Site icon IMLebanon

الحريري في باريس… وماكرون يقول: استقبله كرئيس لحكومة لبنان 

 

قال الرئيس الفرنسي ماكرون امس، انه سيستقبل اليوم الرئيس سعد الحريري كرئيس لوزراء لبنان، وانه يتوقع ان يعود الحريري بعد ذلك الى بيروت خلال ايام او اسابيع. وتوقعت مصادر لبنانية ان يأتي الى بيروت قبل عيد الاستقلال يوم الاربعاء المقبل.
وذكر النائب عقاب صقر انه بعد زيارة فرنسا سيقوم الحريري بجولة عربية صغيرة قبل العودة الى بيروت.
وسيصل رئيس الحكومة المستقيل فجر اليوم الى باريس على ان يتوجه ظهرا الى الاليزيه وتلحق به عائلته بعد وقت قصير لتشارك في مأدبة غداء يقيمها ماكرون تكريما له. وقد قال الحريري في تغريدة عند منتصف ليل امس انه في طريقه الى مطار الرياض. وقد وضعت امس حراسة على منزل الحريري في باريس.
وذكر ماكرون انه سيستقبل الحريري اليوم بالتشريفات المخصصة لرئيس حكومة، مستقيل بالتأكيد، ولكن استقالته لم تقبل في بلاده بما انه لم يعد اليها، وقال: انها دعوة صداقة للتباحث واستقبال رئيس حكومة بلد صديق. واشار الى انه لن يكون هناك استقبال رسمي للحريري عندما يصل الى فرنسا، لانه يقوم بزيارة عائلية.
وقبل مغادرته الرياض، قال الحريري امس، ان اقامته في السعودية هي من اجل اجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقته بمحيطه العربي. وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول اقامتي ومغادرتي او يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات.
مساعدة بالحل
ونقلت وكالة رويترز عن احد مساعدي الحريري في بيروت ان اجتماعه مع ماكرون اليوم في باريس سيساعد في حل الازمة وتعزيز الاستقرار في لبنان، وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق من قصر بعبدا امس انه بعد لقاء باريس اليوم يكون لبنان تجاوز هذا القطوع الكبير، وانفتح الباب امام المزيد من الاستقرار وامام القدرة على مواجهة كل الصعاب التي مرت علينا.
وقال مسؤولون فرنسيون انهم لا يعرفون الى متى سيبقى الرئيس الحريري في فرنسا قبل ان يعود الى بيروت، لكنهم عبروا عن املهم في ان تساعد الزيارة على تخفيف الازمة من خلال اظهار انه لم يكن محتجزا بالسعودية.
وفي اطار المناخ الايجابي الذي خيم مع نبأ انتقال الحريري الى باريس، طمأن الرئيس ميشال عون المفتي عبد اللطيف دريان ان الامور سائرة نحو النهاية السعيدة.
وخلال الاتصال الذي اجراه المفتي برئيس الجمهورية، نوه دريان بحكمة الرئيس عون في معالجة الامور للخروج من الازمة الراهنة.
المشنوق في القصر
وليس بعيدا، عادت قضية الانتخابات النيابية المرتقبة في ايار 2018 الى دائرة النقاش مع تأكيد الرئيس عون ان مهما كانت طبيعة الازمة السياسية التي يعيشها لبنان، فان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها. هذا الموقف نقله عنه وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي طمأن من بعبدا الى أننا في حالة استقرار واضحة رغم الازمة الكبيرة التي مررنا فيها، وان شاء الله، عندما يعود الرئيس الحريري يزداد ويقوى هذا الاستقرار اكثر سواء في الجانب المالي او الاقتصادي او السياسي، مؤكدا ان لاستقالة الرئيس الحريري مضمونا سياسيا قد يكون من المناسب ان يناقشه المسؤولون الكبار ويطلعوا على مضمونه وما يمكن اصلاحه وما يمكن ان يساعد لبنان على استمرار استقراره السياسي والامني.

 

في الاثناء، واصل وزير الخارجية جبران باسيل جولته الخارجية واختتمها في موسكو حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافرورف الذي قال نحن معنيّون بأن يسود الأمن في لبنان وأن تعمل المؤسسات الحكومية بشكل فاعل، وأضاف الحلول يجب أن تكون لبنانية بعيداً من اي تدخل خارجي.
ومع تجاوز لبنان الشق الاول من قطوع الاستقالة بانتقال الحريري من الرياض الى فرنسا، تتجه الانظار الى الشق الثاني في اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا الاحد في القاهرة، وما سيكون عليه الموقف الرسمي. واوضحت اوساط وزير الخارجية رداً على التساؤلات حول امكانية حضوره الاجتماع، ان باسيل ينتظر حتى يتبين مستوى المشاركة العربية في الاجتماع وتأكيد عدد من وزراء الخارجية حضورهم ليحسم قراره اما المشاركة شخصياً او تكليف ممثل لبنان في الجامعة بالحضور.
وفي سياق المواقف التصعيدية للسعودية تجاه حزب الله، اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره الإسباني ان حزب الله اختطف النظام المصرفي ويقوم بتهريب الأموال والمخدرات، وهذا غير مقبول، وقال لن ينعم لبنان بالسلام الا بنزع سلاحه، لافتاً الى ان حزب الله كان يضع العراقيل في طريق رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري.
في هذا الوقت، اتهمت إيران فرنسا بتأجيج التوتر في الشرق الأوسط باتخاذ موقف متحيز بشأن سياسات طهران في المنطقة، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن طهران أساءت فهم موقف بلاده المتوازن.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله يبدو أن فرنسا لديها موقفا متحيزا تجاه الأزمات الراهنة والكوارث الإنسانية في الشرق الأوسط… هذا الموقف يؤجج النزاعات الإقليمية سواء كان بقصد أو غير قصد.
وعبر وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان يوم الخميس الماضي عن قلق بلاده من دور إيران في أزمات الشرق الأوسط ومن برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض دور إيران والمناطق المختلفة التي يعمل فيها هذا البلد يثير قلقنا. وأضاف أفكر خاصة في تدخلات إيران في الأزمات الإقليمية… وأفكر في برنامجها الباليستي.
ورفضت إيران مرارا دعوة فرنسا لإجراء محادثات بشأن برنامجها الصاروخي قائلة إنه دفاعي وغير مرتبط بالاتفاق النووي مع القوى العالمية المبرم عام 2015.