كالعادة غابت الملفات الشائكة عن جلسة مجلس الوزراء امس عملا بمبدأ ابعاد وجع الراس، على ان تطرح في جلسة استثنائية غدا الجمعة وابرزها سد جنة وخطة النفايات. اما ازمة جهاز امن الدولة فلا زالت في عهدة رئيس الحكومة، وجديدها تهديد التكتل العوني بسحب وزيريه من الحكومة اذا مددت خدمة نائب مدير الجهاز.
وقد تغيب عن الجلسة الحكومية امس الوزراء اشرف ريفي وآلان حكيم وسجعان قزي الذي قد يحضر جلسة الغد. وسجلت على هامش الجلسة دعوة من وزير الداخلية نهاد المشنوق الى اعادة النظر في مناقصة مشبوهة جرت في مجلس الانماء والاعمار حول النفايات، واختلفت اسعارها، ما يثير الشبهة حولها.
جهاز امن الدولة
وفي قضية جهاز امن الدولة، تحدثت معلومات عن التمديد لنائب مدير عام الجهاز العميد محمد الطفيلي قبل ٤ ايام على انتهاء خدمته، لكن ازمة الجهاز هي التي تبدو مرجحة للتمديد.
وتشير المعلومات الى ان تكتل التغيير والاصلاح وبعد اجتماعه الاسبوعي امس الاول بعث برسالة واضحة لا تمديد للطفيلي والا علق وزيرا التكتل مشاركتهما في الحكومة، ومعهما وزيرا حزب الله تضامنا. واي بحث في اي مخرج لا يجوز ربطه او اشتراط انجازه قبل تسريح العميد الطفيلي.
وفي وقت تردد ان رئيس الحكومة سيمدد للطفيلي باعتباره الرئيس الفعلي للجهاز والقرار من صلاحياته، كان الرد من الرابية لا يمكن لسلام التمديد من دون اقتراح رئيس الجهاز لأن في ذلك مخالفة وتجاوزا لصلاحيات رئيس الجهاز واستغرب التكتل تسريح الطفيلي باقالة اللواء جورج قرعة الذي يبقى له في الخدمة نحو سنة ونصف السنة. كما استغرب التصميم على كسره وهو لم يخالف القانون. وتقول المصادر انه يمكن البحث بحل لازمة الجهاز، انما بعد ٢٦ من الشهر الجاري فيما اقالة قرعة تحتاج الى الثلثين في مجلس الوزراء.
وتشير مصادر اخرى الى ان مشكلة اللواء قرعة باتت شخصيا مع رئيس الحكومة بسبب تعاطيه معه عندما سعى لحل الازمة بينه وبين نائبه. وتتكتم مصادر رئيس الحكومة على القرار الذي سيعتمده بشأن الطفيلي، وعلم ان الرئيس نبيه بري ابلغه انه لا يريد مشكلا مع المسيحيين، داعيا الى تعيين بديل عنه، والبديل وفق وسطاء، لن يغير في واقع الازمة التي لن تحل الا بالتوافق وفي مجلس الوزراء.
وفي موضوع قانون الانتخاب، لم تسجل اللجان النيابية المشتركة التي اجتمعت امس لمواصلة البحث في صيغة القانون المختلط، لم تسجّل أي جديد يذكر تماما كما مداولات الحوار الوطني. وأعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن مهمتها قد تصبح أوضح اذا تمكن المتحاورون من تحقيق شيء ما في آب المقبل. في المقابل، أعلن رئيسها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عن تخصيص الجلسة المقررة الاربعاء في 13 تموز المقبل لوضع المعايير التي يجب اعتمادها في القانون المختلط، مشيرا الى ان وفي حال عدم التوصل الى التوافق، سيقوم بعرض المشاريع والاقتراحات المقدمة سابقا على الهيئة العامة ليصار الى التصويت عليها بعد التشاور مع رئيس مجلس النواب.
افطار الحريري
في غضون ذلك، وفي اطار افطارات رمضان المستمرة حتى عيد الفطر، اقام تيار المستقبل مساء، حفل افطار في المشرف لفاعليات اقليم الخروب والقى خلاله الرئيس سعد الحريري كلمة قال فيها ان اتفاق الطائف حسم مسألة العروبة لتكون عنوانا لهوية لبنان، وليس أداة لسيطرة أي نظام عربي على لبنان. ومن باب أولى أن نؤكد، في هذه المرحلة من تاريخ بلدنا وأمتنا، أن شيئا في لبنان، حزبا كان، أو تنظيما مسلحا أو حرسا عسكريا لمعادلات الممانعة، لن يتمكن من تطبيع اللبنانيين على منطق الخضوع للسياسات الإيرانية وأدواتها. واللبنانيون الأمناء على عروبتهم لن يغدروا بالأشقاء، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، مهما تعالت أصوات التحامل ونكران الجميل.
أما التوجه نحو فلش المسائل السياسية الخلافية كلّها على طاولة الحوار المقبل وصولا الى ما اصطلح على تسميته دوحة لبنانية أي الاتفاق على سلة شاملة للحل، فلم تتحمس له أوساط 14 آذار، فبعد المستقبل الذي أعرب عن خشيته من تمييع الاستحقاق الرئاسي عبر هذه الخطوة والتي أعرب عنها على طاولة الحوار، اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع امس انه ضدّ اي اتجاه ل دوحة لبنانية لأنه ينطوي على قفز فوق الدستور والمؤسسات، وكأننا نعلن موتهم وندعو الى بدائل عنهم، مذكراً بأنه أساساً لم أكن مع الدوحة الأول لأكون مع أي دوحة آخر، واي تفكير من هذا النوع مدمّر.