على رغم وعود الرئيس سعد الحريري للرئيس نبيه بري بعودة المجلس النيابي إلى التشريع بعد التمديد، أشارت مصادر في قوى 8 آذار إلى أن الحريري لمّح أمام البطريرك بشارة الراعي الى أنه لن يلتزم بوعده. فيما أكد الرئيس تمام سلام في جلسة مجلس الوزراء أمس أن الوساطات في ملف المخطوفين شبه مشلولة
على الرغم من تعقيدات المشهد اللبناني المتزايدة، وعودة الاشتباك السعودي ـ الإيراني إلى أوجه، لا يزال تماسك الحكومة اللبنانية يشكّل حاجة للفرقاء المتخاصمين، مضافاً إليه «حرص وصبر غير عاديين من رئيس الحكومة تمام سلام» كما يقول وزير في 8 آذار. وربّما يعوّض تماسك الحكومة غياب الاتفاق على حلّ أزمة الرئاسة، بمعزلٍ عن «تسوية» التمديد للمجلس النيابي، التي باتت شبه معقودة. ويردّد سياسيّو 8 آذار أن «الاشتباك اليمني الذي أعاد العلاقات بين إيران والسعودية أشواطاً إلى الوراء، لا بدّ أن ترتد انعكاساته السلبية على لبنان، خصوصاً على الملف الرئاسي»، إذ شعر السعوديون، بحسب مصادر نيابية في قوى 8 آذار، أن «إيران قلّصت النفوذ السعودي في اليمن إلى حدوده الدنيا»، وهي «الآن ستتمسّك بكل أوراقها في لبنان، من التمديد للمجلس النيابي إلى رئيس «وسطي» للجمهورية، ما سيعقد الأمور ويؤخر حصول أي تسوية». وبحسب المصادر، فإن «الرئيس سعد الحريري لم يكتف بالحصول من البطريرك بشارة الراعي على غطاء مسيحي للتمديد، بل لمّح إلى خيار وقف التشريع في المجلس بعد التمديد، والضغط لانتخاب رئيس ليس النائب ميشال عون حتماً». وتعيد المصادر التأكيد أن «عون مرشحنا حتى إشعارٍ آخر، ولن نقبل برئيس على شاكلة الرئيس ميشال سليمان، الوسطي الذي تحوّل بفعل الترغيب والترهيب السعودي والأميركي إلى رئيس 14 آذار، ولا يعقل أن يكون رئيس الحكومة سعودياً ورئيس الجمهورية سعودياً أيضاً».
بعد الخلاف مع طهران، ستتمسك الرياض بكل أوراقها في لبنان
ولفتت الى أن «الراعي لفّ العالم، بينما الطريق إلى الرئاسة تمرّ عبر عون، لأنه الوحيد الحرّ في خياراته، ويمكن أن يكون مرشحاً توافقياً يحافظ على التوازن ولا يقطع مع السعودية». وتستبعد المصادر «عودة التصعيد الأمني السعودي في لبنان، لأن مثل هكذا أمور ستزيد نفوذ التكفيريين على حساب تيار المستقبل».
سلام يرفع الجلسة!
وكالعادة، افتتح سلام جلسة الحكومة صباح أمس بالحديث عن التطورات السياسية في البلاد، ثمّ تطرّق إلى ملفّ العسكريين المختطفين في جرود عرسال المحتلة. وبحسب أكثر من وزير، فإن سلام أشار أمام الوزراء إلى أن «خلية الأزمة أفرزت لجنة متابعة أمنية برئاسة اللواء عباس إبراهيم لمتابعة التواصل مع المعنيين في ملفّ التفاوض». وقال سلام إن «الجهود لا تزال تبذل، لكنّ الوساطات الخارجية شبه مشلولة، وهناك وساطات محلية». وأكد وزير في 8 آذار لـ«الأخبار» أن «سلام أشار إلى أن تركيا لا تتجاوب مع لبنان في ملف المخطوفين»، فيما قال أكثر من وزير إن «سلام لم يسمِّ تركيا تحديداً، بل تحدث بشكل عام عن عدم تجاوب أو شلل الوساطات الخارجية». ولمّح إلى أنه «تمّ الحصول على وعود بوقف قتل العسكريين، لكنّ ذلك غير أكيد، لأن الخاطفين ليس لديهم خطوط حمراء».
