احزاب سياسية تهدد بالانضمام الى حركة الاحتجاج… ووزراء يحذرون من سقوط الحكومة
حتى منتصف ليل امس كانت الاعتصامات مستمرة في وسط بيروت مع تسجيل مناوشات مع القوى الامنية على اثر مواجهات عنيفة اوقعت اكثر من ٧٠ جريحا من الطرفين. وقد اتهمت قوى الامن مندسين باثارة الشغب، في حين هددت احزاب سياسية بالانضمام الى حركة الاحتجاج وسط تحذيرات من وزراء بسقوط الحكومة.
وقد اعلنت قوى الامن ان عدد جرحاها بلغ ٣٦ عنصرا احدهم اصابته خطرة، وذلك نتيجة تعرضهم للرشق بالحجارة وغيرها من الادوات من قبل المشاغبين، وقد نقلوا من قبل الصليب الاحمر الى عدد من مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج.
واعلن الصليب الاحمر ان مسعفيه نقلوا ٣٠ اصابة من القوى الامنية والمتظاهرين الى المستشفيات.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان ساحة رياض الصلح، خلت ليلا من الناشطين الذين انسحبوا الى ساحة الشهداء، في حين بقي عدد من مثيري الشغب يخوضون مواجهات وعمليات كر وفر مع القوى الامنية.
وذكرت الوكالة ان مثيري الشغب صعدوا من اعتداءاتهم وعمدوا الى افتعال حرائق عدة والضغط على الاسلاك الشائكة التي تفصلهم عن القوى الامنية.
واكدت حملة طلعت ريحتكم دعوتها للخروج من الشارع، والعودة الى التظاهر عند السادسة من مساء اليوم.
مواقف سياسية
وقد عقد الرئيس تمام سلام ظهر امس مؤتمرا صحافيا قال فيه للمعتصمين: هل تعرفون أننا مقبلون في الشهر المقبل في ظل غياب القرارات على إيقاف قسم كبير من رواتب العاملين والموظفين في الدولة وفي القطاع العام؟. وتساءل من المسؤول عن ذلك؟ المسؤول عن ذلك غياب قدرة مجلس الوزراء على اتخاذ القرارات اللازمة.
أضاف هل تعرفون أننا نحن مقبلون على وضع مالي في ظل عدم استطاعتنا على إصدار سندات وعلى خدمة ديننا قد يذهب بلبنان إلى تصنيفه من الدول الفاشلة؟ هل الكل يعلم أن هذه الأمور التي حرصت على وضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء الاسبوع المقبل إذا لم تقر أو إذا لم يتخذ فيها القرار المناسب ستزيد الأمور سوءا وسيزيد الانهيار؟
ومضى يقول أنا بصراحة لست ولن أقبل أن أكون شريكا بهذا الانهيار. فليتحمل كل المسؤولين والقوى السياسية مسؤولياتهم في إشارة إلى استقالة محتملة كان قد لوح بها قبل ثلاثة أسابيع.
بدوره أكد الرئيس سعد الحريري دعمه لموقف سلام، ودعوته الصريحة لتفعيل عمل الحكومة، ومعالجة الاستحقاقات الداهمة وفي مقدمها مشكلة النفايات.
ودان الحريري اي شكل من أشكال الإفراط الأمني في مواجهة التظاهرات السلمية، منبها من محاولات استدراج البلاد الى الفوضى والمجهول.
ورد العماد عون على سلام قائلا: نؤكد ان مؤتمر العجز المقيم وكلام الاحتواء العقيم ومحاولة الابتزاز المهين لن يمر دون رد مناسب في مجلس الوزراء وخارجه بخاصة على مستوى الشعب صاحب السيادة، ومصدر كل سلطة والذي منعه فريق الاكثرية الحكومية من اي محاسبة منذ الغاء حقه في الانتخاب الديموقراطي والدستوري. والشعب هو المدعو الى التعبير عن حقيقة تطلعاته في كل مجال وساحة.
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لقد آلمتنا كثيرا طريقة قمع الشباب المتظاهرين سلميا في العاصمة بيروت، لحل مشكل النفايات، التي أصبحت وصمة عار على جبين المسؤولين السياسيين، الآخذين بالإستهتار بشؤون البلاد والمواطنين.
وتوجه إلى المسؤولين السياسيين بالقول: هذه الفوضى العارمة على كل صعيد من دون أي مساءلة ومحاسبة، إنما هي نتيجة واضحة لامتناعكم عن انتخاب رئيس للجمهورية، بالتالي بغية منع قيام الدولة القادرة بمؤسساتها، التي من شأنها أن تحفظ للشعب حقوقه، وأن تضع حدا لجشع المستأثرين بمقدرات الدولة، لذلك دينونتكم عند الله والتاريخ عظيمة.