التمديد للمجلس النيابي حاصلٌ غداً لا محالة. فـ«القوات» ستحضر، ويعمل الرئيس فؤاد السنيورة على إقناعها بالتصويت إلى جانب الاقتراح. «الكتائب» ستحضر وتصوّت ضد، وإذا نجح حزب الله، فسيحضر «التغيير والإصلاح» من دون أن يحسم تصويته
قبل يوم من الجلسة التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتصويت على اقتراح التمديد للمجلسش النيابي، بات اقتناع الكتل السياسية، على اختلافها، أن التمديد حاصلٌ لا محالة. حتى نوّاب تكتل التغيير والإصلاح، الذين يتقاطعون مع كتلة حزب الكتائب والبطريرك بشارة الراعي على رفض التمديد، سلّموا جدلاً بأنه حاصل، من دون أن يكون «سلوكهم» حيال جلسة الغد محسوماً، في انتظار اجتماع التكتل اليوم في الرابية.
وحسم تصريح الرئيس أمين الجميّل، بشأن نيّة الكتائب التصويت ضدّ التمديد، الجدل لجهة حضور الكتائب الجلسة وتصويت نوابه ضدّ الاقتراح. واستناداً إلى كلام النائب جورج عدوان أمس، بأنه «في حال صوّتنا مع التمديد فهو تصويت ضد الفراغ وللاستعجال في انتخاب رئيس للجمهورية وللقيام بانتخابات نيابية عندما تسمح الظروف بذلك»، فإن القوات ستحضر الجلسة، وتمكّن حلفاؤها من الحصول على ما يشبه الالتزام بعدم التصويت ضدّ الاقتراح، وقد تصوّت إلى جانبه في حال أثمرت ضغوط الرئيس فؤاد السنيورة، علماً بأن القوات لم تف بوعدها وتبلغ بري موقفها أمس، عملاً بوعد عدوان لبرّي أول من أمس.
وكشفت مصادر بري لـ«الأخبار» أنه «أبلغ القوات عبر السنيورة نيته الدعوة (تسجّل في محضر الجلسة) إلى إحياء اللجنة السباعية لدراسة القانون الانتخابي وإعطائها شهراً لإنجاز ما هو مطلوب، في حال صوّتت القوات إلى جانب الاقتراح».
وفي السياق، حضر التمديد أمس موضوعاً رئيسياً على طاولة اجتماع كتلة المستقبل النيابية. وأشار بيان للكتلة إلى «ضرورة المشاركة والاقتراع… للتمديد لمجلس النواب، وهو مسألة أساسية وضرورية لقطع الطريق على احتمالات الوقوع في هذا الفراغ في المؤسسات الدستورية وما سيشكله ذلك من أخطار على الدولة والنظام السياسي». وأكدت مصادر المستقبل لـ«الأخبار» أن «التيار مُصرّ على موقفه، ونحن نعتبر أن التمديد للمجلس بات منتهياً ولا وجود لعقبات، ما دامت هناك أكثرية نيابية موصوفة ستحضر الجلسة وسيصوّت النواب على التمديد على نحو يضمن إقرار القانون بأكثر من 30 صوتاً مسيحياً». وكشفت المصادر عن «وجود تململ مستقبلي من موقف القوات، ترجم في البيان الأخير على شكل تمنّ بأن تراعي القوات الظرف». وأضافت «هل نحن حلفاء في السرّاء فقط؟»، معتبرةً أن «المبادرة التي سيطلقها جعجع اليوم ليست سوى مناورة في سوق المزايدات الشعبوية، نتيجة تمسّك كل من التيار الوطني الحر والكتائب بموقفيهما».
وفيما خصّ موقف «التغيير والإصلاح»، قالت مصادر نيابية في التكتل إن «ما قبل كلام السيد (الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله) ليس كما ما بعده»، إذ أشار نصرالله في خطاب له أمس إلى أن حزب الله «لا يريد ذهاب البلد إلى الفراغ، وأي شيء يمنع من الذهاب إلى الفراغ يجب أن نقوم به». ولم تحسم المصادر موقف التيار الجديد، في انتظار المشاورات الليلية واجتماع اليوم. وعلمت «الأخبار» من مصادر نيابية في قوى 8 آذار أن «سلسلة من الاتصالات السياسية تجري لثني التكتل عن قرار عدم حضور الجلسة». وأشارت إلى «سلسلة من الاجتماعات ستعقد اليوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر لإقناع العونيين بعدم مقاطعة الجلسة».
من جهة أخرى، غادر قائد الجيش العماد جان قهوجي بعد ظهر أمس، على رأس وفد عسكري، الى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في احتفال توقيع الجانبين السعودي والفرنسي على اتفاق الهبة المقدمة من السعودية لشراء أسلحة ومعدات فرنسية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار.
صواريخ على الهرمل
الى ذلك، تعرّضت مدينة الهرمل ومحيطها في البقاع الشمالي أمس لسقوط أربعة صواريخ، مصدرها السلسلة الشرقية. واقتصرت الأضرار بحسب بيان لمديرية التوجيه في الجيش «على الماديات من دون وقوع إصابات في الأرواح». وعلى الأثر، سيّرت قوى الجيش دوريات في المناطق المستهدفة.