IMLebanon

الهيئات الاقتصادية تحذر من التدهور المريع: قلب بيروت يفقد مؤسساته

في مقابل الجمود السياسي المرتقب ان يمتد حتى موعد الجولة الحوارية الثالثة في ساحة النجمة الثلاثاء المقبل، سجل اكثر من نشاط وتحرك امس يتصل بالملفات المعيشية والحياتية الضاغطة. وقد اطلق القطاع الاقتصادي صرخة مدوية في وجه استهداف العاصمة وتعطيلها، وحذر من ان قلب بيروت يفقد مؤسساته.

فقد عقد امس في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان لقاء اقتصادي موسع ومؤتمر صحافي خصص لإطلاق صرخة تحت عنوان من أجل انقاذ قلب بيروت، شارك فيه رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس مجلس ادارة سوليدير ناصر الشماع، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، وآخرون.

شقير

وعرض شقير في كلمة له، وقائع الوضع في وسط بيروت، وقال: مئات المؤسسات التجارية وغير التجارية مقفلة، مئات أخرى تصارع من أجل البقاء، وآلاف من الموظفين سُّرحوا من اعمالهم، وذلك بفعل انعدام الاعمال وابتعاد اللبنانيين مقيمين أو مغتربين، وكذلك السياح إن وجدوا عن هذه المنطقة، جراء التدابير الأمنية المشددة وإقفال شوارع برمتها، وقطع الطرق المتكرر، والتحركات الشعبية المتعددة الأوجه.

واضاف: ما يجري يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وكأن الوسط بات مستهدفا بالصميم، فتحركات لا تنتهي تستبيح الاملاك والارزاق وتقطع الاعناق، وتتجاوز كل الاعراف والمنطق والمصلحة العليا، وتحطم الصورة الجميلة لقلب العاصمة التي عهدناها واحة ثقافية ووطنية وعمرانية وإنتاجية وإبداعية وتنافسية بامتياز.

وإذ أكد شقير أحقية المطالب، أعلن اننا نرفض رفضا مطلقاً استباحة وسط بيروت وتخريبه، وجعله مشرعاً لكل من يريد عرض عضلاته، أولتنفيس احقاده، أو لإحياء مشاريع أكل عليها الدهر وشرب، أولتحقيق مآرب خاصة على ظهر وحساب وسط بيروت وأهله وكل العاملين فيه.

وقال: ان كل ما يحصل، يُظهر حقيقة واحدة أن هناك عملاً ممنهجاً يراد منه اقفال ما تبقى من مؤسسات وتشويه هذه الصورة الجميلة المتمثلة بوسط بيروت التي يعتزّ بها كل لبناني، وإسدال الستار على نجاح منقطع النظير كمقدمة لضرب أحلام اللبنانيين في مهدها.

الشماع

أما الشماع فقال: نعلن اليوم كشركة سوليدير استمرارنا والتزامنا بدعم كل المؤسسات التجارية والسياحية في وسط بيروت، وبتوفير الحوافز التي تتيح لها إبقاء أبوابها مفتوحة، وللإستمرار في توفير العمل ولقمة العيش لآلاف العائلات والأفراد.

وأعلن ان الشركة ستستمر بالتعاون مع جميع المؤسسات المتواجدة في وسط بيروت بالمساهمة في الحفاظ على هويته ودوره. وقال: يجب أن لا ننسى ان وسط بيروت بمؤسساته ومكوناته كان له الدور الأبرز في نهضة الحركة السياحية والاقتصادية في لبنان.

شماس

وتحدث شماس عن العوامل التي تسببت في تدهور اوضاع وسط، بيروت، ابرزها: التدابير الامنية المشددة التي تتخذ في الوسط، خصوصا مع 28 جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، من دون اي جدوى والكثير من الضرر، مسلسل جديد لطاولة حوار تعقد اسبوعيا في مجلس النواب، غياب السياح الخليجيين.

وتطرق الى الاقفالات التي حصلت في وسط بيروت، معتبرا انها باتت ظاهرة بالعين المجردة، وقال: الخوف ان يمتد هذا التصحر الى مناطق أخرى.

وأعطى امثلة عن حجم الاقفالات خصوصا بالنسبة الى المحال التجارية الراقية التي تبيع للسياح، واشار الى انه في نهاية حزيران 2014 كان عدد هذه المحال 1116، وفي نهاية حزيران 2015 اصبح عددها 986 محلا، ما يعني اقفال 130 محالا تجاريا، توزعوا كألآتي: 79 محالا في الوسط التجاري، 15 محالا في الحمرا، 12 محلا في الاشرفية، 10 محلات في فردان، و13 في مناطق أخرى، وهذا يعني ان خلال سنة واحدة اقفل 12 في المئة من المحال الرقية في وسط بيروت.

واشار الى ان كل محل يعيل 50 شخصا، محذرا من ان الاقفال سيكون له ضرر اجتماعي ومعيشي كبيرين.