IMLebanon

الثلوج على مشارف بيروت والجيش ينقذ المحاصرين في المناطق الجبلية

اجتاحت عاصفة ثلجية هوجاء لبنان ودول الشرق الأوسط وتسببت في عرقلة حركة الطيران واقفال العديد من المرافئ، ودمّرت خيماً للنازحين السوريين في أكثر من بلد.

ويتوقع ان تستمر العاصفة عدة أيام مما يهدّد بمزيد من التعطيل في لبنان وسوريا وتركيا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة ومصر واسرائيل.

وأصدر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طارئا لتقديم الدعم للمشردين في العراق، وبدأت الأمم المتحدة برنامجا للمساعدة النقدية الشتوية لمساعدة ٤١ ألف طفل من النازحين السوريين في مخيمات في الأردن.

وفي مصر أدى سوء الأحوال الجوية الى ارتباك رحلات الطيران واغلاق مزيد من الموانئ واستمرار اغلاق موانئ أخرى لليوم الثاني على التوالي.

واضطربت حركة النقل بصورة واسعة، وأقفلت الطرق السريعة المؤدية الى القدس. وغطت الثلوج شوارع دمشق ومناطق واسعة في تركيا.

وفي السعودية تدنّت الحرارة الى ما دون الصفر.

العاصفة في لبنان

وفي لبنان غطت الثلوج المناطق الجبلية حتى ارتفاع ٥٠٠ متر ويتوقع ان تصل صباح اليوم الى ٤٠٠. وأعلن وزير التربية اقفال المدارس اليوم، كما أعلن وزير الصحة إقفال دور الحضانة.

وأعلنت قيادة الجيش انه: بنتيجة العاصفة الثلجية التي يتعرض لها لبنان، قامت الوحدات العسكرية في أماكن انتشارها بإغاثة المواطنين العالقين بالثلوج والمتضررين في القرى والبلدات النائية، وخصوصا في مناطق البقاع الأوسط والشمالي والغربي، وبشري وأعالي كسروان وجرود عكار والضنية وجزين والشوف، وشملت هذه الأعمال إجلاء عشرات المواطنين المحاصرين بالثلوج وقطر سياراتهم إلى أماكن آمنة، وفتح العديد من الطرقات بواسطة الآليات الهندسية العسكرية.

وقد ألحقت العاصفة أضرارا في أنواع من المزروعات وعطلت الملاحة مؤقتا في مطار بيروت ومرفأي صيدا وصور، وتسببت بمقتل ٣ سوريين حاولوا العبور من سوريا في منطقة شبعا، واقتلعت أشجارا ولوحات اعلانية.

فقد تعطلت الملاحة في مرفأ بيروت أمس الأول على مرحلتين في كل مرة طوال نصف ساعة.

كما توقف العمل أمس الأول في محطة حاويات مرفأ بيروت، وادت سرعة الرياح الى تقطع حبال مراسي بعض البواخر المتوقفة في المرفأ.

الوضع السياسي

على الصعيد السياسي، قد تشكل جلسة مجلس الوزراء اليوم مناسبة للبحث في اضرار العاصفة وحصر مفاعيل عاصفة الخلافات السياسية التي انتجها السباق المحموم على فضائح الفساد على انواعه بدءا بالغذائي وصولا الى الاشعاعات المسرطنة.

وفي ذروة البرد والصقيع، يتابع قطار البحث عن رئيس مساره نحو المحطة الثامنة عشرة في 28 الجاري بعدما عبر محطته الرقم 17 من دون احراز الهدف، ولم يحضر جلسة امس سوى 47 نائبا وصل 41 منهم بعد الموعد المحدد في الثانية عشرة.

وفي وقت لم يعد نمط التأجيلات المتكررة للجلسات الانتخابية الرئاسية يحرك ساكنا او يثير ردة فعل، تبقى الانظار متجهة نحو الجولات الحوارية التي انطلقت، والاخرى المرتقب ان تبدأ في وقت غير بعيد.

وقالت مصادر متابعة لتحضيرات الحوار بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ان البحث ما زال مستمرا في جدول الاعمال ولم يرتق الى توحيد الموقف. وذكرت ان نقاط البحث ما زالت تحتاج الى مزيد من المعالجة وثمة امور لم تنضج بعد لتحديد موعد اللقاء.

وفي هذا الاطار، قال جعجع ان الاجتماع يمكن اعتباره كأنه حصل، لكنه لن يتم قبل ان يصبح لدينا شيء عملي نقدمه للرأي العام. واوضح انه يؤيد عون في قوله انه يريد الجمهورية قبل الرئاسة والعمل جار على هذه النقطة تحديدا، لافتا الى نقاط خلاف كبيرة بين الجانبين من بينها وجود حزب الله ودوره وقال: نريد الجمهورية اولا وفي ما بعد يأتي موضوع الرئاسة.

وكشف انه جرى تبادل اوّل ورقتي عمل بين التيار والقوات امس، ونحن وصلنا الى هذه المرحلة إضافة الى ان الحوار يساهم في تنفيس الاحتقان والاجواء بيننا من خلال سحب الدعاوى التي تخطت المئة وتطبيع العلاقات بين الطرفين، لافتاً الى انه ستتم مناقشة ورقتي العمل للخروج بتصوّر واضح، وبعدها لكل حادث حديث.