Site icon IMLebanon

نصرالله للمستقبل: الله معكم

باتت كل المواقف تؤدي إلى المزيد من التصعيد السياسي، من دون أي أفق لحلّ للأزمة. بعد تهديد تيار المستقبل بالانسحاب من الحكومة وطاولة الحوار، ردّ الأمين العام لحزب الله بلهجة حازمة، ضارباً بيده على الطاولة: إذا أردتم الخروج، فالله معكم!

بكل وضوح، عبّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن عدم الرضوخ لـ»ابتزاز تيار المستقبل» بشأن الاستمرار في الحكومة والحوار. ردّ نصرالله على كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق من دون أن يُسميه، قائلاً إنه في الفترة الماضية «نسمع من تيار المستقبل عندما يتحدثون عن الحوار كأنهم يتفضّلون ويمنّون على اللبنانيين.

هذا الاحساس بالنسبة لنا مرفوض. إذا كنتم تمنّون علينا بالحوار بلاه». كذلك في ما خصّ ملّف الحكومة، «إذا أنتم (المستقبل) تشعرون أنكم مُحرجون أو مُتفضّلون علينا وعلى غيرنا من خلال بقائكم في الحكومة فلا تشعروا بحرج، وبلا هذا الفضل والله معكم. نرفض الابتزاز». فبالنسبة الى حزب الله: «سوف نبقى ونتحمل كامل المسؤولية».

وقال نصرالله إن «مصلحة اللبنانيين هي في بقاء الحكومة، لأن البديل هو الفراغ وقد يكون الانهيار»، و«كنا ندعو دائماً الى الحفاظ عليها من أجل البلد، رغم الأداء المُتعثر لهذه الحكومة، مع تقديرنا الخالص لرئيسها»، إضافة الى أنّ المشاركة فيها كانت «من أجل الاستقرار السياسي والأمني، مع أنّ شركاءنا فيها قاتلوا لإسقاط الحكومة السابقة».

سيحظى المشنوق غداً بتغطية من كتلة المستقبل بناءً على طلب الحريري

وعلى الرغم من ذلك، هناك «حرص دائم على الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، لأنّ مصلحة لبنان والاستقرار تقتضي ذلك». ومن هذا المُنطلق حزب الله يبغي من جرّاء الحوار الوطني وبقاء الحكومة تأمين «المصلحة الوطنية، حتى ولو كانت إنتاجية الحوار محدودة».

السيد نصرالله لم يلتفت إلى النقاش الدائر في أوساط تيار المستقبل بشأن كلام المشنوق في احتفال الذكرى الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن، وتهديده بالانسحاب من الحكومة وطاولة الحوار. فخلال اليومين الماضيين، جهدت بعض شخصيات تيار المستقبل للترويج أن كلام المشنوق كان تعبيراً عن موقف شخصي. كذلك فعل بعض الوزراء، كوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي قال لـ»الأخبار»: «ما عبّر عنه المشنوق ليس تهديداً بمقدار ما هو وصف لواقع الحال، وتعبير عن مرارة وضيق صدر. فالحكومة غير قادرة على جمع الزبالة، فلماذا بقاؤها إذن؟ هذه هي حال الجميع، بمن فيهم الرئيس تمام سلام الذي شكا في الحوار من أن الحكومة غير منتجة». وعلمت «الأخبار» من مصادر في تيار المستقبل، أن المشنوق كان قد جهّز خطاباً عالي السقف أكثر من الذي تلاه، احتجاجاً على ما يراه «تقاعساً من قبل حزب الله في تطبيق الخطة الأمنية في البقاع». ولكنه عدّل صيغة خطابه في اللحظة الأخيرة قبل إلقائه. ورجّحت المصادر أن يكون وزير الداخلية قد «استشار الرئيس سعد الحريري في مضمون خطابه، ووافقه الأخير». ويوم أمس، أجرى مسؤولون في تيار المستقبل اتصالات بالحريري في السعودية، فطلب الأخير من كتلة المستقبل إصدار موقف واضح في جلستها الأسبوعية غداً، لتمنح المشنوق غطاءً كاملاً، ولمنع الرئيس فؤاد السنيورة من تصوير وزير الداخلية بصورة المتروك وحيداً. وأكّد مسؤولون مستقبليون أن وزير الداخلية «عبّر عن موقف شخصي، إلا أن هذا الموقف لم يخرج عن ثوابت التيار الذي يرفض التهويل عليه بإسقاط الحكومة». وأشارت إلى ان عدداً من نواب المستقبل ومسؤوليه عبّروا، وسيعبّرون أيضاً، عن مواقف مشابهة لما قاله المشنوق اليوم وغداً، قبل أن يصدر بيان الكتلة غداً. ولفتت المصادر إلى أن الحوار الذي تحدّث المشنوق عن الانسحاب منه ليس طاولة الحوار الموسّعة التي عقدت جلساتها في مجلس النواب، بل جلسات الحوار الثنائي، برعاية بري أيضاً، بين التيار الأزرق وحزب الله في عين التينة.

