IMLebanon

ازمة الحكومة بين حلحلة وزارية… وحملة خطابية من عون

رغم التصعيد الكلامي في موضوعي عرسال والتعيينات الامنية الذي طغى على الجو السياسي في اليومين الماضيين، الا ان جلسة مجلس الوزراء اليوم، يبدو انها لن تكون حاسمة او متفجرة بعدما نشطت الاتصالات وطرحت المخارج، واستبعدت معظم القوى السياسية انهيار الحكومة. وتحدث وزراء عن بقاء الحكومة رغم الحملات العنيفة عليها.

ففي ملف عرسال الذي شهد تصعيدا ملفتا، فان مواقف نواب ومسؤولي حزب الله كانت عالية النبرة، وكان ابرزها تصريح للنائب محمد رعد قال فيه ان هؤلاء المتأنّقين المتزيّنين الذين يظهرون علينا في مظهر الاعتدال، يخفون في أكمامهم السكاكين والاسلحة التي يمثلها الارهاب التكفيري، فيحرّضونهم ضدنا لتحقيق مكاسب من خلالهم على حساب كل شركائهم في الوطن. هذا الشيطان الذي يستعين به المعتدلون السياسيون الواهمون، اول من سيتصدى لهم بعد ان يهزم مواطن القوة في شعبنا وفي بلدنا.

وجاء الرد من الوزير أشرف ريفي الذي دعا حزب الله إلى الكف عن الرهان على المشروع التفتيتي الذي بدأ ينهار والعودة إلى الدولة اللبنانية والمؤسسات الشرعية، وقال ان أهالي عرسال ليسوا بحاجة إلى فحص دم، مشيراً إلى أنه واهم من يعتقد أننا نقبل أي تطاول على عرسال، فهي خط أحمر، ولن نتهاون في حمايتها.

تشكيل لواء القلعة

وقد تحركت العشائر في بعلبك – الهرمل واعلنت انها لن تقبل ببقاء اي تكفيري في عرسال. واعلن عن تشكيل لواء القلعة للتحرك عند الضرورة.

اما في ملف التعيينات، فيبدو ان الممر الالزامي الذي وضعه تيار المستقبل للتعيين في قيادة الجيش والمتمثل بانتخاب رئيس جمهورية اولا، يحول دون الاتفاق على سلة التعيينات الامنية التي يطرحها العماد ميشال عون ويتوعد اذا لم يتم الاخذ بها. والخيار الاكثر ترجيحا يقضي بارجاء تسريح مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص اربعة اشهر ليتزامن مع موعد احالة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى التقاعد ليبت آنذاك بالمنصبين معا.

واوضح وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج ان لا جديد بالنسبة لجلسة مجلس الوزراء اليوم الاثنين، اذ ان الاجواء لا تزال مُشابهة لتلك التي كانت سائدة في جلسة الخميس الماضي، ولفت الى ان طبخة التعيينات الامنية تُطبخ خارج مجلس الوزراء.

ولم تستعبد مصادر وزارية ان يُعتمد كمخرج اقتراح وزير الداخلية نهاد المشنوق بتمديد ولاية اللواء بصبوص حتى ايلول المقبل ليتزامن مع استحقاق قيادة الجيش، مؤكدا ان لا مصلحة لاي طرف بتطيير الحكومة على رغم كل الخطابات التي نسمعها في هذا الشأن.

عون يهاجم الحكومة

وامس واصل العماد عون حملته على الحكومة وقال: الحكومة اليوم لا تزال تتفرج وترفض منح الجيش المبادرة لتحرير الجرود من المسلحين. ولكن إلى متى ستظل رافضة وسيبقى الجيش منتظرا هناك؟ الجيش الذي لا يتحرك ينكسر في الحرب لأنه لا يقوم بشيء لكي يربح. لذلك فإن لم يستعمل الجيش يصبح كسكين المطبخ الصدئ والمهترئ بسبب قلة الاستعمال.

وقال: في مراجعة موجزة لأعمال الحكومات اللبنانية المتتالية والأخطاء المتمادية في هذه الأزمة التي نمر بها اليوم، نشعر وكأن هذا الأمر مقصود كي تكبر هذه الأزمة وتشكل خطرا أمنيا وإقتصاديا وصولا إلى إمكانية تأثير هذا الخطر على إستقلال وسيادة لبنان.

سلام الى السعودية

الى ذلك، يتوجه رئيس الحكومة تمام سلام الثلثاء المقبل الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية هي الاولى له كرئيس مجلس وزراء، علما انه زار المملكة لتقديم واجب العزاء بالعاهل الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وزيارة اليوم كانت مطروحة وفق المعلومات الشهر الماضي الا ان التطورات الدرامتيكية في اليمن وما اعقبها وانشغال القادة السعوديين ب عاصفة الحزم حال دون اتمامها.

ورأى السفير السعودي علي عواض عسيري، أن زيارة سلام، للسعودية تأتي في ظروف ومستجدات إقليمية صعبة، تعكس مدى أهمية استمرار التشاور بين قيادات البلدين الشقيقين، وتبادل الآراء والأفكار لا سيما في هذه المرحلة التي تشهدها المنطقة.

وذكر أن سلام سيلتقي خلال الزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز، وكبار المسؤولين السعوديين، لتقديم الشكر باسم الدولة اللبنانية على الهبة التي قدمتها المملكة للجيش اللبناني والتي بدأت دفعات منها بالوصول، إضافة إلى المواقف الأخوية التي تتخذها قيادة المملكة تجاه لبنان وشعبه الشقيق على كافة الصعد.

وأشار إلى ان الوزراء الذين سيرافقون سلام ضمن الوفد الرسمي، سيلتقون نظراءهم في المملكة بما يتيح الفرصة لتعزيز التواصل بين الوزارات في كلا البلدين، ويعود بالنفع على العلاقات المؤسساتية والإسهام في تسهيل أمور المواطنين.

أضاف: وستشكل الزيارة مناسبة لتأكيد قيادة المملكة على متانة العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الدولتين والشعبين الشقيقين، وعلى دعم الحكومة اللبنانية وكافة مؤسسات الدولة وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، حيث تحث المملكة كافة القوى السياسية اللبنانية على التوافق وانتخاب رئيس جديد في أقرب فرصة ممكنة، إضافة إلى تفعيل الحوار الداخلي، وتغليب المصلحة العليا للبنان على كافة المصالح عبر إبعاده عن التوترات المحيطة به، وتهدئة الساحة الداخلية وعدم استجلاب مواضيع خلافية خارجية لا علاقة للبنان بها.