رغم إصرار النواب على التمديد لأنفسهم ودعوة المجلس النيابي الى جلسة يوم الأربعاء المقبل لهذا الغرض، إلا أن ملفي أهالي العسكريين المخطوفين، والأهالي المنكوبين بتداعيات المعارك في طرابلس ما زالا يستأثران بالإهتمام الرسمي والشعبي معاً.
وفيما كان الملف الأول يواجه عملاً تصعيدياً من الأهالي ارجأوه ٤٨ ساعة بعد لقاء مع رئيس الحكومة، إلا أن الملف الثاني فقد حظي مادياً برصد أموال في مجلس الوزراء وبتبرّع سخي من الرئيس الحريري، فيما أشرف قائد الجيش العماد قهوجي على ترسيخ الإستقرار في الشمال من خلال تفقّده الوحدات المنتشرة في طرابلس والمنية وعكار..
وقد ساد التصعيد والتوتر الموقف في ساحة رياض الصلح امس بعدما سئم أهالي العسكريين من الوعود، وبعدما دفع اليأس والخوف والدة العسكري المخطوف خالد مقبل حسن الى محاولة إحراق نفسها، إلا أن الأهالي تدخلوا ومنعوا حصول الكارثة.
مهلة للحكومة
وقد أذاع الأهالي بياناً أمهلوا فيه الحكومة حتى السادسة مساء لوضعهم في أجواء المفاوضات. وأضافوا بعد السادسة، سنعلن خطوات تصعيدية ومفاجئة للحكومة.
وعصراً استقبل الرئيس تمام سلام وفداً من الأهالي وأكد ان التفاوض جار على قدم وساق مع خاطفي العسكريين اللبنانيين، لكن الوصول الى النتيجة الايجابية التي نريدها قد لا يتم في وقت قريب.
وجدد لأهالي المخطوفين تضامنه معهم وتفهمه لغضبهم، وقال: القصة معقّدة، وطبيعة التفاوض صعبة جداً. أنا أحمل هذه الأمانة ولن اتخلى عنها، لكنني لن أقدّم ضمانات او وعوداً لكي لا أغشكم.
وقال والد العسكري المخطوف محمد طالب بعد اللقاء: وضعنا الرئيس سلام في أجواء المفاوضات منذ ٣ اشهر حتى اليوم، وقال: ننتظر عودة الموفد القطري من جرود عرسال، لكن رئيس الحكومة لم يعطنا اي تطمينات.
وأضاف: الآن ينتظر الرئيس سلام الموفد القطري الذي سيأتي من عرسال خلال ٤٨ ساعة. وعلى هذا الأساس اوقفنا التصعيد حتى عودة الموفد القطري من عرسال ويعطينا دولة الرئيس او الحكومة تطمينات، وعلى هذا الأساس إذا لم يكن هناك أمر ملموس باليد، عندها لدينا تصعيد قوي!.
وقبل الظهر، وتحت ضغط ساعات الانتظار الطويلة التي لم تحمل اليها أي جواب شاف عن مصير ابنها، حاولت والدة العسكري المخطوف خالد مقبل حسن احراق نفسها بمادة البنزين، الا ان الاهالي أنقذوها في اللحظة الأخيرة، لكنها انهارت وأصيبت بالإغماء، ما استدعى نقلها إلى مستشفى الكرنتينا لبعض الوقت. وقالت الوالدة المنهارة ابني يتيم، الدولة لا ترد علينا، لا احد يتجاوب معنا أو يشعر بنا، أفضّل الموت قبل ابني وخطيّتي برقبتهم.
جولة قهوجي
على صعيد آخر، تفقّد العماد جان قهوجي وحدات الجيش في طرابلس ومحيطها امس.
وأكد قائد الجيش للعسكريين ان لبنان يكون قوياً عندما يكون جيشه قوياً، وان قوة الجيش هي بوحدته، وهدفنا هو الحفاظ على لبنان. وقال: أتوجه الى جميع اللبنانيين قائلاً لا يخاف أحد! الجيش موجود ولدينا كامل النية في الحفاظ على الوطن. وتوجه الى العسكريين قائلاً: أنا لست خائفاً من المستقبل مهما يحدث حولنا بسبب وجودكم. لقد أثبتم انكم حماة الوطن.
العماد قهوجي كان قد توجه الى الشمال حيث تفقد الوحدات العسكرية التي شاركت في المعارك ضد المجموعات الإرهابية في طرابلس وبحنين، واستمع من الضباط الى شروحات عن سير المعارك، مشيداً بما بذلوه من جهود وما قدّموه من تضحيات.
هذا وأشارت المصادر العسكرية الى أن عدد الموقوفين في طرابلس ومحيطها قد بلغ ٢٠٤، وإن التحقيقات جارية معهم.
وكشفت المصادر ان أخطر ما تم اكتشافه في طرابلس كان مصنعاً لإعداد عبوات ناسفة في داخل مصلى قرب مسجد عبدالله بن مسعود، وقد تم العثور في داخله على خمسين عبوة زنة كل واحدة منها عشرة كيلوغرام، إضافة الى أحزمة ناسفة وقذائف تستخدم في عمليات التفخيخ.
وأظهرت بعض الصور ان المسلحين كانوا زرعوا عدداً من العبوات في الشوارع والأزقة وان بعضها كان مُعدّاً للتفجير عن بُعد.