IMLebanon

المستقبل: موقف السعودية الجديدمن حزب الله لا يعنينا!

يحتفل لبنان بعيد الاستقلال وهو بلا رئيس للجمهورية، وبلا أي أمل بإنهاء الشغور قريباً. وفي الوقت الذي أثارت فيه المحكمة الدولية، ومعها الموقف السعودي الأخير من حزب الله، المخاوف بشأن تأثيرهما في الحوار بين الحزب وتيار المستقبل، أكّدت مصادر الحريري أنه مستمر في تأييد الحوار مع خصومه

قصر بعبدا بلا ساكن، ولا تطوّر يشير إلى قرب إنهاء هذا الشغور. وحده الحديث عن حوار بين حزب الله وتيار المستقبل، أعاد تحريك المياه الراكدة في الأيام القليلة الماضية، لكن حتى الآن، لم يطرأ أي شيء ملموس بعد، بشأن المساعي التي يبذلها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لإطلاق حوار غير مشروط بين الحزب والتيار.

فجأة، وبعدما كثُرت التحليلات عن بدء الحوار لحل الخلافات، تحديداً بشأن الاستحقاق الرئاسي، دخل عاملان على الخط، هما إفادات السياسيين امام المحكمة الدولية، وطلب السعودية من الأمم المتحدة إدراج حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية، ما أثار مخاوف من احتمال عودة الجهود المبذولة إلى النقطة الصفر، بعدما لمّح الرئيس برّي أكثر من مرة إلى وجود مؤشرات إيجابية. في هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن «وفداً من تيار المستقبل، يترأسه وزير الداخلية نهاد المشنوق، يتوجّه اليوم إلى باريس للقاء الرئيس سعد الحريري، وعلى جدول أعماله بند رئيسي هو موضوع الحوار مع حزب الله». ونفت مصادر نيابية بارزة في المستقبل أن « يكون لما حصل في المحكمة الدولية تأثير في موضوع الحوار، ولا حتى ما قاله مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، عن إدراج الحزب على قائمة المنظمات الإرهابية، فهذا الموقف لا يعنينا». ونفت المصادر أن «تكون الزيارة خطوة لإبلاغ الوفد تجميد كل الاتصالات التي انطلقت لدفع حزب الله والتيار إلى البدء بالحوار». وأكدت مصادر قريبة من الرئيس سعد الحريري أن قرار السعودية بتصعيد المواجهة ضد حزب الله «لا يعنينا نحن في لبنان. ثمة فصل بيننا وبين السعودية بخصوص الحوار، تماماً كما لدى حزب الله وإيران. كلانا مقتنع بضرورة عزل لبنان عن التطورات الإقليمية». ورأت المصادر ان إفادة النائب مروان حمادة امام المحكمة الدولية لم تترك أثراً سلبياً في الوضع اللبناني، «لان الجزء الأكبر منها كان عن سوريا ورئيسها، لا عن حزب الله، ولا عن إيران».

الحوار مع حزب الله بند رئيسي على جدول أعمال لقاء بين الحريري ومقربيبن منه

ولأنه لا رئيس للجمهورية، قرّرت حكومة الرئيس تمّام سلام إلغاء الاحتفال السنوي الرسمي بذكرى الاستقلال اليوم، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية. برغم ذلك لم ينسَ الغرب أن يوجّه رسائل إلى اللبنانيين في هذه المناسبة، أبرزها أتت من الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أشار إلى أن «الولايات المتحدة تأسف أن تمرّ هذه الذكرى من دون وجود رئيس منتخب للجمهورية اللبنانية، يجب أن يكون انتخاب الرئيس قراراً لبنانياً بحتا، ولكنه قرار يجب أن يُتخذ لمصلحة الشعب اللبناني». وقال في رسالته «نحن فخورون بعلاقتنا الطويلة الأمد مع الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، وبمساهماتنا في تطوير مؤسسات الدولة هذه، التي لها وحدها الشرعية والمسؤولية في الدفاع عن حدود لبنان، وحماية مواطنيه، وهي مسؤولة تجاه جميع اللبنانيين».

كذلك وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي رسالة إلى العسكريين، أشاد فيها بدورهم في «إحباط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، التي لو حصلت، لأدت إلى أحداث مذهبية مدمرة تشمل لبنان بأسره». وأكّد ان «قرارنا واضح: إن الحرب ضد هذه التنظيمات مستمرة، فلا هوادة ولا استكانة في قتال الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان. وإن القيادة ستواصل بذل أقصى الجهود، ولن تدخر وسيلة، في سبيل تحرير رفاقكم المخطوفين لدى هذا الارهاب، وعودتهم الى مؤسستهم وعائلاتهم».

من جهة أخرى، شدد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، خلال اجتماع لكبار ضباط المديرية، على أن «المخاطر كبيرة حولنا، وفي المنطقة، وهي تهدد وطننا من جميع الجهات، لكن لا خيار امامنا سوى التضحية». وأكّد متابعة «موضوع مكافحة الارهاب، لأنه موضوع المرحلة الحالية، التي ستستمر لسنوات».

… تبلّغت خبر استشهاده

حتى يوم أمس، لم يكن قاسم علي يوفر معلومة أو شخصاً إلا يفتش فيه عن خبر يكشف مصير ابنه الرقيب في اللواء الثامن في الجيش اللبناني، الذي خطف إبان «غزوة عرسال» مطلع آب الماضي. تمسّك الوالد طوال أكثر من مئة يوم بأمل أن ابنه علي (27 عاماً )، الذي خطف على يد مسلحي «داعش»، لا يزال على قيد الحياة، مع زملائه العسكريين المخطوفين في جرود بلدة عرسال. يوم أمس تلقى الوالد خبر استشهاد نجله علي، من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، من تاريخ معارك عرسال في الثاني من آب الماضي، في وقت أكد له فيه أن جثته ما زالت مع مسلحي «داعش».

مصادر أمنية أوضحت لـ «الأخبار» أن الكشف عن مصير علي جاء بعد تقدم في مسار التفاوض من أجل إطلاق العسكريين المخطوفين، وكشف مسلحي «داعش» و«جبهة النصرة» عن العدد الحقيقي للعسكريين المخطوفين لديهم. وبحسب المصادر الأمنية، فإن جبهة النصرة كشفت أن لديها جثة واحدة ويرجح أنها تعود إلى الشهيد محمد حمية، فيما أشارت «داعش» إلى وجود جثتين، يرجح أنهما للشهيد عباس مدلج والشهيد علي قاسم علي، الذي استشهد إبان «غزوة عرسال». ويذكر أن الشهيد علي هو ابن بلدة الخريبة (بعلبك)، ويقطن في محلة النقطة الرابعة (بعلبك) مع أهله وزوجته، وولده حمزة (3 أعوام).