حتى يعلن الرئيس سعد الحريري موقفه من ملف الحوار الخميس المقبل، تواصلت الاتصالات الجانبية الممهدة لحوار جدي بين حزب الله وتيار «المستقبل». ويتولى المهمة النائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري الذي توقعت مصادر قريبة منه ان «يعلن الحريري موافقته على الحوار مع الحزب دون أي شرط أو تحفظ». وهو ما يخالف مناخات مصدرها «صقور» التيار الازرق من الذين يفترضون العكس او يعملون ضد الحوار، ويقود هؤلاء الرئيس فؤاد السنيورة. وكان البارز على هذا الصعيد قول النائب أحمد فتفت إن «الحوار مع حزب الله يتطلب جدول أعمال واضحاً، والالتزام بما سينتج عنه، فالتجربة السابقة لم تكن مشجعة كثيراً».
على ان الجديد جاء امس من الرابية. حيث ابلغ العماد ميشال عون اعضاء «تكتل التغيير والإصلاح» في اجتماع استثنائي فحوى رسالة بعث بها إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز والملك المغربي محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقية، لكونهم «الضامنين لتنفيذ اتفاق الطائف».
وقد وزع عون على الحضورة نسخة من رسالته التي بعث بها في العاشر من تموز الماضي.
وقال مطلعون على الرسالة ان عون حذر من «أن استمرار انتهاك اتفاق الطائف وسوء تطبيقه سيؤدي حتماً إلى سقوطه وإنهائه». وطلب عون من القادة العرب التدخل مذكرا «بانعدام المساواة والعدالة في النظام اللبناني، وعدم صحة التمثيل وفعاليته، من قانون الانتخاب إلى الإنماء غير المتوازن وعدم تطبيق اللامركزية الموسعة».
ووصف اعضاء في التكتل رسالة عون بأنها تمثل «تحذيرا وتنبيها»، لكن «التمديد الثاني لمجلس النواب يؤكد أن البلد وصل إلى مرحلة انعدام إنتاج نخب سياسية جديدة، ونحن أمام محطة مفصلية، ما يستدعي توجيه الانذار الى الجميع». ونقل هؤلاء عن عون قوله أن «العمل السياسي هو جهاد يومي،
عباس عاد من سوريا بـ «الاستعداد» للمساعدة في حل ملف المخطوفين
ومسؤولية السياسيين الدفاع عن حقوق الشعب، وفي أحيان كثيرة رغماً عن الشعب، وبالتالي علينا بما يلي: اعتبار اجتماعات تكتل التغيير والإصلاح في حالة انعقاد دائم، الإصرار على إبقاء التحذير عالياً، إلقاء الحجة على منتهكي قواعد الدستور والقوانين مما يهدد الانتظام العام، التركيز على ضرورة إحياء نبض الشعب اللبناني للدفاع عن حقوقه». وقال عون: «ما فينا نضل ساكتين!».
من جهته، قال النائب إبراهيم كنعان بعد انتهاء الجلسة إن «التكتل يرى أن شرعية المجلس الممددة ولايته للمرة الثانية مرفوضة»، مشيراً إلى أن «قضاة المجلس الدستوري أمام موقف تاريخي لوقف مسلسل الاعتداء على الدستور».
وفي سياق آخر، صعّد أهالي العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الإرهابية في جرود عرسال من تحركاتهم، وأحرقوا الإطارات أمام السرايا الحكومية في بيروت، اعتراضاً على عدم اطلاعهم على تفاصيل المفاوضات وتردي أوضاع أولادهم الحياتية. وأشارت مصادر وزارية متابعة لـ «الأخبار» إلى أن «الوساطة القطرية لم تتوقف، لكن ليست هناك معلومات جديدة سوى أسماء الذين تطلب الجماعات المسلحة مبادلتهم مع العسكريين».
من جانبه، زار اللواء عباس إبراهيم نهاية الاسبوع الماضي سوريا وعاد منها بـ «الاستعداد للمساعدة بما يسهم في حل هذا الملف». وزار إبراهيم امس رئيس الحكومة تمام سلام واعلن أن «المفاوضات مستمرة وان الموفد القطري لم ينسحب».
من جهة أخرى، زار السفير السوري علي عبد الكريم علي بري في عين التينة، وقال بعد اللقاء إن بري «شدد على أهمية التنسيق بين الدولتين والحكومتين، وهذا هو مصلحة للبنان كما هو مصلحة لسوريا لضمان الانتصار على مخاطر الإرهاب الذي يضرب في المنطقة كلها».