هل قررت «جبهة النصرة» توريط مخيم عين الحلوة، في عمل أمني وعسكري، يرمي إلى استدراج الحكومة إلى معركة فيه، بعدما نجحت القوى الفلسطينية في إبعاده عن الاحداث الأمنية طوال السنوات الأربع الماضية؟ «مجموعة شادي المولوي» تبدو مصرّة على ذلك
من يريد توريط مخيم عين الحلوة في ما لا طاقة لأهله على تحمله؟ المعلومات الامنية المتوافرة في حوزة الاجهزة الامنية، التي كشفها وزير الداخلية نهاد المشنوق أول من أمس، تتحدّث عن وجود مجموعة في المخيم تتولى تنسيق العمليات الارهابية في لبنان. وآخر هذه العمليات، بحسب اعترافات الموقوفين، تفجيرا جبل محسن نهاية الأسبوع الماضي. وهذه المجموعة التي تضم المطلوب شادي المولوي و3 مشتبه فيهم آخرين، كانت، بحسب الاعترافات أيضاً، تستعد لتنفيذ تفجيرات ضد مراكز عسكرية ومناطق سكنية.
مشكلة المخيم الرئيسية انه لم يكد يسد ثغرة الخلاف بين حركة فتح والإسلاميين، حتى تشتّت حركة فتح نفسها، مفسحة المجال للخروق الامنية فيه. والاخطر ان الانقسام الفتحاوي الجديد هو نتيجة للدور المشبوه الذي يؤديه القيادي الفتحاوي المفصول من الحركة، محمد دحلان. في هذه البيئة الهشة، يستعيد شادي المولوي، ومن يقف خلفه في «جبهة النصرة»، تجربة عبد الرحمن عوض، الذي أدار مع عبد الغني جوهر تنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش في الشمال عام 2008 (تفجيرات العبدة والبحصاص والتل).
خلال الأيام الماضية، باشرت الدولة اللبنانية اتصالاتها بالقوى الفلسطينية. وزير الداخلية جزم بأن المخيم لن يبقى مكاناً آمناً لهذه المجموعة، لكنه، كما القيادات المعنية بامن المخيم في الجيش والاجهزة الأمنية الأخرى، يعي خطورة وضع عين الحلوة. أحد هؤلاء المسؤولين لفت أمس إلى ان «المخيم عنوان لحق العودة. وأي خطوة تؤدي إلى الإضرار به لن تكون إلا خدمة للعدو». وينبّه مسؤولون أمنيون من أن يكون هدف «جبهة النصرة» استدراج الحكومة اللبنانية إلى معركة في المخيم، او إلى احتراب فلسطيني ــ فلسطيني، يؤدي أيضاً إلى تدمير المخيم وتهجير أهله. وتثبت وقائع معركة مخيم اليرموك في دمشق ان «جبهة النصرة» والقوى الحليفة لها أصرّت على إدخال المخيمات في الصراع السوري، وربما تريد تكرار التجربة في لبنان. وتركز الحوارات مع القيادات الفلسطينية حالياً على ضرورة إظهار الحد الأدنى من الوحدة بين الفصائل، قبل بدء الحديث عن «عملية جراحية»، تؤدي إلى القضاء على هذه المجموعة، أو تكرار تجربة عوض ــ جوهر اللذين أجبِرا على الخروج من المخيم، فقُتِل الأول في كمين لاستخبارات الجيش في شتورا، فيما قضى الثاني أثناء تجهيزه سيارة مفخخة في منطقة القصير السورية.
الاتصالات تركز على ضرورة إظهار الوحدة قبل الحديث عن طرد «مجموعة المولوي»
وفي سياق استجواب الموقوفين الانتحاريين، أفادت المعلومات بأن الموقوف إيلي الوراق، المشتبه في تورطه بالإعداد لتنفيذ عملية انتحارية، على صغر سنّه كان يؤدي دوراً أساسياً في استقطاب الشباب وتجنيدهم. وكانت قيادة الجيش قد أعلنت في بيان أمس أن «دورية من الجيش دهمت منزل المطلوب عثمان ع. في محلة التبانة – طرابلس من دون العثور عليه، وضبطت داخل المنزل، كمية من القنابل اليدوية والأسلحة والذخائر الخفيفة، وحزاماً ناسفاً وعدداً من الصواعق الكهربائية وأجهزة الإشعال والتفخيخ اللاسلكي، إضافة الى عدد من الأجهزة اللاسلكية وأعتدة عسكرية متنوعة، وأعلام تابعة لأحد التنظيمات الإرهابية”. وبحسب مصادر أمنية، فإن عثمان هو احد المشتبه فيهم، الذين تلاحقهم الاجهزة الأمنية بعد ورود معلومات عن نيتهم تنفيذ عمليات انتحارية.
وفي عرسال، أوقف الجيش أمس ع. ح. «لمحاولته تهريب مواد غذائية وأعتدة الى الجرود». كذلك أوقفت دورية للجيش في حارة حريك، المطلوب محمد ع، لإقدامه في حزيران الماضي، على إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش في الهرمل.
استئناف الحوار
سياسياً، استؤنف الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في جلسته الثالثة مساء أمس، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ينوب عنه معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل. وصدر عن الاجتماع بيان ورد فيه أن «النقاش استمر في النقاط التي جرى تناولها سابقاً، وحصل تقدم واضح فيها، بما يفتح آفاقا امام نتائج تساعد على تثبيت الاستقرار الوطني». كذلك شدد المجتمعون، بحسب البيان على «حماية القرارات الوطنية التي تحصّن الساحة الداخلية، حيث جرى البحث في التطورات التي حصلت خلال الاسبوع الماضي امنياً وسياسياً، والتقويم الايجابي لانعكاسات الحوار الجاري عليها».
من جهة أخرى، وفي خطوة لافتة، استقبل رئيس «حزب الاتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد أمس، النائب السابق مصباح الأحدب. ورأى الأحدب أن «الزيارة للوزير مراد هي زيارة لصديق يملك صفة تمثيلية كبيرة في عمله السياسي».