قال خصوم وأنصار للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إنه اغتيل بإطلاق ٣٥ رصاصة عليه. ومع هذا التطور بدأ الجيش اليمني معركة تحرير صنعاء.
وقالت مصادر في جماعة الحوثي إن مقاتلين أوقفوا سيارته المدرعة بقذيفة صاروخية خارج صنعاء ثم أطلقوا عليه النار. وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح اغتياله في هجوم على موكب سياراته.
وانتشرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي لجثة يبدو أنها لصالح مصابا بجرح غائر في جانب رأسه وملفوفا بغطاء أحمر اللون ويجري نقله إلى شاحنة صغيرة فيما لوح مقاتلون قبليون بأسلحتهم.
وهنأ زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني على ما وصفه بالانتصار على مؤامرة الغدر والخيانة.
عملية غدر
واكدت مصادر متطابقة ان صالح، تعرض لعملية غدر من قبل ميليشيات الحوثي ادت الى مصرعه.
وتظهر الصور الجديدة لحظة انقضاض المسلحين الحوثيين على سيارته حيث كانوا يترصدونه، في تلال مرتفعة، وعدة سيارات قطعت الطريق عليه.
وبحسب المصادر، فان وساطة قبلية استطاعت اقناع صالح بالخروج من منزله في صنعاء الى مسقط رأسه بمديرية سنحان جنوب العاصمة، ووافق الحوثيون على ذلك واعطوه الامان. وبموجب العرف القبلي اليمني، فان ذلك تعهد بعدم المساس بحياته، ومن يخون العهد يرتكب عيبا اسود.
وخرج الرئيس السابق من صنعاء بسيارة واحدة فقط مع نجله وقياديين اثنين من حزبه. وما ان وصلت سيارته الى منطقة سيان على بعد كيلومترات من قرية بيت الاحمر، التي كان متوجها اليها، حتى تقطعت له سبع سيارات مليئة بالمسلحين الحوثيين، وكان العشرات منهم على جانبي الطريق في تلال مرتفعة، ولم تستطع السيارة التي كانت تقل صالح الهروب، لأن السيارات السبع قطعت الطريق عليه تماما.
كما اوضحت المصادر ان ميليشيات الحوثي انزلت الرئيس السابق ومرافقيه من سيارتهم، ثم اتتهم اوامر عبر الهاتف بتصفيته، فاطلقوا النار على بطنه ورأسه بما يقارب ٣٥ طلقة.
وستتجه الأنظار الآن إلى حلفاء صالح السياسيين وقادته العسكريين الذين يقول محللون إنهم ساعدوا تقدم الحوثيين باتجاه الجنوب في 2014 للسيطرة على مناطق في غرب اليمن.
وزعم محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين امس الاثنين تحقيق مكاسب ملحوظة في معركة صنعاء. وقال في بيان بعون الله وتوفيقه استطاعت الأجهزة الأمنية مسنودة بتأييد شعبي واسع من تطهير الأماكن التي تمترست فيها ميليشيات الخيانة والغدر.
ونقلت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين عن شهود قولهم إن مقاتلي الحوثي سيطروا على منزل العميد طارق ابن شقيق صالح.
وذكر سكان أن الأطراف المتحاربة تبادلت إطلاق نيران أسلحة آلية ومدفعية في الوقت الذي تقدم فيه الحوثيون في وسط الحي السياسي حيث معقل صالح وأسرته. وقال أحد سكان المنطقة عشنا أياما من الرعب. دبابات الحوثي تطلق النار وتتساقط القذائف على أحيائنا السكنية.
وفي جنيف، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس الاثنين إن حدة القتال اشتدت في العاصمة اليمنية وبلغت أعداد القتلى والجرحى في ثلاثة مستشفيات ما لا يقل عن 125 قتيلا و238 جريحا خلال الأيام الستة الماضية.
وقصفت طائرات تابعة لتحالف تقوده السعودية مواقع للحوثيين في صنعاء لليوم الثاني على التوالي امس الإثنين دعما للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر يولاندا جاكميه إن السكان محاصرون في منازلهم ويعاني الكثير منهم نقصا في المؤن ولا يستطيع المرضى والمصابون والنساء الحوامل عادة الوصول إلى المستشفيات.
وأضافت أن الصليب الأحمر يوفر إمدادات لثلاثة مستشفيات كبيرة في العاصمة اليمنية هي الثورة والجمهوري والكويت وإنها في حاجة عاجلة لإمدادات لعلاج جرحى الحرب.