IMLebanon

برّي: التمديد ماشي

تقترب تسوية التمديد للمجلس النيابي من خواتيمها بحسب الرئيس نبيه بري، بعد أن حسم الرئيس سعد الحريري رفضه المشاركة في الانتخابات. وفيما تزداد الأزمة السياسية والأمنية تعقيداً، انشق جنديان عن الجيش اللبناني والتحقا بالإرهابيين في جرود عرسال

بقدر انسداد الأفق أمام تسوية تؤمن انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، يبدو التمديد للمجلس النيابي التسوية الوحيدة الممكنة في المدى المنظور. وبحسب الرئيس نبيه برّي، فإن «المجلس النيابي الحالي أمامه مسؤولية تاريخية، هي منع انفجار البلد في ظلّ هذه الظروف القاسية».

وبالتوازي مع الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، لم يخفِ برّي أمام زوّاره أمس، قلقه من «إصرار الإرهابيين في جرود عرسال على إحداث اختراقٍ ما في سلسلة الجبال الشرقية، وإحداث خضّات أمنية في طرابلس». لكن هذا لا يعني أن باستطاعة هؤلاء تحقيق الشيء الكثير، «إذا التزم اللبنانيون الوحدةَ الوطنية بعيداً عن المهاترات».

ومع أن القلق الأمني لم يكن سبباً كافياً بالنسبة إلى برّي للسير بالتمديد للمجلس، لكن كلام الرئيس سعد الحريري عن مقاطعة تيار المستقبل للانتخابات في حال حصولها، مضافاً إليه إبلاغه من قبل وزارة الداخلية والبلديات عدم وجود إمكانية تقنية لدى الدولة لإجراء الانتخابات في موعدها، جعلا التمديد أمراً واقعاً بالنسبة إليه، طبعاً بعد عودة المجلس إلى التشريع.

«لا انتخابات إذا قاطع مكوّن أساسي في البلد»، كرّر برّي أمس، وأشار إلى أن «التمديد ماشي، لكنّ العمل على الصيغة لم ينته بعد، لكن الأقرب هو التمديد لسنتين وسبعة أشهر»، لكن لديه شروط، «في اللحظة التي يتمّ فيها انتخاب رئيس وإنجاز قانون جديد للانتخابات، على المجلس الممدّد له أن يحلّ نفسه». ماذا عن الاعتراضات على التمديد، وأزمة عدم موافقة كل الوزراء في الحكومة التي ورثت صلاحيات رئاسة الجمهورية؟ ينتقد الرئيس الصيغة المعمول بها في الحكومة، «رئيس و24 رئيس حكومة و 24 وزير»!

أما الانتخابات الرئاسية «المرتبطة بالحوار الإيراني ـــ السعودي»، فبنظر برّي «لن يكون هناك تفاهم قريب، والحوار ينتظر زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للسعودية، ومن ثمّ زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لطهران… يعني مطولين كتير».

وحول أزمة العسكريين المخطوفين، قال برّي إن «الطباخين كتروا في الملفّ، وأنا قلت من البداية لرئيس الحكومة (تمام سلام) أن يتوجّه إلى تركيا وقطر، وموضوع من هذا النوع ينسّق فيه إما مدير الأمن العام أو مدير المخابرات أو رئيس فرع المعلومات، يعني أشخاص متخصصين».

وفي ما خصّ الهبة الإيرانية ومحاولة فريق 14 آذار الضغط على الحكومة لعدم قبولها، قال برّي: «لا أحد يستطيع رفض هبة، والجيش يحتاج كل قطعة سلاح الآن، ثمّ إن لبنان لن يدفع ثمن الهبة للتذرع بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران».

من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أن رئيس جهاز الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، طرح أمام سلام خلال لقائهما في السرايا الحكومية الأسبوع الماضي ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية للمساعدة في حلّ أزمات الحدود والنزوح. وأشار بصورة غير مباشرة إلى أنّ على اللبنانيين التخلّي مرحلياً عن «اتفاق بعبدا» بعد التطورات الأخيرة والتنسيق مع الحكومة السورية. ونصح شمخاني اللبنانيين بأن «لا تنسيهم الأحداث على الحدود الشرقية وأزمة عرسال، الخطر الحقيقي على الحدود الجنوبية من الكيان الصهيوني». وجدد شمخاني أمام سلام التأكيد أن «إيران صديقة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني كلّه، وليس فئة أو فئات منه فحسب». وبدا واضحاً بحسب مصادر متابعة للزيارة، الاهتمام الإيراني بموقف لبنان من أي تدخّل عسكري تركي محتمل في الشأن السوري. في المقابل، استبعدت مصادر في السفارة الإيرانية في بيروت أن يكون شمخاني «قد ذكر لسلام ضرورة التخلي عن اتفاق بعبدا»، قائلة: «دبلوماسياً، لا يمكن أن يقول هكذا عبارة».

انشقاق جنديين عن الجيش

من جهة ثانية، حدث تطوّر أمني لافت تمثّل بـ«انشقاق» جنديين عن الجيش اللبناني خلال الـ 24 ساعة الأخيرة. وبحسب صور ومقطع فيديو نُشرت على موقع تويتر، يظهر الجندي الفار محمد عنتر من كتيبة الحراسة في مطار بيروت الدولي، وإلى جانبه عدد من الإرهابيين في جرود عرسال. وبحسب المعلومات، فإن عنتر يسكن في منطقة الزاهرية في طرابلس وهو من عكار، وكان من المفترض أن يلتحق في مركز خدمته في مطار بيروت يوم 3 تشرين الأول، لكنّه اختفى من دون أن يكون لدى استخبارات الجيش أي معلومات عنه، فعُدّ فاراً وملاحقاً من قبل القضاء العسكري. وتردّد ليل أمس، أن عائلة الجندي عبد الله شحادة تلّقت اتصالاً منه ليبلغ العائلة أنه انشق عن الجيش والتحق بإرهابيي «جبهة النصرة» في القلمون، وتردّد أيضاً أنه سرق آلية عسكرية للجيش وأسلحة خفيفة ومناظير ليلية. وشحادة ابن بلدة مشحا العكارية، من عديد فوج التدخل الخامس. وعلمت «الأخبار» أن عدداً من المسلحين في مشحا، اعترضوا قوة من الجيش أثناء دهمها لمنزل الجندي الفار.

قاسم: لولا حزب الله لأنجزت «داعش» إمارتها

بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «لولا حزب الله، لأنجزت «داعش» إمارتها على الحدود الشرقية للبنان، وكنا أمام منطقة لسعد حداد التكفيرية على غرار سعد حداد الإسرائيلية، ولكانت «داعش» تقيم حواجز في جونية وبيروت وصيدا وفي كل منطقة في لبنان».

وتوجّه إلى فريق 14 آذار بالقول: «قلنا التكفيريون خطر على الجميع وليسوا علينا وحدنا، ولكن تعاملتم معهم كجزء لا يتجزأ من مشروعكم، وحاولتم أن تستثمروا هذه العلاقة، وعقدتم عليهم الآمال، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ لفظوكم جانباً وأصبحتم أيضاً مدانين كما الآخرون تماماً».

من جهة ثانية، زار وفد من المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة النقيب سمير أبي اللمع، السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، وأكد السفير «دعم موسكو للاستقرار في لبنان».