IMLebanon

توتر داخل الحكومة بعد تصاعد الحملات المتبادلة

بعد ايام من الجمود والاسترخاء السياسي بفعل عطلة الفصح المجيد وانعدام النشاطات واللقاءات، جاءت الحملة الجديدة على السعودية التي شنها الامين العام ل حزب الله السيد حسن نصر الله عبر قناة الاخبارية السورية، ونقلها تلفزيون لبنان مباشرة عنها، لتشكل الصاعق الذي أشاع أجواء التوتر على الساحة السياسية ودفع الى مواقف حادة واتهامات.

ورغم ان الايام القليلة الماضية حفلت بزيارات لملك اسبانيا ومسؤول اميركي وموفد ايراني، الا انها لم تستطع احتواء الأمر، في حين تصاعدت ردات الفعل وسط حرج حكومي مما حصل.

وكان ابرز الردود للرئيس سعد الحريري الذي أسف لاستخدام مواقع الدولة اللبنانية ومنابرها للنيل من دولة عربية شقيقة والتطاول على السعودية ورموزها ودورها اسوة بما تفعله الابواق المشبوهة وبعض الصحف الصفراء التي تريد للبنان ان يقع في شرك العداء لاشقائه العرب كرمى لعيون ايران وسياستها في المنطقة. وقال ان الصمت في هذا المجال غير جائز وغير مبرر ازاء حفلة الشتائم التي خصصتها الاخبارية الرسمية السورية قبل يومين من خلال المقابلة السيئة الذكر مع الامين العام لحزب الله.

واعتبر في بيان شديد اللهجة انه غير مقبول ان تكون بعض منابرنا شريكة لمنابر السفاح بشار الاسد في الاساءة لدولة لم ير منها اللبنانيون سوى الخير، ولم يسمعوا من مسؤوليها سوى الكلمة الطيبة. ولم يعرفوا عنها سوى اسهامها في انهاء الحرب الاهلية، ووقوفها الى جانبهم في مواجهة الاثار المدمرة للحروب. ولن يكون في مقدور الابواق المسمومة ان تغير من هذه الحقيقة.

هذا التوتر السياسي انعكس على الوضع الحكومي حيث بدا الحرج واضحا، وسط تخبط في معالجة الأمر.

وقد قال السفير السعودي عسيري امس انه تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الاعلام رمزي جريج اعرب فيه عن اعتذاره لما تخللته المقابلة التي نقلها تلفزيون لبنان الرسمي مع الامين العام لحزب الله، من اساءة الى المملكة ومواقف لا تعبر عن الاعلام اللبناني الرسمي.

وأضاف ان الوزير أكد حرص المؤسسات الاعلامية اللبنانية الرسمية على تقدير السعودية واحترام قيادتها ومسؤوليها، ووعد باجراء تحقيق داخلي لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور.

أما وزير الاعلام فقال في اتصال مع قناة LBC انه بعدما أُبلغ ان الحكومة السعودية مستاءة من نقل تلفزيون لبنان المقابلة، اتصل بالسفير السعودي باسمه الشخصي لا باسم الحكومة اللبنانية. وقال جريج الأسف هو نوع من الاعتذار، ولكن باسمي الشخصي، وكوزير اعلام وكوزير وصاية لتلفزيون لبنان باعتبار ان تلفزيون لبنان مملوك من الدولة اللبنانية.

ورفض جريج الحديث عن الصلاحيات في مسألة الاعتذار من سفير بلد معيّن. وقال: وجّهوا السؤال لوزير الخارجية اذا كان لديه اعتراض على هذا الأمر. أنا اتصلت بصورة شخصية وقلت للسفير آسف لسوء التفاهم هذا.

… في المقابل رد حزب الله في تصريح لمسؤول العلاقات الاعلامية الحاج محمد عفيف معتبرا ان ما قام به تلفزيون لبنان ليس سوى خطوة صغيرة على الطريق الصحيح ليكون وسيلة اعلام متوازنة وعادلة تمثل الدولة والمجتمع اللبناني بمكوناته واتجاهاته.

وذكّر عفيف بأن تلفزيون لبنان سبق له ان عرض مقابلات لشخصيات أخرى مع وسائل اعلام متنوعة ومن بينها مقابلة للحريري مع قناة CNN.