يستمر التواصل بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، ولكن من دون نتائج عملية، خصوصاً في ما يتعلق بالملف الرئاسي. وعلمت «الأخبار» أن الرئيس سعد الحريري التقى قبل أيام في باريس وزير الخارجية جبران باسيل. واللقاء هو الثاني منذ عودة الأخير من نيويورك. وقد ناقش الطرفان التمديد للمجلس النيابي، والوضع الأمني، وملف الرئاسة، ولكن من دون أي نتيجة في الملفات الثلاثة.
وبحسب المعلومات، أبلغ الحريري باسيل أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «لم يعُد مرشحاً رئاسياً لفريق الرابع عشر من آذار»، وأن «أي نقاش في الملف الرئاسي يجب أن ينطلق من زاوية البحث عن مرشح توافقي، والنائب ميشال عون ليس توافقياً». وبحسب المعلومات، فإن عون علّق على كلام الحريري بالقول «ليس هناك من مرشّح غيري».
وفي السياق، التقى وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس العماد عون. وبعد زيارة استمرت أقل من نصف ساعة، هي الرابعة له للرابية منذ تولّيه وزارة الداخلية، خرج المشنوق من دون الإدلاء بأي تصريح، مكتفياً بالقول «اليوم Off». وقالت مصادر قريبة من وزير الداخلية إنه «عرض مع عون أربعة مواضيع تتعلّق بالخطة الأمنية في عرسال، والتمديد للمجلس النيابي، وقراءة المشنوق الأمنية للانتخابات النيابية وضرورة التمديد، وملف الانتخابات الرئاسية من زاوية إقليمية ودولية». وأكدت المصادر أن «لا علاقة بين اللقاء الذي جمع الحريري بالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي في روما، وزيارة المشنوق». وأشارت إلى أن «أجواء هذا اللقاء لم تكُن سلبية، لكنها لم ترقَ إلى حدود الإيجابية، وأن عون أبدى تفهماً للمخاطر الأمنية».
وكان نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان إندراوس قد صرّح بأن هناك «أسماءً توافقية مطروحة للرئاسة وجعجع ليس بعيداً منها». ومن بين الأسماء التي «لا مانع من التوافق عليها: حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الوزير السابق جان عبيد والنائب هنري حلو». ورأى أن «خطاب عون في ذكرى 13 تشرين خربط كل أجواء التفاؤل التي سادت لقاء روما في شأن الملف الرئاسي».
من جهة أخرى، أكّد الحريري أن «من يريد من السنّة، ولو من فريقنا، محاربة الجيش اللبناني سنحاربه». وشدّد على أن «موقفنا واضح: داعش هم إرهابيون وقاتلوا اللبنانيين والجيش اللبناني ونحن سنقاتلهم». ودعا حزب الله الى «الاعتراف بخطأ ذهابه الى سوريا».
قهوجي: استقبال لافت
وفي واشنطن، التي يزورها قائد الجيش العماد جان قهوجي للمشاركة في اجتماع قادة جيوش التحالف الدولي ضد «داعش»، قالت مصادر سياسية لـ«الأخبار» إن «قهوجي استُقبل بحفاوة من قبل مسؤولين عسكريين وسياسيين أميركيين». وعزت ذلك الى «الاهتمام الأميركي بالمؤسسة العسكرية». وأشارت إلى أن قهوجي سيستكمل البحث في شأن تسليح الجيش.
تسلل وخطف في عرسال
من جهة أخرى، صدّ الجيش مساء أمس (رامح حمية) محاولة تسلل لمجموعة مسلحة لجهة وادي الرعيان في تلة الهجر، في الأطراف الجنوبية لبلدة عرسال. واشتبك عناصر الجيش مع أفراد المجموعة في ظروف مناخية صعبة بسبب الأمطار الغزيرة. واستخدم عناصر الجيش القنابل المضيئة لكشف تحركات المسلحين.
وفيما أفيد عن الإفراج عن ابن بلدة تربل توفيق وهبة الذي خطف في عرسال مقابل فدية مالية بلغت 50 ألف دولار، أقدم مسلحون يستقلون سيارتين رباعيتي الدفع على خطف أحد أبناء عرسال عبد الغني زعرور، واقتادوه إلى جرود البلدة. ويملك زعرور أرضاً أقيم فوقها مخيم للنازحين السوريين. وقد أُطلق إثر تهديد عائلته بإحراق المخيم. وفي وقت لاحق، خطف مسلحون العرسالي خالد الحجيري وابنه وليد وصهره من محلة مشاريع القاع.
الى ذلك، أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان قراراً اتهامياً في حق الفار من وجه العدالة الشيخ مصطفى حسين الحجيري «أبو طاقية» بجرم الانتماء الى تنظيم إرهابي مسلّح (جبهة النصرة)، وأصدر مذكرة إلقاء قبض في حقه، وأحاله أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.
جنبلاط: «داعش» معارضة
رفض النائب وليد جنبلاط وصف «جبهة النصرة» بالإرهابية، وقال إنها و«الجيش الحر ليسوا أعداءً»، مشدداً على أنه «لا يمكن استبعاد أي من مكونات المعارضة السورية… وحتى تنظيم داعش موجود ولا يمكن استبعاده». وقال جنبلاط في برنامج «بلا حصانة» على قناة «أو تي في» إن الدروز «أقلية مسلمة ويجب أن نتعايش مع المحيط الاسلامي أكثر من أي وقت مضى». ورأى أن «على ما يسمى بأصدقاء سوريا أن يتفقوا على وحدة سوريا»، وأنه «مطلوب من إيران أن تعيد حساباتها وأيضاً تركيا، فوحدة سوريا تعني إبعاد (الرئيس بشار) الاسد وتنقية الجيش من المخابرات واستيعاب القوى المتقاتلة». وحذّر من أن «نيران الحرب السورية سترتد على المنطقة».
ودعا جنبلاط الى «عدم الدخول في تفاصيل معركة عرسال لأن هذا يضرّ بهيبة الجيش»، رافضاً «التنسيق مع جيش يقتل شعبه كالجيش السوري». وقال إن الهبة الإيرانية «ستدخلنا في عقبات نحن بغنى عنها، ولا أنصح وزير الدفاع سمير مقبل بزيارة طهران». ورأى أنه «لا مهرب من التسوية في الداخل»، واعتبر «عدم إقامة مخيمات للنازحين السوريين خطأً، وأن ملف العسكريين الرهائن يجب أن يبقى طيّ الكتمان».