فيما تشهد الحركة السياسية جمودا كاملا خرقه اليوم لقاء بين الرئيسين سعد الحريري والبطريرك الراعي في روما، تركزت الاهتمامات امس على الوضع الامني حيث سجلت عدة حوادث بدءا من الاعتداءات على الجيش وانتهاء بالقصف الذي استهدف من الجانب السوري قرى لبنانية في عكار.
وآخر الحوادث كان ليل امس عندما ألقى مجهول قنبلة باتجاه مركز للجيش في محلة المئتين بطرابلس، فاصابت الجدار الخارجي للمركز، ولم يسفر الاعتداء عن اي اصابة. ولاحقا قالت الوكالة الوطنية للاعلام، ان وحدات من الجيش أقفلت عددا من الشوارع في محيط منطقة التبانة، لا سيما: الريفا، طلعة العمري، البقار ومشروع الحريري.
وكان سجل تبادل لاطلاق النار مع دورية للجيش اللبناني كانت تقوم بدهم تجمعات للنازحين السوريين في خراج بلدة عيدمون – عكار. وقالت قيادة الجيش انه أثناء قيام قوى من الجيش في منطقة عيدمون – عكار بدهم مكان عدد من المطلوبين لقيامهم بأعمال مخلة بالأمن، أقدم المدعو فؤاد صلاح الدين العرعور من التابعية السورية على شهر قنبلة يدوية على عناصر الجيش، الذين أطلقوا النار باتجاهه ما أدى الى مقتله. كما تم توقيف السوريين: مصطفى عبد الكريم علي وابراهيم حسين العباس اللذين كانا برفقته وضبطت بحوزتهما قنبلتين يدويتين. تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة لإجراء اللازم.
وكانت قرى وبلدات عكارية فوجئت بقصف ليلي طاول المنازل والبيوت وألحق اضرارا جسيمة في الممتلكات، وحالة رعب دفعت الاهالي على النزوح ليعودوا من الصباح ويشهدوا على خسائر وآثار قصف.
فقد ادى القصف المدفعي وبالرشاشات والدبابات الى اصابة منزلي الجندي محمد برهان والمواطن عبد الرحمن الزعبي في بلدة عمار البيكات، كما سقطت قذائف في خراج بلدات حكر جندين والعبودية.
اجتماع نواب طرابلس
وازاء الوضع المتوتر في طرابلس عقد في منزل النائب سمير الجسر مساء امس اجتماع ضم وزير العدل اشرف ريفي والنائبين محمد كبارة وبدر ونوس ومنسق تيار المستقبل مصطفى علوش ومستشار الرئيس الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة.
واذاع المجتمعون بيانا قالوا فيه:
أولا: توقف المجتمعون عند تكرار الاعتداءات المشبوهة على العسكريين في طرابلس وعكار، ورأوا فيها اعتداء على الوطن وأمنه وعلى المؤسسة الأمنية الأم، ومحاولة لاشعال نار الفتنة والايقاع بين الجيش وأهل المدينة.
وإذ يشجب المجتمعون هذه الاعتداءات ويدينونها، فإنهم يؤكدون على تضامن أهل المدينة مع أبنائهم في كل المؤسسات العسكرية من جيش وقوى أمن داخلي وكافة الأسلاك الأخرى، أولئك الذين يسهرون على أمن الوطن والناس وعلى استقرار البلد.
ثانيا: استوقف المجتمعون ما تناقلته وسائل الاعلام من تضخيم للأوضاع الأمنية في طرابلس، أو تلك التي تبالغ في الكلام عن وجود خلايا ارهابية والدعوات لاعلان حالة الطوارئ، مما اشاع المخاوف لدى الناس داخل المدينة وخارجها، وأعاد للناس الأجواء التي كانت تمهد لجولات الاقتتال قبل تنفيذ الخطة الأمنية.
– ان المجتمعين ومن باب حرصهم على المدينة وبكل مسؤولية وبدون الاستخفاف بأي خلل أمني، يؤكدون ما يلي:
– ان معالجة وجود الخلايا الارهابية لا يكون بالاعلام بل يكون بالأمن الوقائي وبالتدابير التي تتناول هذه الظاهرة بالنتيجة أو بالأسباب.
– ان الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة، كانت كافية لاعادة الهدوء والأمن الى كامل المدينة في خلال ساعات، وهي بذاتها كافية لمعالجة التعامل مع مربع أمني او جزء من المدينة من دون حاجة لاعلان حالة الطوارئ بما يرافقها من تدابير استثنائية تطاول الحياة السياسية والحريات العامة.
– ان الجهود التي بذلها أبناء طرابلس، وبخاصة فاعليات التبانة، من أجل ارساء الأمن وتجنيب المدينة الصدمات، يجب ان تكون محط تقدير من كل شريف ووطني.