انتهت ليل امس عملية اقتحام مبنى وزارة البيئة بعد اكثر من ٨ ساعات على الاعتصام بداخلها ومنع الوزير محمد المشنوق من المغادرة. وقد حملت القوى الامنية المعتصمين على المغادرة رغم احتجاجاتهم، وغادر الوزير مكتبه قبيل الحادية عشرة ليلا. وقد لقيت عملية الاقتحام انتقادا من كتلة المستقبل والعماد ميشال عون، وكذلك من هيئة التنسيق النقابية.
وكان ناشطو حملة طلعت ريحتكم اقتحموا المبنى قبل نحو 5 ساعات من انتهاء المهلة التي أعطتها الحملة للحكومة للتجاوب مع مطالبها واولها استقالة وزير البيئة، مطلقين هتافات منددة بأداء الوزير ومطالبين برحيله.
اعتصام في الاروقة
وكانت الساعة تشير الى الواحدة الا ربعا عندما وصل العشرات من شبان طلعت ريحتكم الى مبنى وزارة البيئة في اللعازارية، وصعدوا الى الطابقين السابع والثامن التابعين للوزارة صارخين برا برا برا مشنوق طلاع برا، ورافعين اللافتات والاعلام اللبنانية وافترشوا الأروقة حتى تلك التي تؤدي الى باب مكتب الوزير،. وأكد القيمون على الحملة انهم باقون في المبنى حتى استقالة المشنوق، طالبين من الناس الانضمام اليهم لتحقيق ضغط اضافي.
في المقابل، اعتبر المشنوق الذي رفض مغادرة مكتبه ان المعتصمين اخطأوا في العنوان، مؤكدا ان ضميره مرتاح. أما وزير الداخلية نهاد المشنوق، فأشار من جهته الى انه سيتم اولا التفاوض بشكل سلمي مع المعتصمين لاقناعهم باخلاء الوزارة، اما اذا رفضوا فلكل حادث حديث، لأن ما يحصل احتلال لمرفق عام. وأمهل وزير الداخلية بعد ان تشاور مع رئيس الحكومة تمام سلام، المعتصمين داخل المبنى نصف ساعة لاخلائه وكان ذلك قرابة الثالثة والربع على ان يترك لهم الحق في التظاهر في الباحة الخارجية للوزارة… ومع انقضاء المهلة، أفيد ان المشنوق يتريث في اتخاذ القرار باخلاء المبنى بالقوة لتفادي الصدام مع المعتصمين.
اخراج المعتصمين
ولاحقاً، عمدت القوى الأمنية الى قطع كابلات النقل المباشر من داخل القاعة في وزارة البيئة، واجبرت عددا من الصحافيين على مغادرة المبنى. ثم بدأت قوى الأمن بإخراج المعتصمين داخل مبنى الوزارة الى ان بقي ١٤ منهم، تولى التفاوض معهم وفد أمني ارسله وزير الداخلية.
وقد اعلن رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة عن نقل إصابتين الى مستشفى الجامعة الأميركية من تظاهرة وزارة البيئة. كما اعلن انه تمت معالجة ١٥ حالة في صفوف المعتصمين من دون نقلهم الى المستشفى. وأفاد ان لوسيان ابو رجيلي اصيب اثر وقوعه على الدرج.
وأفادت قوى الأمن الداخلي عبر تويتر انه تم ضبط مفرقعات من الحجم الكبير بحوزة شخصين فأوقفتهما مفرزة استقصاء بيروت وأحالتهما الى الفصيلة المعنية للتحقيق معهما.
برنامج التحركات
وقد اذاع تحرك ٢٩ آب بيانا قبيل منتصف ليل امس اعلن فيه النقاط التالية:
– ندين تعرض السلطة ضد المعتصمين في وزارة البيئة. فالتعرض لهم هو تعرض لجميع اللبنانيين. وندعو جميع اللبنانيين الى النزول فورا امام مبنى وزارة البيئة قرب ساحة رياض الصلح حتى خروج جميع المعتصمين فيها آمنين سالمين.
– التأكيد على جميع مطالبنا السابقة، وعلى رأسها استقالة وزير البيئة محمد المشنوق ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق، لاخلالهما الجسيم بمسؤولياتهما الوزارية.
– دعوة المواطنات والمواطنين في جميع المحافظات والاقضية للمشاركة في الحراك العام، والنزول الى الساحات العامة للضغط على السلطات المركزية والمحلية، كجزء من الحراك العام، وسيصار الى توسيع تحركات المناطق: اعتصامات الشمال طرابلس وعكار يوم الخميس المقبل، وفي الجنوب صور، عدلون، ابل السقي وفي النبطية يوم الجمعة المقبل، سيتم الاعلان بتواريخها تفصيليا.
– الدعوة الى اعتصام حاشد في بيروت يوم ٩ ايلول ستعلن عن مكانه وزمانه لاحقا، احتجاجا على انعقاد طاولة الحوار، حوار المحاصصة والفساد والتسويف والمماطلة.
انتقادات سياسية
هذا وقوبل اقتحام مبنى الوزارة انتقادات سياسية. وقد اعتبرت كتلة المستقبل النيابية ان الاقدام على دخول وزارة البيئة أو أي مقار رسمية يخدم من يتوسل الفوضى والخراب للبنان ولا يخدم الحراك السلمي.
اضافت: إن التغيير السلمي الديمقراطي الحقيقي هو حق مشروع يتصل بحرية الرأي والتعبير ويكون تحت سقف التمسك بالشرعية والالتزام بالدستور واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وليس عبر توسل العنف في الشارع أو الحض على الفوضى من خلال مجموعات المندسين التي ليس لها من أهداف أو مشروع إلا التدمير والتخريب، وحرف الحراك عن أهدافه الوطنية والبناءة، وهو ما قد يفتح أبواب البلاد على مختلف أنواع الشرور، والعنف والانقلاب.
اما العماد عون فقال بعد اجتماع التكتل: نحن نؤيد من يتظاهرون اليوم، ومتأكدون ان نيتهم في التظاهر سليمة، ولكن علامة استفهام كبيرة تطرح على من يحرك هذا التحرك.
وقال: الفوضى ليست حلا. اياكم ان تصدقوا ان هناك فوضى خلاقة او فوضى تستطيع ان تبني، فكل فوضى هي خراب ودمار، ولن يسلم منها احد.