مع انتهاء عطلة الاعياد التي خرقتها سجالات حادة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر يعود اللبنانيون وخصوصا المسؤولون الى محاولة اعادة ترتيب البيت الداخلي واولها تشكيل حكومة تضع حدا للفراغ الحاصل في السلطة التنفيذية بانتظار عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من السعودية، الذي قابل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال تأدية صلاة العيد في المسجد الحرام في مكة المكرمة، بعد لقائه ولي عهده الامير محمد بن سلمان في العاصمة الروسية على هامش تلبية دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لافتتاح مونديال ٢٠١٨ وعودتهما سويا الى الرياض، حيث امضى الرئيس الحريري العيد مع عائلته.
وأكدت مصادر سياسية انه من المستبعد أن يتم تشكيل الحكومة قريبا كما يأمل البعض، حيث ان الرئيس الحريري يتوقع عودته خلال اليومين المقبلين ليستأنف اتصالاته وسط أجواء سياسية صعبة منها الخلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، والسجال الحاد المستجد بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار، اضافة الى المطالبات العديدة، ان بالحصص او بنوعية الوزارات، او بوضع الفيتوات. من هنا يجب العمل اولا على تهدئة الخطاب السائد ومن الصعب حدوث اي ايجابية وسط هذه الحال.
الى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة بقول رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن محركات التأليف الحكومي ليست معطلة، بل معطلة ونصف، وما ان يصل الرئيس الحريري حتى يغادر الرئيس بري نهاية الاسبوع، وبين الوصول والمغادرة سينشغل الجميع بلقاءات المستشارة الالمانية انجيلا مركل التي تصل الى بيروت يومي الخميس والجمعة.
وأمام هذا الوضع برز موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد اختتام سينودس الاساقفة في بكركي وقوله اما وقد انتخب مجلس نيابي جديد، وفيما الكل ينتظر تأليف حكومة جديدة تكون على مستوى التحديات وفي مقدمها النهوض الاقتصادي، والقضاء على الفساد بكل انواعه والاصلاحات في الهيكليات والقطاعات وتأمين فرص العمل، وتحديث القوانين وتحفيز النمو من كل جوانبه، اذ بنا نتفاجأ ببعض المسؤولين السياسيين يتراشقون بالاساءات الحادة التي لا تبشر بالخير بل تخلق المزيد من خيبات الامل في الاصلاحات التي تنتظرها الدول الصديقة الداعمة، واول اصلاح هو الاداء السياسي الذي يشكل الاساس لكل اصلاح. وفي آخر المطاف يتم تأليف الحكومة الموعودة.
وكان رئيس التقدمي الوزير السابق وليد جنبلاط اطلق تغريدة يوم الجمعة الفائت وصف فيها العهد بأنه فاشل من اول لحظة، حتى انهالت التغريدات من جماعة التيار من كل حدب وصوب مستعيدة مآسي الحرب ومفرداتها ما خلق بلبلة، حيث جرت اتصالات امس بين النائبين الان عون وهادي ابو الحسن ومحازبين من الطرفين أدت الى التهدئة والاتفاق على طي صفحة السجالات الحادة.
الى ذلك تواصل هجوم القوات اللبنانية على رئيس التيار الوطني الحر، حيث اتهم عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد الوزير جبران باسيل بخرق تفاهم معراب الذي لم يحترم الاتفاق الذي ينص على المناصفة بين التيار والقوات. وهو كان يريد منذ فترة اقصاء القوات وهو – اي باسيل – يوزع الحصص كما يشاء ولا يستطيع ان يكون مكان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.
اما بالنسبة الى مرسوم التجنيس فقد كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ان اللجان على وشك الانتهاء من التدقيق في الاسماء خلال هذا الاسبوع، نافيا الارقام التي يتم تداولها في وسائل الاعلام بشأن الاسماء غير المستحقة.