هدفٌ جديد سجلته المقاومة في حربها ضدّ تنظيم «داعش» في الجرود اللبنانية والسورية، يُضاف إلى الهدفين السابقين اللذين حققتهما بالتعاون مع الجيشين اللبناني والسوري: الكشف عن مصير العسكريين الذين اختطفهم «داعش» في آب 2014، ودحر التنظيم الإرهابي خارج لبنان، وبعيداً عن المناطق السورية المحاذية للحدود اللبنانية. فقد أعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله أمس، أنّ «مجاهدي المقاومة استعادوا المُقاوم المُحرّر أحمد معتوق من تنظيم داعش».
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار»، فقد لعبت روسيا دور الوسيط مع الأميركيين، فضمنت الاتفاق على عدم التعرّض للحافلات التي تقل مسلحي داعش وعائلاتهم من جرود القلمون السورية إلى دير الزور. وقبل التدخل الروسي، منعت الطائرات الأميركية الحافلات من التقدّم، ما عرقل عملية تحرير المقاوم الأسير لدى التنظيم الإرهابي. ومساء أمس، تحركت الحافلات على دفعتين، ودخلت جميعها مناطق سيطرة «داعش»، واعتُمد طريق السخنة ــ الشولا، ثمّ جنوب دير الزور.
الهدف الثالث من المعركة تحقّق، وهو يُعدّ نصراً بوجه تنظيم «داعش»، الذي برهنت التجارب السابقة معه أنّه لم يعتد المفاوضة على تبادل الأسرى.
سبق للبنان أن خضع للضغوط الأميركية التي حالت دون تطوير علاقته بروسيا
وكان عدد المغادرين من «داعش» قد بلغ نحو 650 شخصاً. وخرجت القافلة من جرود القلمون الغربي باتجاه الشرق السوري. وما إن أُعلن تسلُّم المُقاوم المُحرر، حتى انطلقت الاحتفالات أمام منزله في صير الغربية (قضاء النبطية). وعلمت «الأخبار» أنّ معتوق بصحة جيدة، وقد انتقل من ريف حمص الشرقي إلى القصير، وصولاً إلى الحدود اللبنانية، على أن يصل إلى منزله اليوم.
أما المُقاوم الآخر، القائد الميداني لحزب الله في دير الزور الحاج أبو مصطفى، فعاد أيضاً إلى بلدته الجنوبية طير حرفا، حيث أقيم له حفل استقبال شعبي. وكان أبو مصطفى يقود قوة من المقاومة ساندت الجيش السوري في صدّ الهجمات عن مدينة دير الزور المحاصرة، في وجه تنظيم «داعش» الذي أراد احتلال المدينة التي يقطن فيها عشرات آلاف المدنيين. وقد ظهر أبو مصطفى في مقابلة على قناة «الميادين» الأسبوع الماضي.
على صعيد آخر، برز أمس الكلام الذي صدر من العاصمة الروسيّة، إثر لقاءات رئيس الحكومة سعد الحريري في موسكو. كلّ المعطيات تشي بمستوى عالٍ وغير مسبوق من التعاون بين البلدين. حديث عن اتفاقات ثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية، والتجارية، والصناعية، والعسكرية، فضلاً عن العلاقات السياسية بين لبنان وروسيا، ودفعها إلى الأمام، ورؤية كلّ من الطرفين للحرب الدائرة في سوريا. ليست هذه الزيارة اللبنانية الرسمية الأولى لروسيا. والكلام عن «تقارب» بين الجانبين، حصل قبل ذلك. موسكو كانت دائماً مهتمّة بمدّ يد العون إلى لبنان، ومساعدة الجيش اللبناني بأسلحة تُمكّنه من تطوير قدراته. إلا أنّ الدولة اللبنانية كانت ترضخ للضغوط الأميركية، وتحول دون أي تعاون جدي مع موسكو. لذلك، يبقى الكلام الإيجابي الصادر عن الجنابين مجرّد حبر على ورق، إذا لم يُترجَم إلى أفعال.
الحريري استكمل زيارته في موسكو بلقاءٍ جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رحَّب بالوفد اللبناني. وصرّح الحريري بعد اللقاء بأنّه جرى التطرّق إلى «مساعدة لبنان عسكرياً وسبل تطوير هذه العلاقة لتسهيل شراء بعض المعدات الروسية بشكل يكون فيه للبنان خط اعتماد في ما يتعلق بهذا الموضوع». فالتعاون العسكري بين البلدين «مُهم، وهناك تعاون كبير في ما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية بيننا وبين المخابرات الروسية. كذلك فإننا نواجه الحرب ذاتها ضد الإرهاب. وفي الوقت نفسه، فإننا نحاول أن نبني القوى المسلحة والقوى الأمنية اللبنانية. أعتقد أنّه ستكون هناك علاقات حيوية وجيدة جداً بين البلدين»، قال الحريري.
محلياً، كرّر رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أمس، موقفه عن ضرورة تقريب موعد الانتخابات النيابية «إذا تعذّر تأمين البطاقة الممغنطة». وقال إنّ «علينا إجراء الانتخابات حتّى لو اقتضى ذلك في الشتاء». وفي الإطار الانتخابي، أعلن الوزير نهاد المشنوق أنّ «مشروع مرسوم هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية موجود في الأمانة العامة لمجلس الوزراء منذ مدّة، وسيُناقش في جلسة الغد (اليوم) من خارج جدول الأعمال».
من جهة أخرى، دهمت قوة من مديرية المخابرات، أمس، مُجمّعاً تجارياً وصناعياً في وادي الحصن ــ عرسال، يعود لمصطفى الحجيري (أبو طاقية) ولكن من دون العثور عليه. وكانت استخبارات الجيش قد أوقفت في عرسال المدعو خالد فياض، المشتبه في مشاركته بتنفيذ عمليات تفخيخ سيارات والإعداد لعمليات انتحارية لحساب تنظيم «داعش».