IMLebanon

عودة المسلسل: إنتحاريّون بالعـشرات

يُعدّ 32 شاباً لبنانياً العدّة لتنفيذ هجمات انتحارية في الداخل اللبناني. الأجهزة الأمنية تترصّد قرابة 200 مشتبه فيهم بالارتباط بتنظيمي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، بعد اتخاذهما القرار باستئناف العمليات الأمنية في لبنان. مجدداً لبنان في مهب العمليات الانتحارية

رضوان مرتضى

قدح الانتحاريان بلال المرعيان وطه الخيال شرارة العمليات الانتحارية في لبنان. وبحسب معلومات الأجهزة الأمنية، دخل لبنان نفق التفجيرات مجدداً، ومصادرها تتخوّف من مرحلة خطيرة ستمرّ بها البلاد. أما الجهاديون، فيتحدثون عن «مرحلة مقبلة ستكون حامية». هكذا ، لن يكون انتحاريا جبل محسن الأخيرين، بل في الحقيقة، «هما أول الغيث»، بحسب تعبير مصدر في «جبهة النصرة» في الداخل اللبناني.

وخلافاً لإعلان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن انتماء الانتحاريين إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، مستنداً بذلك إلى معلومات أمنية تتحدث عن ارتباطهما بالشاب منذر الحسن، موزع الأحزمة الناسفة الذي قتل بعد محاصرته من عناصر فرع المعلومات في طرابلس، يؤكد المصدر أنّ «منفّذي العملية كانا قد بايعا النصرة منذ نحو سنة»، مشيراً إلى أنّ «الخيّال من عائلة غير ملتزمة ووالده يعمل مُخبراَ لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية»، علماً بأن القاسم المشترك في ما سبق، وجود معلومات أمنية مؤكدة عن اتّخاذ التنظيمين المتشددين قرار استئناف العمليات الأمنية في لبنان.

والجدير ذكره في شأن الالتباس الذي حصل لجهة نسبة العملية لـ«النصرة» أو «الدولة»، رغم عدم صدور أيّ تبنّ عن الأخير، مفارقة كشف هوية منفّذي العملية المزدوجة عبر وسائل إعلامية لبنانية، قبل تبنّي «النصرة» للعملية وتسميتها منفّذي الهجوم في حديث مع وكالة الأناضول. وهنا برز لافتاً وقوع «النصرة» في الخطأ نفسه الذي أوردته وسائل الإعلام لجهة اسم أحد الانتحاريين، حيث ورد الكيال عوضاً عن الخيّال.

أحصى الأمنيون عودة قرابة 200 مرتبطين بـ«الدولة» للقيام بعمليات أمنية

في موازاة ذلك، تكشف المصادر الأمنية عن توافر «معلومات بشأن تجنيد مجموعة من الانتحاريين اللبنانيين من مناطق مختلفة، وتحديداً من طرابلس وصيدا». وتشير المعلومات إلى أن مدة تجهيز الانتحاري وتدريبه تستغرق شهراً تقريباً، علماً بأن المُجنَّدين الجدد يخضعون للتدريب بإشراف خبراء متفجرات. وتكشف المعلومات أن المشرف العام على تدريب «الانغماسيين اللبنانيين»، بحسب تسمية جهاديي «جبهة النصرة»، هو اللبناني ع. ص. المعروف بـ«أبو الفاروق»، مشيرة إلى أن الهدف الذي وضعه هؤلاء هو استهداف «الشيعة والنصيرية»، بحسب تعبير «النصرة».

وتتقاطع هذه المعلومات مع معطيات حصّلتها الأجهزة الأمنية من عمليات الرصد التي تجريها للبنانيين ذهبوا للقتال في سوريا، وتحديداً في المناطق الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية». وقد أحصت أجهزة الأمن عودة قرابة مئتين من المرتبطين بتنظيم «الدولة»، يُشتبه في عودتهم لتكليفهم بالقيام بعمليات أمنية. وتذهب المصادر إلى الجزم بتكليف نحو 30 شاباً بعمليات أمنية في الداخل اللبناني. ويأتي ذلك بالتزامن مع قرار «الدولة» بدء العمل الأمني في لبنان، بحسب المصادر الأمنية التي تحدثت عن أسماء مشتبه فيهم تم تحديدهم. وكشفت عن توقيف أشخاص مرتبطين بالمشتبه فيهم، أو على صلة بشبكات تجنيد.

في مقابل المعطيات الأمنية، تأتي تسريبات «الجهاديين» الذين يدورون في فلك «النصرة» لتؤكد عودة عشرات الشبان الذين قصدوا سوريا للقتال، لكن المصادر تميز بين نوعين منهم، إذ إن «قسماً من الإخوة ترك الشام ليفرّ هرباً من قتال الدولة والنصرة»، فيما تلفت إلى أن القسم الباقي «عاد بأمر». وبحسب المصادر نفسها، فإن «الأوامر بأن يعودوا لكي تكون ساحتهم لبنان»، مشيرة إلى أن «الأمر يقضي بأن يكون هؤلاء ضمن النائمين لحين صدور أوامر بالعمل». أما أسباب توقف العمل الأمني في الداخل اللبناني لفترة، بحسب مصادر «النصرة»، فهدفه «التجنيد والتجهيز والإعداد وأخذ العبر من التجارب السابقة لأن العمل في لبنان ليس على قاعدة اشتباكات متنقلة، إنما عمل أمني في العمق».

ومساء أمس، أصدرت «جبهة النصرة» على حسابها الرسمي على موقع «تويتر» بياناً حمل الرقم 22، تبنّت فيه رسمياً الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقهى في جبل محسن. واعتبرت أن العملية المزدوجة جاءت «ثأراً لتفجير مسجدي السلام والتقوى ولترك المجرمين أحراراً». وذكر البيان أن «أبو عبد الرحمن، أي بلال المرعيان، اقتحم المقهى وكبّر ثم فجّر حزامه الناسف في جموع النصيرية الموجودين فيه، فيما انتظر أبو حسام، أي طه الخيال، بضع دقائق ثم فجر هو الآخر حزامه بمن تجمع من عناصرهم الأمنيين الذين هرعوا إلى مكان الانفجار الأول».