وتابع المجلس نقاش بنود عادية بعد كلمة سلام، مع استبعاد الملفات الخلافية كالكهرباء وملفّ شركة سوكلين. إلّا أن «اشتباكاً» كلامياً وقع بين الوزيرين جبران باسيل وغازي زعيتر على خلفية مشاريع وزارة الأشغال، إذ طلب باسيل تأجيل النقاش في مشاريع قدمتها الوزارة وتلزيمات لطرق وأعمال صيانة في المناطق لـ«الدراسة»، ما دفع زعيتر إلى الاعتراض لما اعتبره «مساءلة حول المشاريع»، فما كان من سلام إلّا أن رفع الجلسة. وتقاطع وزراء في 8 و14 على القول لـ«الأخبار» إن «رئيس الحكومة لم يشأ أن تتطوّر الأمور، فعمد إلى رفع الجلسة». غير أن رفع الجلسة، بحسب أكثر من وزير، قطع الطريق أمام النقاش في قضايا أساسية، كالنازحين السوريين وقضية المخطوفين ومسألة تلبية لبنان دعوة للمشاركة في مؤتمر حول النازحين في ألمانيا، يتوقع أن يشارك فيه سلام وباسيل ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، و«الأرجح أن الرئيس لم يرد نقاش الأمور الخلافية»، كما يقول وزير في فريق 14 آذار.
حزب الله يردّ على المستقبل
في سياق آخر، ردّ حزب الله في بيان على «الاتهامات الزائفة التي دأبت وسائل إعلام المستقبل وبعض المسؤولين فيه على اتهام الحزب بحوادث الاعتداء المتكررة على الجيش اللبناني في طرابلس، وإلقاء المسؤولية على من تدّعي أنهم أفراد وقوى حليفة أو مقرّبة أو صديقة لحزب الله». وأكد الحزب أن «هذه المزاعم باطلة… والذين يطلقون النار على الجيش معروفون من قبل أهل المدينة والجيش والأجهزة الأمنية، والجميع يعرف أن المعتدين حلفاء ومقربون من تيار المستقبل». يذكر أن بيان الحزب وردّه المباشر على المستقبل هو الثاني في غضون أيام بعد ردّ النائب نواف الموسوي على كلام الوزير أشرف ريفي قبل يومين. وعلّقت مصادر قريبة من الحزب لـ«الأخبار» بالقول إن «الحزب لا يرد على كل ما يصدر عن المستقبل، حتى إنه لم يرد على الرئيس سعد الحريري، لكن اتهام مقرّبين من الحزب على لسان مسؤولين في المستقبل ووسائل إعلامه بإطلاق النار على الجيش، لا يسكت عنه، خصوصاً في هذا الوقت الذي يقاتل فيه الجيش والمقاومة التكفيريين».
توقيف مطلوبين
من جهة أخرى، أوقف الجيش المدعو بهجت متلج في محلة الأكومي ـ طرابلس، لتورطه في حوادث إطلاق نار على مراكز عسكرية، منها إطلاق النار على الجندي محمد حسين في أيلول الماضي في البداوي، ما أدى إلى استشهاده. وضبطت في حوزة الموقوف 4 قنابل يدوية. وعلى خلفية توقيفه، أقدم شخصان يستقلان دراجة نارية على إطلاق النار باتجاه عناصر مركز تابع للجيش في محلة الأكومي، فردّ عناصر المركز على مصادر النيران، ما أدى إلى مقتل أحد المعتدين ويدعى محمود المانع، فيما تمكن الشخص الآخر من الفرار إلى جهة مجهولة. وفي وقت لاحق، فكّك الجيش عبوة ناسفة في منطقة أبي سمراء.
وفي عرسال، أطلق الجيش النار على دراجة نارية يستقلها شخصان كانا في طريقهما من الجرد إلى البلدة على طريق ترابية غير شرعية، ولم يمتثلا للتوقف على الحاجز، ما أدى إلى إصابة شخص من آل الحجيري من بلدة عرسال، وتم توقيفه، فيما فرّ رفيقه. كذلك أوقف الجيش المدعو إبراهيم عيسى بحلق من بلدة عرسال، الذي كان متوجهاً إلى الجرود مستخدماً بطاقة شقيقه. واعترف بحلق أثناء التحقيق معه باشتراكه في الهجوم ضمن مجموعة إرهابية مؤلفة من 65 مسلحاً على أحد مراكز الجيش في المنطقة في 2 آب الفائت، وإقدامه على قتل أحد الضباط.
لبنان يشكو إسرائيل
في سياق آخر، تقدم لبنان بشكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن، على خلفية إطلاق دورية تابعة للعدو النار من داخل مزارع شبعا المحتلة في اتجاه نقطة مراقبة تابعة للجيش اللبناني في محلة السدانة في خراج شبعا وإصابة جندي.