IMLebanon

أربعة ثوابت لحزب الله ترسم حدود الحوار المنتظر

لم يحدد موعد اولى الجلسات الحوارية بين المستقبل وحزب الله بعد، لكن التوقعات أن تبدأ قبل عطلة الاعياد. هذا ما يؤكده لـ «الاخبار» قيادي بارز في حزب الله. جل ما هو ثابت، هو ان مسعى الرئيس نبيه بري مستمر، وان الاخير قطع شوطاً هاماً في مهمته بمساندة جنبلاطية لم تتخط الاطار المعنوي. فقد نجح بري في تجاوز الغام عدة زرعها رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة، والمواقف التي اعلنها الرئيس سعد الحريري الخميس الماضي، لم تكن ممكنة لولا الجهد الكبير الذي بذله رئيس المجلس. وعلمت «الأخبار» أن لقاء عقد أمس جمع نادر الحريري والوزير علي حسن خليل.

ويروي مصدر مطلع انه خلال احدى الجلسات في عين التينة، مع السنيورة ونادر الحريري، كان رئيس كتلة المستقبل متشدداً تجاه جدول الاعمال، وعندما طرح بري ان تكون البداية للتبريد السياسي والاعلامي، وبعد موافقة سريعة من نادر الحريري، اعترض السنيورة متحدثاً عن احتقان كبير لا يمكن تذليله الا من خلال الافعال، مطالباً بأن يكون البند الاول انتخاب رئيس للجمهورية. طرح السنيورة رأى فيه بري شرطاً تعجيزياً غير قابل للصرف لدى حزب الله، الذي لن يسمح بأي نقاش يطال العناوين الاربعة التالية: فعل المقاومة ضد العدو حتى تحرير الارض، سلاح المقاومة، المحكمة الدولية، والقتال في سوريا. اما في ملف الرئاسة، فدعم العماد ميشال عون مستمر «حتى قيام الساعة» كما اعلن المعاون السياسي للسيد نصر الله الحاج حسن الخليل من الرابية مؤخراً.

ويبدو ان بري نجح في تخطي امتحان تحصيل موافقة الطرفين على الحوار، بعد ان تخلى المستقبل عن مبدأ الحوار المشروط، وبعد ان بات واضحاً ان اي جدول اعمال يفتقر الى الواقعية السياسية لن يكتب له النجاح، وبالتالي ينشط الوزير خليل في الاتصالات مع نادر الحريري للاتفاق على الجدول الذي سيكون مبرمجاً وفق ما يسعى بري، مع علمه بأن ما في بال زعيم حزب المستقبل، يبقى الرهان على امكانية التوصل الى اتفاق بشأن الملف الرئاسي، في حين يؤكد قيادي بارز في حزب الله لـ «الاخبار» ان سقف توقعات الحزب من هذا الحوار، لا يتجاوز في هذه المرحلة تخفيف الاحتقان الداخلي ولاسيما السني ـــ الشيعي.

يبقى ان شكل هذا الحوار لم يحسم بعد، في ظل معلومات عن جلسة اولى قد تكون برعاية رئيس المجلس وحضور النائب وليد جنبلاط، على ان تستكمل بجلسات تضم «الخليلين» والحريري الذي لا يعرف ما اذا كان سيسمح له بأن يكون وحيداً بعيداً عن صقور الرئيس السنيورة.

في غضون ذلك، أكدت مصادر في قوى 14 آذار أن الأيام الأخيرة حفلت بنقاشات داخل هذا الفريق حول مبدأ الحوار وتفاصيله. وعلمت «الأخبار» أن «النقاشات لم تخل من اعتراضات، ليس حول مبدأ الحوار بذاته»، بل حول ضرورة التنبه لبنوده وعدم المبالغة في استباق نتائجه. لكن الرأي الغالب هو أن أركان قوى 14 آذار بكل أطيافها أيّدت الحوار لأسباب تتعلق «بترطيب الأجواء السنية ـــ الشيعية، لكن الحوار يؤكد الحاجة إلى انتخاب رئيس الجمهورية».

وفي معلومات «الأخبار»، أن الرئيس الحريري يواصل اتصالاته مع قيادات 14 آذار لوضعها في أجواء التحضير للحوار وموجباته، وآخر كان مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وبحسب المصادر، فإن الحوار الذي سيجمع «الخليلين» والحريري، قد يشهد انضمام شخصية مستقبلية أخرى إليه لم يتضح اسمها بعد، من أجل التوازن العددي، إلا إذا أصر بري على أنه وسيط لا أكثر وليس طرفاً. وأكّدت المصادر أن الحريري مصرّ على حصر الحوار من جانب المستقبل به، بعيداً عن تأثيرات الرئيس فؤاد السنيورة.