شكلت زيارة الرئيس تمام سلام الى وزارة الدفاع امس، خطوة دعم للجيش وقيادته في ظل التوترات السياسية القائمة، دعوة الى السياسيين لترك الجيش يقوم بدوره من خلال تأكيد رئيس الحكومة ان الجيش يعرف كيف يتحرك ويعرف كيف يحمي الوطن.
ومن غرفة العمليات حيث استمع الى شرح مفصل حول مناطق انتشار الوحدات العسكرية على الحدود الشرقية وخصوصاً في منطقة عرسال ومحيطها، أشاد سلام بأداء الجيش اللبناني وكفاءته وبحكمة قيادته في التعامل مع المخاطر التي تواجهها البلاد، مؤكداً دعم الحكومة الواضح والصريح للجيش.
واذ أعلن ان الجيش ميدانيأ يعرف كيف يتحرك ويعرف كيف يحمي الوطن، ويستخدم كل قدراته لتحصين الحدود، قال نسعى في الحكومة لنوفر له كل التسليح المطلوب، خصوصاً السلاح الحديث الذي يساعده على حماية هذه الحدود، مشيرا الى مناخ داخل المؤسسة العسكرية، وطني ووحدوي لا يعرف لا طائفة ولا مذهب ولا فئة، يعرف فقط مهمة وطنية يقوم بها، وهذه من أقوى الأسلحة التي يتحلى بها الجيش اللبناني، ويعود ذلك الى قيادة حكيمة قادرة على حفظ المؤسسة على الرغم من كل الصراع السياسي في البلد والتجاذبات القائمة.
وشدد رئيس الحكومة على ابعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية.
زيارة مقبل لبري
وزيارة رئيس الحكومة الى اليرزة استتبعت بأخرى مباشرة لوزير الدفاع سمير مقبل الى عين التينة، لم يكشف النقاب عن مضمونها، غير انها على ما يبدو غير بعيدة عن مشاريع الحلول الجاري العمل عليها سريعا في ما يتصل بالتعيينات الامنية التي تقف حجر عثرة في طريق العمل الحكومي.
وقالت مصادر عين التينة ان زيارة مقبل الى الرئيس بري تندرج في اطار المساعي التي يبذلها الاخير لتحريك المياه الراكدة على المستويين الرئاسي والعسكري. وانه لا يترك مناسبة الا ويستثمرها من اجل الوصول الى تفاهمات حول الملفات العالقة وفي مقدمها ملف التعيينات العسكرية، علّه ومن خلال تحقيق خرق ما في الجدار القائم بين الفرقاء، يمكن الولوج الى ايجاد مخرج يمنع المضي في التعطيل الذي ينسحب على المؤسسات الدستورية كافة.
اضافت ان بري شدد على وجوب التفهم والتفاهم كاطار للانطلاق الى المعالجة وتمنى تجاوب الفرقاء المعنيين مع ما يبذل لتقريب وجهات النظر لان التمترس وراء شعارات وطروحات لا يفيد، خصوصا في ظل المتغيرات على مستوى المنطقة وتحديدا في الدول المجاورة.
مسعى جدي
وفي اطار الاتصالات الجارية، قال الوزير بطرس حرب بعد لقائه الرئيس نبيه بري: اعتقد ان مسعى سريعا وجديا سيحصل لإيجاد حل لقضية صمود مجلس الوزراء، لأنه من غير الجائز ان نعطله في الوقت الذي يواجه لبنان والمنطقة ازمات كبيرة. واعتقد ايضا انه بالفترة القريبة المقبلة يجب ان يكون لمجلس الوزراء قدرة على الاجتماع وعلى متابعة تحمل مسؤولياته في هذه الظروف الصعبة. بالاضافة الى ذلك فان مجلس النواب بالنظر الى القضايا الملحة والضرورية والتي لا يمكن تأجيلها علينا ان نجد طريقة لينعقد المجلس من اجل ان يمارس دوره في تلافي اضرار كبيرة بحق لبنان في حال لم ينعقد. وقد بحثنا في هذا الاطار الوسائل التي يمكن اعتمادها لفتح دورة استثنائية كما قلت بالنظر للضرورة الملحة التي تستدعيها الظروف الحالية.