استمرت التظاهرات في ساحة رياض الصلح مساء امس بعد ازالة الجدار الذي كان اقيم امس الاول وبعد قرار مجلس الوزراء الغاء مناقصة النفايات. وقد امتدت حركة الاحتجاج الشعبي من بيروت الى الشمال والبقاع رفضا لقرار مجلس الوزراء امس باقامة مطمر في عكار.
وقد رافق الاعتصامات في بيروت مساء امس اعمال شغب حيث جرى تحطيم واجهات بعض المحال في شارع المصارف وتكسير لوحات اعلانية. كما ادى التراشق العشوائي بالحجارة الى سقوط ٣ جرحى.
وقد القى بعض المعتصمين مفرقعات باتجاه القوى الامنية واشعلوا الشريط الشائك ببعض الاقمشة والحواجز البلاستيكية.
واعلنت اللجنة المنظمة للتحرك الشعبي انها غير مسؤولة عن اي احد من المشاركين بعد الساعة التاسعة مساء في وسط بيروت.
رفض مطمر عكار
وقد شارك في التجمع انصار اتحاد الشباب الديمقراطي وحركة الشعب وناشطون مدنيون في اطار حملة بدنا نحاسب، رافعين الاعلام اللبنانية ولافتات تعبر عن غضبهم واستيائهم من اداء الحكومة تجاه العديد من الملفات، مرددين هتافات تطالب ب الثورة على الفساد.
وقد رفض المتظاهرون الحل القاضي بإقامة مطمر للنفايات في عكار، مؤكدين أنهم سيرفضونه بكل الوسائل.
وافادت حملة عكار منّا مزبلة التي تشارك في الاعتصام، ان التحرك عفوي ولن يقبلوا بمعادلة النفايات مقابل الاعتمادات، وان تحركاتهم لن تتحول الى اعمال شغب.
بيان
وصدر بيان عن المتظاهرين اعلنوا فيه ان الفساد هو اصل كل المشاكل والازمات. بالفساد نهبوا الدولة ونهبوا الوطن ونهبوا الشعب، بالفساد جوعونا وجوعوا اطفالنا. صبرنا على الضيم، صبرنا طويلا على الجوع والظلم والحرمان، واليوم بدنا نحاسب. بدنا نحاسب اللصوص والنهابين، بدنا نحاسب كل واحد من هذه الطبقة السياسية الموبؤة، بدنا نحاسب، لكي نسترد من خزائنهم وقصورهم، تعبنا وعرقنا وحقنا في الحياة. بدنا نحاسب، فنحن اصحاب الوطن واصحاب الحق، فكم نصحناهم، ونصحناهم بتوسيع السجون، فرومية لا تتسع لكل هذه العصابة.
وبالتزامن مع اعتصام بيروت اقيمت اعتصامات مماثلة في عكار وبعلبك وحاصبيا.
ففي عكار نظمت حملة عكار منّا مزبلة اعتصاما في ساحة العبدة رفضا لاقامة مطمر في المنطقة.
وأعلن المجلس المدني لإنماء عكار عدم استقبال أي نفايات من خارج عكار، وعدم مقايضة موضوع الإنماء بملف النفايات، والإصرار على المطالبة بوضع عكار على خارطة الإنماء المتوازن.
جلسة الحكومة
وكان مجلس الوزراء امس قرر عدم الموافقة على نتائج مناقصات شركات معالجة النفايات وكلف اللجنة الوزارية إعادة درس الملف لإيجاد البدائل، بسبب ارتفاع الاسعار وفق ما أكد وزير البيئة محمد المشنوق، وأقر 100 مليون دولار لمنطقة عكار، على أن توزع إلى 3 دفعات على 3 سنوات ما يساعد على إيجاد حل سريع للنفايات.
وفهم ان هذا المبلغ خصص لعكار لقاء فتح مطمر سرار في المنطقة.
وكانت الجلسة شهدت انسحاب وزيري التيّار الوطني الحر، ومعهما وزيرا حزب الله ووزير الطاشناق علما ان وزير تيار المردة روني عريجي موجود خارج البلاد، وقد تولت قيادة التيار اعلان التضامن مع الحلفاء في خطوة الانسحاب. وأوضح الوزير حسين الحاج حسن أنّ الوزراء انسحبوا لأنّ الكثير من الفرقاء مصرون على عدم الاستماع لمطلب الشراكة الحقيقية.