Site icon IMLebanon

العدو كما أهل المقاومة: ترقّب للردّ الأكيد

الجميع في حال ترقب. وإذا كان العدو في قلق إزاء ما يتوقعه من رد فعل المقاومة على جريمة الاغتيال في القنيطرة السورية، أول من أمس، فإن جمهور المقاومة يعيش حالة ترقب. لكن الواضح أنها، أيضاً، حالة استعداد لتحمل المسؤولية إزاء ما يجب القيام به رداً وردعاً للعدو.

أمس، أمضى الجميع يوماً في متابعة تفاصيل الجريمة. جهات معنية عملت على التدقيق في تفاصيل التفاصيل. تحقيقات ضرورية تجرى الآن لفحص كل ملابسات حركة المقاومين قبل وصولهم الى النقطة التي تعرضوا فيها للقصف بالصواريخ. وهو فحص له وقته وأشكاله. وفي جانب مواز، ثمة فحص لنيات العدو من وراء هذه الضربة اللئيمة، وعن أي هدف كان يبحث، وإلى أي نتيجة كان يريد الوصول، وهل وصل فعلاً الى هدفه أم لا؟

وفيما كانت بيروت تشيّع الشهيد جهاد مغنية، ابن القائد العسكري الراحل عماد مغنية، وعائلات بقية الشهداء تنجز الترتيبات لتشييعهم اليوم في أكثر من منطقة، أعلنت طهران، رسمياً، استشهاد جنرال في الحرس الثوري خلال العدوان نفسه، قالت إنه كان مستشاراً عسكرياً لدى الحكومة السورية.

العدو بقي صامتاً على المستوى الرسمي. وتولت الرقابة العسكرية منع خروج أي معلومات من شأنها رفع سقف الاتهام. لكن وسائل الاعلام لم تكن قادرة على تجاهل حالة القلق التي تسود الاوساط السياسية والعسكرية والامنية. وكل النقاشات تركزت حول طبيعة الرد، لكن أياً منها لم يخرج بأي إضافة نوعية عمّا قيل في الساعات التي تلت الجريمة. إلا أن كثافة التعليقات، واستمرار ورود معلومات خاطئة على لسان المراسلين، دلّا على حالة من التوتر تعكس نقصاً في التقدير حول المرحلة المقبلة، وإن كان بعض الاصوات دعا الى ترقب ردّ حزب الله حتى يتبين حجم الحماقة التي ارتكبت.

وفيما لزم حزب الله الصمت، وتداول الجمهور أخباراً غير دقيقة عن مواقف ستصدر عن قيادة الحزب في الساعات المقبلة، فإن أي أمر لم يتقرر على هذا الصعيد. كما أن من الصعب، بل من غير المسبوق، أن يعرف الجمهور مسبقاً خطوات الحزب المقبلة. فكيف وطبيعة الجريمة تحتاج الى هدوء للتدقيق والتفكير في الخيارات المقبلة؟ غير أن الأمر المؤكد، كما بات واضحاً في صفوف الحزب وجمهوره، أن الرد آت، بل إن هناك من وصف اللحظة الراهنة بأنها تمثل «لحظة المنعطف».

ومع أن المقاومة بقيت مشغولة في تحضيرات وترتيبات خاصة بتشييع الشهداء وتقبّل التعازي في أكثر من مكان، إلا أن الجميع يتصرف على أساس أن «المقاومة غير ملزمة بإعطاء أي إشعار حول الوقت الذي تحتاج إليه لاتخاذ القرار» على حدّ قول معنيين قالوا إن «المقاومة ليست مضطرة إلى بحث أي اجتهادات من جانب العدو أو الآخرين. وهي تعرف أنها معنية برد يتناسب مع حجم الجريمة، ولها وحدها حق التقدير حول الكيفية والتوقيت».

وما رفع منسوب التوتر لدى العدو، إعلان طهران المباشر عن استشهاد ضابط إيراني كبير الى جانب مجاهدي المقاومة. وفي ذلك رسالة واضحة الى العدو بفتح صفحات جديدة في الحساب المفتوح مع إيران ومحور المقاومة. فكيف إذا أضيفت الى ذلك تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين عن حتمية ردّ المقاومة.

وسجلت أمس درجة أعلى من الاستنفار العسكري والامني عند العدو، شمل كل مناطق الجليل والحدود مع لبنان والجولان المحتل، إضافة الى إجراءات خاصة بسكان المستوطنات لمنعهم من القيام بتحركات تعرضهم لاحتمال الأسر من قبل المقاومة. وترافق ذلك مع نشاط ملحوظ لقوات «اليونيفيل» التي اهتم ضباط كبار فيها، أمس، بالسؤال نفسه: كيف وأين ستردّ المقاومة؟