بالغضب والاسى شيع اهالي صيدا وعكار الجنديين الشهيدين محمد ضاهر وعلي الخراط، وبالغضب ايضا والتهديدات واصل اهالي العسكريين المحتجزين تحركهم واعلنوا مساء امس وقف تحركهم السلمي واعتماد خطوات تصعيدية في تحرك مفتوح على كل الاحتمالات.
فقد شيعت قيادة الجيش واهالي بلدة عيدمون وعكار عامة الجندي الشهيد محمد ضاهر بمأتم رسمي وشعبي مهيب، وحمل على اكف رفاق السلاح والاهل والاقرباء والاحبة الذين تقاطروا من مختلف قرى وبلدات عكار للمشاركة في وداعه ووسط البكاء ونثر الورود والارز واطلاق الاعيرة النارية وتكبير المساجد وقرع اجراس الكنائس.
وفي صيدا كانت المأساة مزدوجة حيث شيع الجندي الشهيد علي احمد الخراط في مأتم واحد مع والده الذي توفي بعد وقت قصير من استشهاد نجله، وقد كان في المستشفى منذ ٤٠ يوما في العناية الفائقة.
وفي تشييع شهيدي صيدا وعكار، كانت اجواء غضب وحزن ونقمة.
هذا الجو نفسه كان مخيما على منزل عائلة الشهيد محمد حمية الذي اعدمته جبهة النصرة رميا بالرصاص. وقد قال والد الشهيد: نزفُّ ابننا شهيدا ونفتخر به ونطلب من اهلنا عدم التعرض لاي سوري لان ليس له أي ذنب بما حصل. ان دم الشهيد حمية برقبة رئيس بلدية عرسال علي الحجيري والشيخ مصطفى أبو طاقية وآل الحجيري.
وبعد ظهر امس، نفذ أهالي العسكريين المخطوفين، من منطقة الشمال، اعتصاما على الاوتوستراد الدولي في بلدة القلمون، اطلقوا فيه صرخة للمسؤولين طالبوهم فيها العمل على معرفة مصير أبنائهم. شارك في الاعتصام أبناء القلمون، عائلة العسكري إبراهيم مغيط، والدة وأخوات العسكري جورج خوري ووفد كبير من بلدة فنيدق العكارية.
وقد حمل الاهالي في كلماتهم على الحكومة وعبروا عن التخوف من ان يكون مصير ابنائهم كمصير الشهداء علي السيد، عباس مدلج ومحمد حمية. وقالوا على لسان متحدث باسمهم: نريد عودة العسكريين الى اهلهم وذويهم اليوم قبل الغد.
واذا كان من عقبات امام التفاوض وامام اخراجهم، فلتعلن على الملأ. عودة المأسورين تشكل الامن والاستقرار والهيبة للدولة.
وتساءل بعضهم اين هم نواب طرابلس الذين انتخبناهم، هل يخشون من الشمس؟! لم لا يقفون معنا؟
واكد الاهالي ان الخطوات التصعيدية ستستمر، ولن تقف هنا، وخاطبوا السياسيين قائلين: توقعوا منا الكثير، وتوقعوا منا كل شيء يضركم ويكشف الاقنعة عن وجوهكم.
انهاء التحرك السلمي
ولاحقا أعلن أهالي العسكريين المخطوفين، المعتصمين في خيمة في ساحة الشهداء، انهاء الحراك السلمي في وسط بيروت، تاركين في الوقت نفسه، باب التحرك مفتوحا على كل الاحتمالات، بما فيها خطوات تصعيدية.
وفي مؤتمر صحافي عقدوه في مكان اعتصامهم، حملوا الحكومة المسؤولية كاملة عما يحصل وسيحصل للعسكريين المخطوفين. كما حملوا حزب الله كامل المسؤولية عن عرقلة المفاوضات.
وشرح الاهالي اسباب قرارهم قائلين ان الهدف الاساسي من اقامة الخيمة كان احتواء غضب الشارع، ولكن اليوم وصلوا الى مرحلة لا يستطيعون فيها احتواء غضب الشارع لا سيما بعدما توقفت المفاوضات مع العسكريين وبعد ان جرى اعلان الحرب من قبل الدولة اللبنانية.
وطالب الاهالي الدولة اللبنانية بالتحرك وانقاذ ابنائهم من يد المسلحين، داعين الى القيام بخطوات تصعيدية ابرزها العودة الى قطع الطرقات، لا سيما تلك الحيوية والاساسية.
وكان رئيس لجنة اهالي العسكريين المخطوفين الشيخ اسامة زكريا قد عقد مؤتمرا صحافيا قال فيه: نحمل الحكومة اللبنانية المصادر قرارها من قبل حزب الله كامل المسؤولية عما حصل وسيحصل لابنائنا العسكريين. ونحمل حزب الله والحريصين معه على هيبة الدولة بزعمهم كامل المسؤولية من عرقلة المفاوضات.
واضاف: ان الحسم العسكري الذي نجح حزب الله بجر الحكومة والجيش اليه مستفيدا من التفجير الارهابي الاخير ضد الجيش اللبناني، لا يشكل اكبر تهديد على ارواح ابنائنا الاسرى.. نعلن انهاء الحراك السلمي في وسط بيروت تاركين باب تحركنا مفتوحا على كافة الاحتمالات ولكم ان تتوقعوا منا كل شيء بعد اليوم.