المشنوق تحدّث

عن الانسحاب من حوار عين التينة وليس الطاولة الموسّعة

مصادر قريبة من دائرة القرار المستقبلي لفتت إلى أن ما جرى نتيجة طبيعية لعدم وجود «توجيه سياسي يومي» اعتاد التيار أن يصله من السعودية المنشغلة حالياً في أزماتها، ابتداءً من اليمن، وليس انتهاءً بالمشاركة الروسية المباشرة في الحرب السورية. ولفتت المصادر إلى أن المشنوق شعر فعلاً بأنه «متروك في لحظات معينة من قبل فريقه السياسي، هذا فضلاً عن خيبة أمله من حزب الله». وفي هذا الإطار، قال درباس إن «المشنوق محاصر في الشارع، ولا توجد أي ثغرة للخروج من الواقع الحالي، فيما أقلية في مجلس النواب تريد فرض رئيس للجمهورية، وأقلية في الحكومة تريد فرض قائد للجيش».

وكان الأمين العام لحزب الله، في خطابه بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد القائد المقاوم حسن الحاج (أبو محمد الإقليم)، قد رفض ما قاله المشنوق عن الخطة الامنية في البقاع، متسائلاً عمّا إذا كان المطلوب من حزب الله وحركة أمل أن يعتقلا المطلوبين ويسلموهم للأجهزة الامنية. وقالت مصادر في 8 آذار لـ»الأخبار» إن على الأجهزة الامنية أن تحزم أمرها، وتضع الخطة الأمنية في البقاع موضع التنفيذ، وخاصة أن القوى السياسية والهيئات الاجتماعية النافذة في المنطقة سبقت أن محضت هذه الاجهزة ثقتها للقيام بكل ما يلزم لتوقيف المطلوبين، وان أهالي المنطقة يعانون من تجاوزات هؤلاء المطلوبين، ومن تفلّتهم وارتكاباتهم بحق أهل بعلبك ــ الهرمل قبل غيرهم.

(الأخبار)

نصرالله: معركتنا ضد التكفيريين تستحق كل التضحيات

جدّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التأكيد على أنه «لو استشهد في المعركة ضد التكفيريين من استشهد وجُرح من جُرح وضحى من ضحى فلن نتركها، ولن نخلي ساحاتها، حتى النصر أو الشهادة»، مشدداً على أن «جمهور حزب الله وبيئته كما كانوا في مواجهة إسرائيل على قلب رجل واحد، هم في هذه المعركة على قلب رجل واحد ولم يتخلف منهم أحد».

وفي كلمة خلال إحياء الليلة الخامسة من عاشوراء في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء، قال نصرالله: «نحن أمام جماعة (التكفيريون) تشكل أكبر خطر تاريخي ومعاصر على الاسلام»، متسائلاً «من لديه ضمانة أن لا تهدم داعش المسجد الاقصى والكعبة بهذا الفكر والعقل». وأكّد «اننا اخترنا أن نحمل المسؤولية، وأن نكون في الميدان، وهذه المعركة تستحق التضحيات مهما غلت». وكان السيد نصرالله تحدث خلال الاحتفال التكريمي بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على استشهاد الشهيد القائد الحاج حسن محمد الحاج (أبو محمد الإقليم) في بلدة اللويزة، فأكد أن «المقاومة لم تعد مرهونة بوجودها لوجود قائد هنا أو هناك، حتى إذا استشهد هذا القائد ثلم فيها ثلمة لا يسدها شيء. ومن بركة إنجازات القادة أنهم حوّلوا المقاومة الى مؤسسة وكيان قادر على الاستمرار حتى لو قضى من قضى شهيداً». وأشار الى «اننا منذ أكثر من 4 سنوات نقاتل هذا المشروع التكفيري في أكثر من ساح وميدان، وقدمنا الشهداء وما زلنا موجودين فيه اليوم، ولولا صمود كل الذين يقاتلون هذا المشروع، ولو قدّر لهذه الجماعات الدموية أن تسيطر على العراق وسوريا ولاحقاً لبنان، لكان مصير شعوب لبنان والمنطقة ما آلت اليه أحوال الناس في الموصل والرقة ودير الزور وغيرها».

وقال «بصمود هؤلاء الذين صمدوا في هذه السنين نلمس نتيجة هذا الصمود، وإن كانت المعركة لا تزال مفتوحة وقد تكون طويلة، ولكن ببركة هذا الصمود تتم حماية هذه البلدان وهذه المنطقة، وحماية الخصوم الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وهم واهمون وجاهلون». وأكد أن «كل رجال المقاومة هم اليوم في الميدان حيث يجب ان يكونوا اكثر من اي زمن مضى نوعا وعدة وعديدا لأننا في معركة ومرحلة فاصلة وحاسمة، ونحن لن نتخلى عن هذه المسؤولية .. سنواصل تحمل المسؤولية ونملك من القادة والامكانات والكفاءة ان نتواجد في الجبهتين، وسنبقى في لبنان والمنطقة الحماة في مواجهة الصهاينة وفي مواجهة أي مشروع يواجه كرامة الناس وامنهم».