Site icon IMLebanon

اللقاء الاقتصادي – العمالي يتعهد بمقاومة العجز السياسي والسلوك الانتحاري

صرخة قطاع الانتاج، من هيئات اقتصادية ونقابات ومهن حرة، دوّت امس بكل قوة، رافضة الاستهتار السياسي بمصلحة الوطن والمواطن. ولكن الصرخة ارفقت بتحذير من ان هذه الحال الاعتراضية كرة ثلج ستكبر وقد تكون نهايتها انتفاضة.

ففي لقاء جامع، ضمّ ممثلي المجتمع المنتج بكل أطيافه، أُطلق نداء 25 حزيران: لقرار ضدّ الإنتحار وحمل صرخة موجعة من الواقع الأليم، ودعوة صريحة للسياسيين إلى التغيير، وإعلاناً مختصراً إنتخبوا رئيسا وخلاصة مفيدة لم نعد نحتمل، أنقذونا وأنقذوا لبنان.

النداء

وجاء في نص النداء: إن القوى المجتمعةً ترفض الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام للتلاشي والموت البطيء، ولأنها المؤتمنة على لقمة العيش وعلى مفاصل الاقتصاد والنموّ فهي تعاهد الجميع على مقاومة سلوك النحر والانتحار والانتظار وتدعو اللبنانيين إلى مؤازرتها في الضغط لإعادة إحياء المؤسسات وفي مُقدَّمِها رئاسة الجمهورية وبالتالي دورة الحياة الطبيعية. إن المراوَحة تعني التراجُع القاتل، فلنكمِل مسيرة الحياة ثمّ نبدأ التحسين والتطوير والتقدّم. فلنكتب تاريخنا كي لا يكتبَنا التاريخ.

وتحدث في هذه المناسبة الوطنية على التوالي: النائب روبير فاضل، رئيس جمعية تراخيص الإمتياز شارل عربيد، رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، رئيس الإتحاد العمالي العام غسان غصن، نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، رئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، نقيب الأطباء في بيروت أنطوان البستاني، الأميرة حياة إرسلان، رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل، نقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نقيب الصيادلة ربيع حسونة، ورئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر.

وطن اشباح

وقال النائب فاضل في كلمته: خلافاتنا وحصصنا ومَحاوِرنا أهم من الاهتمام ب ٥،١ ملايين لاجئ أو ب ٧٠ مليار دولار دين، أو مئات آلاف مَن هم على طريق الهجرة حتى أصبحنا نسأل: مَن سيبقى في لبنان غير السياسيين، ملوك على وطن أشباح أفرغوه من طاقاته وطموحاته وقيَمه.

وأورد شقير في كلمته احصاءات جاء فيها: ان معدل البطالة بلغ ٢٥%، وعند الشباب تجاوز ال٣٥%، وفرص العمل معدومة، والفقر والعوز يضرب عائلاتنا ويضيع شبابنا، ويجعلهم عرضة للذهاب باتجاه الجريمة والارهاب. نقول ذلك، لأن الاقتصاد الوطني يترنح، والقطاعات تصرخ، وآلاف المؤسسات تقفل، فيما آلاف أخرى تصارع من أجل البقاء.

أما شماس فقال: أقول للطبقة السياسية لا تستسهلوا هذه الحال الإعتراضية التي ترونها اليوم، لأنها كرة ثلج ستكبر بدايتها نداء، وقد تكون نهايتها إنتفاضة… والله أعلم.

الازمة الحكومية

وحتى امس لم يكن احد قد سمع الصرخة اذ ان لا بوادر حلحلة حتى الساعة في أفق الازمة الحكومية التي أكملت اسبوعها الثالث في انتظار مؤشر جدول الاعمال الذي يفترض في حال اقرار عقد جلسة الاسبوع المقبل ان يوزع اليوم او غدا على ابعد تقدير.

اما الاتصالات والمساعي التي يتولاها رئيسا الحكومة ومجلس النواب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فما زالت تصطدم بربط التيار الوطني الحر المدعوم من حزب الله عقد اي جلسة لمجلس الوزراء بمطلب انجاز سلة التعيينات الامنية، وكل صيغ التسويات التي تعرض تسقط امام تمسك الرابية بمواقفها. وردت مصادر قريبة من الرئيس بري على سؤال للوكالة المركزية عن امكان الوصول الى حل بالقول كلما عالجنا ثغرة بانت ثغرات.

من جهته اوضح عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت ان الاتصالات التي اجراها الرئيس تمام سلام لاعادة تفعيل الحكومة كانت متّجهة الى حلّ الازمة، لكن تصعيد العماد ميشال عون امس الاول وكلام وزير الخارجية جبران باسيل بعد لقائه الرئيس نبيه بري افشلا المساعي، مشيراً الى نيّة واضحة بالتعطيل من قبل التيار الوطني الحر وحزب الله. وقال ان الوزير محمد فنيش ابلغ الرئيس سلام بعد لقائه امس ان حزب الله لا يريد التحدّث بالموضوع الحكومي خلال شهر رمضان.

في المقابل، أعلن وزير العمل سجعان قزّي أنّ سلام يتجه الى الدعوة لمجلس الوزراء لكنه لم يحدد بعد الساعة ولا اليوم في انتظار بعض الإتصالات التي سيجريها في خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وأوضح بعد لقائه سلام، أنّ الاخير سيعقد إجتماعات مع بعض المكونات المعنية بانطلاقة الجلسات الوزارية وعلى ضوء ذلك يتخذ القرار المناسب.