بدأت مساع حكومية امس لتطويق الازمة التي واجهها مجلس الوزراء بعد الخلافات على ملف النفايات، في وقت تلقى فيه الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله دفعا بارزا من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، اشاع جوا من التفاؤل.
ففي كلمة له خلال احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، قال ان الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، برعاية كريمة من الرئيس بري يسير بالجدية المطلوبة بين الطرفين وفيه مصلحة كبيرة للبلد، ويكفي ان البلد ارتاح منذ بدء الحديث عن الحوار.
وقال: البعض حاول ان يشكك بحصول الحوار، وعليه انتهى هذا التشكيك والبعض يشكك بالنتيجة، واقول لكم من خلال جلستي الحوار، استطيع ان اتحدث عن ايجابية كبيرة في الوصول الى نتائج، ونحن وجميع المعنيين بالحوار واقعيون ولم نرفع سقفه. نحن نعرف انه من الصعب الوصول الى اتفاق شامل، نحن نريد ان نتفق على ما يمكن الاتفاق عليه ونضع ما نختلف عليه في اطر معينة.
واكد ان الحوار يترك اثارا ايجابية على المناخ المذهبي في لبنان، وقال: هناك من لا يتحمل ان يجلس المسلمون والمسيحيون ليتحادثوا، وهناك من يريد حربا اسلامية – مسيحية ويساعدهم عليها الحمقى من الجماعات التكفيرية. ومن مصلحة كل شعوب المنطقة ان تجتمع وتتلاقى وتتحاور بالوسائل السلمية وهذا ما ذهبنا اليه ولم نرفع سقف الحوار.
واضاف: نحن لم نقل ان الحوار سيحل الامور الاستراتيجية، ولبنان يعيش في منطقة فيها اعنف العواصف، ولذلك جدول اعمال الحوار مع المستقبل كان سقفه الحفاظ على البلد، وهذا الحوار لا ينوب عن بقية القوى السياسية في لبنان وهو حوار بين طرفين، وهذا طريق لحوار وطني، وقد دعيت سابقا لحوارات ثنائية وثلاثية
الحوار الوطني
وأعلن اننا لا نتحدث عن الحوار مع المستقبل كبديل عن الحوار الوطني او بديل عن حوار القوى السياسية مع بعضها. نحن نؤيد اي حوار بين اي فريقين في البلد، وحزب الله لم ينزعج من الحوار بين المستقبل والتيار الوطني الحر، بل باركه لان اي نتائج لهذا الحوار، ستنعكس على البلد ككل. ورأى انه يمكن ان تؤدي الحوارات الثنائية الى حوار وطني شامل، وقال: عندما يثق الانسان بنفسه ويثق بحلفائه يذهب هو الى الحوار، واذا ذهب حلفاؤه في الحوار يقف كفريق مشجع ويدعو الى ابقاء خط رجعة في الخطاب الاعلامي والسياسي، لان لا حل الا بالجلوس سويا.
وشدد نصرالله، في ظل انشغال الدول والاقليم عنا، على المسعى الجدي في الحوار الداخلي والحوار المسيحي المسيحي للمساعدة في انجاز استحقاق الرئاسة، وقال: اللبنانيون انفسهم هم من ينجزون استحقاق الرئاسة، وليس الاتفاق الاقليمي ولا الدولي، فقط الاتفاق الداخلي.
من جهة ثانية، دعا نصر الله اللبنانيين الى التعاون في معالجة نتائج وتداعيات العاصفة الثلجية على الناس ولا سيما المناطق التي تعرضت لاضرار. وقال ان الجماعات التكفيرية تسيء الى رسول الله والاسلام.
وأمل ان تتدخل المرجعيات السياسية المؤثرة والفاعلة في ملف النفايات، والا يتم التمترس خلف المواقف، معتبرا ان هذا الخلاف يأخذ البلد الى مكان اخر، متمنيا على مجلس الوزراء ورئيسه والمرجعيات السياسية الا يترك المجال لذلك، وقال: هذا الموضوع لا يتحمل ولا يستأهل ان يعطل البلد، لان بعض الوزراء مختلفون على حل هذا الملف.
وعن الوضع الامني قال: لا شك انه خلال الاشهر الماضية كان الوضع الامني جيدا بفضل انجازات الجيش والقوى الامنية، ولكن يبقى الحذر مطلوبا، واحيانا وسائل الاعلام تساهم بالحرب النفسية التي يشنها الارهابيون، لا سيما في ملف اهالي العسكريين، ومصلحة حزب الله ان يعيش الناس في امن واستقرار وفي امن واستقرار نفسي.
الازمة الحكومية
من ناحية اخرى، فقد دخلت ازمة الحكومة الناتجة عن الخلافات بشأن النفايات الصلبة، دائرة الاتصالات والوساطات لانهائها من اجل عودة الحكومة الى دائرة العمل من جديد. وفي المعلومات ان اجتماعا يعقد اليوم بين الرئيس تمام سلام ووزراء الكتائب بحضور النائب سامي الجميل.
وقد أكد الرئيس سلام امس، ان لا سبيل أمامنا كلبنانيين سوى الحوار العقلاني المنفتح، ونحن نتفاءل بكل حوار يجري بين مكونين من مكونات المجتمع اللبناني، وصولا الى حوار وطني أشمل يفتح أمامنا طريق الخروج من المأزق الراهن، والشروع في معالجة المشكلات الجوهرية التي تعيق مسيرتنا الوطنية.
بدوره دعا الوزير رشيد درباس السياسيين الى الاعتراف بأننا في حال مرضية، كون الدولة بلا رأس والحكومة تقوم بعملها رغما عنها لأن صلاحيتها انتهت عند انتهاء ولاية الرئيس.
وأشار إلى أن ما حصل داخل مجلس الوزراء بشأن ملف النفايات الصلبة هو دوران في الحلقة المفرغة، وقال: وجدت نفسي أجنبيا وغريبا وأحزنني ما سمعت على لسان الوزير الان حكيم وكأنه يتهم الوزراء بعدم الشفافية، كاشفا عن انه طلب من الرئيس تمام سلام تسجيل غيابه في كل جلسة مقبلة تبحث ملف النفايات لانه لم يفهم شيئا من الطروحات التي قدمت.
ودعا الى اعادة النظر بكيفية التصويت على القرارات داخل المجلس.