IMLebanon

«آل البزّال»:»لن نرحم»!!

في الوقت الذي يتابع اللبنانيّون عنواناً عريضاً «وحدو لبنان بيحمينا» الذي يُظلّل الذكرى الخامسة والعشرين على اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوّض، وقع البيان التهديدي «الدموي» لشباب آل البزّال كصاعقة، أحرقت المشهد اللبناني كلّه، وأوّل ما أحرقت الجهد الذي يبذله أبناء الطائفة السُنيّة ليقنعوا أنفسهم بأن الحوار مع حزب الله خيارٌ صائب في هذه المرحلة، ثمّة «كلام» لم يعد التغاضي عنه مقبولاً تحت عنوان «التعاطف» مع أهالي العسكريين الرهائن في يدِ الإرهاب الذي يعصف بلبنان نصرة كان أو داعشاً، إذ لم يصدر عن أهالي العسكريين بيانات مشابهة ، ولا كلاماً بلغ حدّ التلويح بـ «مذبحة» لن تبقي ولا تذر من أهالي «عرسال» المفترض أنها بلدة لبنانيّة على الجيش اللبناني حمايتها، ومع هذا لم يصدر بيانٌ عن قيادته تطمئن أهالي عرسال بأنّ جيشهم كفيل بحمايتهم من بيان «وليعلم القاصي والداني نحن لن يكون بمنأى عن ثأرنا إذا ما أصاب علي البزال مكروه فلتعلموا أن أي شيخ أو امرأة أو رجل أو ولد من عرسال أو سوري الجنسية لن نرحم»!!

هل هذا هو المشهد الذي نكاد نقول أننا مقبلون عليه في بضعة أيام، وماذا لو قرّر شباب «آل» أهالي العسكريين الرهائن أن يصدر كل منهم بياناً يهدّد فيه بالثأر من طائفة أخرى إن وقع مكروهٌ لابنها، مع ملاحظة هنا،وبخشية كبيرة،للكلام الذي تناقلته الأخبار والصادر عن وزير في الحكومة، بأن يفاوض السُنّة عن العسكريين السُنّة والشيعة عن الشيعة والمسيحيين عن المسيحيين والدروز عن الدروز، أليس هذا الكلام شبيهٌ ببيان «شباب آل البزّال»، وهل الجيش مؤسسة وطنيّة أم «تجمّع طائفي ومذهبي»، وهل هناك حكومة الكلّ منضوٍ تحت سقفها، أم أن كلّ وزير «فاتح» حكومة على حسابه؟!

كيف نصدّق أنّ «وحدو لبنان بيحمينا» فيما لا يجد لبنان من «يحميه»، ولا يجد شعب لبنان من يحميه، ولا يجد أهالي عرسال من يحميهم من تهديدات «شباب آل البزّال»!! نحن أمام صمتٍ مريبٍ يكاد يُشبه اللحظة التي تسود قبيل انفجارٍ كبير، لا أحد يلوم أهالي العسكريين على محاولاتهم البائسة لإنقاذ أرواح أبنائهم، في قطع طريق أم في التصعيد في وجه الحكومة أو في إحراق الإطارات، كان الله في عون الأمهات والزوجات والآباء والأبناء، ولكن عندما تبلغ الأمور بعائلة جنديّ ـ هو كسائر رفاقه العسكريين مهددين بالذبح ـ أن تهدّد بتفجير السّلم الأهلي وإشعال حربٍ مذهبية كبرى ستحرق لبنان بمن وعلى من فيه!!

 هكذا كلام يخدم فقط «جبهة النصرة» التي تمعن في إشعال نيران المذاهب والطوائف، فإلى أين يأخذ «شباب آل البزال» لبنان، السكوت عن هذا البيان جريمة كبرى بحقّ لبنان وشعبه، وبحقّ الأبرياء من أهالي عرسال الذين خوطبوا بالتهديد:» إذا ما أصاب علي مكروه دمه برقبة صغيركم وكبيركم ولن نكون رحومين العين بالعين والسن السن وعلي دمه غالي ولتعلموا أن عرسال كلها بصغيرها وكبيرها هي هدفنا»، وأمام هذا الصمت المريب نودّ أن نسال مجدداً: «هل ما زال الحوار «نافعاً» في الحالة اللبنانيّة الشبيهة بموتٍ سريريّ، و إلى أي مدى سيكون الحوار بين المستقبل وحزب الله مجدياً، والسؤال الحقيقي هنا : على ماذا سيتحاور تيار المستقبل مع حزب الله؟! «،هل سيتحاور الفريقان لـ «لتنفيس الاحتقان المذهبي»؟! أم لحماية عرسال من شباب آل البزّال؟ ونتساءل:لو لم يكن شباب آل البزّال يتّكلون على أنّهم من «الطائفة الشيعيّة المسلّحة» وبما يفوق قدرة الدولة، هل كانوا ليرفعوا عقيرة التهديد والوعيد ضد قرية لبنانيّة من «الطائفة السُنيّة العزلاء»؟! بالتأكيد لا، ولم يكونوا ليتجرأوا على تهديد من هذا العيار،  وبالتأكيد لسبب آخر، أن أبناء الاستقواء بسلاح حزب الله يعرفون أنهم فوق القانون، وفوق الدولة وفوق الجيش أيضاً!!