IMLebanon

الحكومة مهددة بالتحول الى تصريف الاعمال… وتترك النفايات بالشوارع

عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، عممت المصادر الحكومية اجواء متشائمة ولوحت بخطوات قد تعني شل الحكومة في حال استمرت محاولات فرض المواقف.

وقد حاولت هذه المصادر الايحاء بأن الحكومة مستهدفة في ملف المطامر وليس المواطنون المحاصرون بتلال النفايات والمعرضون لشتى انواع الامراض نتيجة تقصير الحكومة ومناكفات السياسيين.

وقد عكس زوار السراي الحكومي امس اجواء قاتمة في ما يتصل بجلسة اليوم وانزعاج الرئيس تمام سلام مما آلت اليه الاوضاع، ونقلوا عنه انفتاحه على كل الحلول المنطقية وعدم استعداده للدخول في مواجهات ومناكفات سياسية مع اي فريق او تسجيل انتصارات على هذا الطرف او ذاك. الا انه في الوقت نفسه لن يقبل بالدفع نحو تعطيل مؤسسة مجلس الوزراء. كما نقل عنه هؤلاء قوله لا تحرجوني لئلا تخرجوني.

تصريف اعمال

وقد اعرب الوزير رشيد درباس عن تشاؤمه ازاء جلسة مجلس الوزراء اليوم، قائلا توقعاتي غير مشوبة بالتفاؤل ولا ارى بصيص نور ولا احساسا بالمسؤولية. وذكّر ان سلام سبق ونبه الجميع في الحكومة بأن لا توصلوني الى الخط الاحمر، معتبرا ان جلسة اليوم ستكون مفصلية الى حد ما على هذا الصعيد، اذ لا يمكن ان نقبل بأن يجتمع مجلس الوزراء كي لا يفعل شيئا، وان يبقى مرهونا بارداة بعض الاطراف، مضيفا الجلسات مرهونة بارادة رئيس الحكومة وعندما يلمس اصرارا على التعطيل، سيعلن ان الحكومة تحولت الى تصريف الاعمال.

ورجح درباس الا تبحث جلسة اليوم في ملف النفايات بسبب اصرار البعض على اولوية بت آلية العمل، وقال سمعنا منهم ان لا كارثة نفايات وعلى وزير البيئة فقط تحمل مسؤولياته. هم لا يرون لا النفايات ولا التدهور الاقتصادي ولا الاخطار المحدقة، فماذا يرون؟ ارتضينا فقدانهم حاسة النظر، لكن يبدو انهم فقدوا ايضا حاسة الشم!

من جهته، قال الوزير نبيل دو فريج أن ملف النفايات غير مطروح على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته اليوم، مبدياً خشيته من ألا يطول صبر رئيس الحكومة ويبادر الى اتخاذ قرار في وجه من يعطّل العمل الحكومي، من المؤكد انه لن يكون في مصلحة البلاد.

ولكن وزير الداخلية نهاد المشنوق قال من باريس ان سلام ليس في وارد الاستقالة، وهو يتحمل مسؤولياته حتى آخر دقيقة، والكلام عن استقالته غير صحيح ولا يشبه الرئيس سلام.

منعطف خطر

وقالت مصادر تيار المستقبل نقلا عن اوساط وزارية ان استحقاق جلسة اليوم سيشكل منعطفا خطرا في عمل الحكومة، خصوصا وان سلام سيضع الوزراء امام مسؤولياتهم الوطنية، وسيدعو الجميع الى الخروج من المصالح الضيقة والتعامل مع القضايا بروح المسؤولية الوطنية.

اما مصادر عين التينة فقالت ان النفايات وحّدت المشهد في البلد فلا فرق بين شارع وشارع، ولا حي في بيروت عن حي في الضاحية او جبل لبنان. هكذا هي الازمات توحد اللبنانيين، لكن لا حلول ظهرت لا في السياسة ولا حول النفايات.

واضافت ان الحكومة التي تجتمع غدا اليوم بدت محاصرة كما الشوارع، بجبال نفايات وروائح كريهة. المعالجات المطروحة ترقيع بترقيع، مواطن يحاول القضاء على الحشرات والروائح بالحرق فتزداد المخاطر على صحة الناس، والبلديات تحاول ايجاد حلول جزئية كالطلب من المواطنين الفرز، لكن كل هذا الترقيع لا يغني عن مبادرة الدولة لاتخاذ قرار سريع فعال.

وفي ملف النفايات الذي استحوذ على حيز واسع من الاهتمام السياسي، اقترح رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن تتسلم الدولة ملف النفايات في شكل مباشر ومؤقت، وتحدد نسبة الطمر وتشرف مباشرة على عمل الشركات، وهاجم شركة سوكلين رابطا بين التمديد لعملها وازمة النفايات وقال: حان وقت المحاسبة الشعبية لهذه الشركة التي تأخذ لبنان رهينة منذ اكثر من 20 عاما.