Site icon IMLebanon

غضب «مستقبليّ» على الراعي

سريعاً، كسب البطريرك الماروني بشارة الراعي، خصماً جديداً. فتيار المستقبل يؤكد أن الراعي أبلغ الرئيس سعد الحريري في روما موقفاً مؤيداً للتمديد، بعكس ما أعلنه في بيروت

ليا القزي

تيار المستقبل غاضب من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بعد أن رفض، من مطار بيروت أول من أمس، منح البركة للتمديد للمجلس النيابي، واعتبره مخالفاً للدستور ولرأي الشعب. سبب الانزعاج أن البطريرك «قال لنا عكس ما أعلنه»، بحسب أوساط بارزة في التيار. كلام الراعي في المطار ناقض ما أبلغه للرئيس سعد الحريري في روما، في 13 الجاري، وإعلانه عقب اللقاء في العاصمة الايطالية: «أنا والشيخ سعد نتكلم اللغة نفسها». وصل الغضب إلى حدّ التفكير في الردّ على الراعي، قبل صرف النظر عن الأمر لتجنّب خلق إشكال مسيحي لا يرغب فيه المستقبليون.

توضح مصادر المستقبل تفاصيل اللقاء بين الراعي والحريري: «بداية ألقى البطريرك باللوم علينا لأننا عطّلنا انتخاب رئيس جديد للجمهورية وكانت نبرته عالية. ردّ الرئيس الحريري بأن موقفنا واضح. اتفقوا كمسيحيين على أي اسم ونحن نسير فيه. أوحى الراعي بأن تيار المستقبل يعطّل الانتخاب بإصراره على ترشيح سمير جعجع. فما كان من الحريري إلا السؤال مباشرة: هل تؤيدون الجنرال ميشال عون للرئاسة؟ فارتبك الراعي، وقال: كلا أنا لا أقول ذلك. فردّ الحريري: اذاً احسموا خياركم وأبلغونا».

مصادر المستقبل: التمديد سيقرّ سواء وافق البطريرك والقوات والكتائب أو لم يوافقوا

هذه كانت بداية جلسة «السعي إلى الحصول على غطاء مسيحي» للتمديد لمجلس النواب. على ذمة المستقبليين، فوجئ الحريري بموقف الراعي «الداعم للتمديد، لأنه يعتبره مدخلاً الى انتخاب رئيس للجمهورية». في أحسن الاحوال، لم يكن «الشيخ سعد» ليحلم بغطاء كهذا. طمأن «غبطته» إلى أنه ليس «مطلوباً منه غطاء علني، ولكن الاكتفاء بعدم انتقاد التمديد والحديث في الاعلام عن رفض بكركي له». فسّر له أن كل الدول المؤثرة، «بما فيها الفاتيكان، تريد التمديد. فالمجتمع الدولي لا يريد الفراغ ويهمه الحفاظ على مجلسي النواب والوزراء في ظل الاوضاع في المنطقة»، كما تنقل المصادر. بناءً عليه، خرج الحريري ليبشّر اللبنانيين بأهمية التمديد وضرورته، في وقت كان فيه الراعي يتلذذ بعشاء إيطالي. وعلى رغم أن موقف الراعي في المطار عقّد الامور، «لناحية تأخير جلسة التمديد وإيجاد مخرج لائق». تؤكد مصادر المستقبل أن «التمديد سيقرّ، سواء وافق البطريرك والقوات والكتائب أو لم يوافقوا. يكفينا وجود ٢٨ نائباً من المستقلين».

هذه ليست المرة الاولى التي «يفرّط» فيها الراعي بـ»ثوابت بكركي الوطنية». يذكر أحد السياسيين الذين يدورون في فلك البطريركية يوم زار وفد من الاتحاد الاوروبي بكركي لمناسبة عيد الميلاد، «كان في حينه منزعجاً من عمل الفرنسيين على التمديد للرئيس ميشال سليمان». لم تمضِ أشهر قليلة «حتى تلمّس الراعي التوجه الى عدم انتخاب رئيس جديد، فعدّل موقفه». زار الحريري وطلب منه «الضغط على عون من أجل التمديد لسليمان، في حين أنه كان في الاعلام يدعو الى انتخاب رئيس».

يأسف السياسي للوضع الذي وصل اليه الصرح البطريركي، «سقط دور بكركي كدور مرجعي». برأي السياسي نفسه، «الراعي خلق خلافات مع جميع الأطراف، لأنه أراد أن يتدخل في زواريب السياسة، الى حدّ أنه لم يعد أحد يسمع له».