جلسة الحوار امس، تميزت بغياب عدد من المتحاورين، وكذلك بغياب الاهتمام الجدي بملف المطامر حيث ان الموضوع لم يطرح الا في نهاية الجلسة وبطريقة هامشية. ورغم ان مواقف الرئيس سلام اتسمت بالحدة والحزم خلال الحوار، الا ان مصادر المتحاورين قالت انه لن يستقيل وسيكتفي بتسمية الاشياء باسمائها عند الحاجة.
وقد طبعت جملة مفارقات في الشكل، جلسة امس. ففي وقت غاب النائب وليد جنبلاط لاسباب صحية، غاب الرئيس فؤاد السنيورة والوزير بطرس حرب بداعي السفر. لكن الغياب الابرز كان لحزب الكتائب الذي اعلن تعليق المشاركة في الحوار، مطالبا باعطاء الاولوية لحل قضايا الناس وفي مقدمها قضية النفايات.
وقد بدأت الجلسة بمواصلة البحث في مواصفات رئيس الجمهورية في ضوء الاوراق التي كانوا رفعوها الى الرئيس بري. وتركز النقاش على خلاصة حضّرها رئيس المجلس جمع فيها النقاط المشتركة والنقاط الخلافية بعد ان راجع ما جاء في الاوراق كلّها. وأفادت المعلومات ان كان هناك توافق على عدد من المواصفات وأبرزها ان يحظى الرئيس العتيد بحيثية في بيئته، أن يكون مقبولا ويطمئن الفئات الاخرى، أن يكون قادرا على التواصل مع الجميع وان يلتزم اتفاق الطائف. الا ان قضايا أخرى بقيت معلقة وتُركت للبحث في جلسات لاحقة وأبرزها موقف الرئيس من المقاومة وتبنيه اعلان بعبدا وأهم بنوده تحييد لبنان.
ولم تحضر ازمة النفايات الا في نهاية الجلسة حيث كانت مداخلة وصفت بالانفعالية للرئيس تمام سلام، قال فيها ان على جميع الاطراف ان تشارك وتتعاون لتنفيذ خطة المطامر، الا فان لا حل للازمة.
واعلن سلام عدم قدرته على الاستمرار اذا لم تكن هناك شراكة حقيقية بمعالجة الازمة. وقد دعاه الرئيس بري الى عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس، وتكليف القوى الامنية مواكبته في تطبيق الخطة. ولكن سلام رفض الدعوة، طالما ليس هناك شراكة في القرار، ولا في ايجاد مطامر، اضافة الى سرار، في الجنوب او البقاع او بفتح برج حمود. وقال: هل ارسل القوى الامنية للاصطدام بالناس؟!
ودعا النائب محمد رعد سلام الى تطبيق ما اتفق عليه سابقا اذ لا جديد يستدعي اتخاذ قرار. ورد النائب بقرادونيان بعنف على سلام، بأن مكب برج حمود لن يفتح، وليتحمل غيرها كما تحملت عشرين سنة.
وقال النائب ميشال المر انه وضع خطة لمعالجة نفايات المتن، وسيتداول بها مع العماد ميشال عون.
ورغم المواقف والدعوات والردود، فان الجلسة انتهت كما سابقاتها الى موعد جديد يوم الثلاثاء المقبل من دون قرارات، وكأن المتحاورين لم يروا مشهد النفايات سابحة في السيول، ولم يجدوا ضرورة للمعالجة.
الحريري يدعم سلام
على صعيد آخر، اعلن الرئيس سعد الحريري امس تأييده الرئيس سلام وقال: نقف بكل قوة وراء رئيس الحكومة تمام سلام، ونجدد ثقتنا بإدارته وحكمته ورئاسته وقدرته مع فريق العمل برئاسة الوزير أكرم شهيب، على تحديد الخطوات الآيلة لتذليل العقبات التي تحول دون تنفيذ الخطط الممكنة والعملية، والتأسيس لمشروع بيئي متكامل يكون في مستوى آمال المواطنين وهيئات الحراك المدني.
وتابع: هذه مناسبة لتجديد الالتزام بالحوار، على رغم المحاولات الجارية لاغراقه بالجدل العقيم والبنود الطارئة وخطاب التهويل على اللبنانيين باستحقاقات إقليمية من هنا وانتصارات موهومة من هناك. نحن بكل بساطة ووضوح، نريد للحوار ان يستمر في نطاق المصلحة الوطنية اللبنانية دون سواها.
الحراك يتحرك
وازاء عدم التحرك الرسمي والسياسي للمعالجة اذاعت حركة طلعت ريحتكم مساء امس بيانا قالت فيه: أضافت: بعد المشهد الأخير أمس الاول، والنفايات التي طافت في الشوارع، ندعو كل الشعب اللبناني الأربعاء في 28 تشرين الأول لرفض النزول إلى العمل، ألا يرسل الأولاد إلى المدرسة، ألا يفتح محله، وإذا لم يستطع ارتداء قميص أبيض أم أن يضع شريطة بيضاء على كتفه، فنحن سنكون متواجدين عند مداخل المدن لنوزع الأشرطة على السيارات.
ودعت إلى مسيرة باللباس الأبيض وبالشموع الخميس المقبل في 29 الحالي من المتحف إلى عين المريسة، عند الخامسة عصرا في مسار يعلن عنه اليوم.