المصادر إن «اقتراح التأجيل يُنسّق مع الرئيس الحريري، لكنه لم يُطرح بعد على الرئيس نبيه برّي». ولفتت المصادر إلى أن «الهجمة الشرسة التي يشنّها حزب الله على المملكة العربية السعودية لا يحتملها المسؤولون في الرياض، وما قاله المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أمس ينذر بأن الأمور ذاهبة نحو التصعيد، ولا يمكن لنا كتيار مستقبل أن نذهب إلى الجلسة في ظل حال الاضطراب ونوبات الغضب الشديد التي تعيشها المملكة نتيجة الكلام الذي يصدر عن مسؤولين في حزب الله».
تقدّم حوار عون ــ جعجع
من جهة أخرى، زار أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في «إطار استكمال البحث والتواصل حول مضمون التفاهم أو إعلان النوايا الذي بتنا في صدد إنجازه»، كما أشار كنعان بعد اللقاء. وقال إنها «كانت جلسة مهمة، لا أريد الإعلان عن النتائج بل أتركها للقيمين عليها، أي العماد ميشال عون وجعجع، ولكن الأكيد أننا أحرزنا تقدماً ملحوظاً، فالعمل جدّي ويأخذ في الاعتبار هواجس الطرفين». ورأى كنعان أن «التسريبات تكثُر في الآونة الأخيرة، ولكننا اليوم في صدد تحضير تفاهم سياسي وإعلان نوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ما يُريح الأجواء والمناخات على الصعيدين المسيحي والوطني».
بدوره، استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد مرتضى سرمدي والوفد المرافق له، بحضور السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي، في اليوم الثاني والأخير من زيارة سرمدي للبنان، التي جال فيها على المسؤولين الرسميين، كذلك عقد صباح أمس لقاء مع ممثلّي الفصائل الفلسطينية.